رحب قادة دول الخليج العربية بدعوة الرئيس الأميركي باراك أوباما لاجتماع قمة في منتجع كامب ديفيد الرئاسي، من أجل تعزيز التشاور والتنسيق بين دولهم والولايات المتحدة في مواجهة التحديات في المنطقة، لكن أوباما يتوقع "محادثات صعبة" معهم.&
خلال اجتماع عبر الهاتف بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري ووزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، الأحد، أحاط خلاله الوزير الأميركي نظراءه في دول الخليج، بآخر المستجدات المتعلقة بالمباحثات بين مجموعة 5+1 وإيران، بشأن برنامجها النووي.&
وقال أوباما الأسبوع الماضي إنه سيلتقي مع زعماء دول مجلس التعاون الخليجي الست هذا الربيع في منتجع كامب ديفيد خارج واشنطن لمناقشة قضايا منها مخاوف هذه الدول بشأن الاتفاق النووي مع إيران.
محادثات هاتفية&
وكان الرئيس الأميركي حادث قادة دول مجلس التعاون الخليجي على التوالي عبر الهاتف، مبتدئًا بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز فور الإعلان عن الاتفاق الإطاري الذي أعلن في لوزان بين إيران والقوى الكبرى، حيث أكد له التزام بلاده بأمن واستقرار المنطقة.&
وعبّر الملك سلمان للرئيس الاميركي باراك اوباما مساء الخميس الماضي عن الامل في التوصل الى اتفاق "نهائي ملزم" مع ايران يؤدي الى "تعزيز امن واستقرار المنطقة".&
وخلال اتصال وزير الخارجية الأميركي مع النظراء الخليجيين، أكد كيري للوزراء أن أي اتفاق تصل إليه المجموعة من إيران سوف يمنع إيران من الحصول على سلاح نووي ويقطع كل الطرق أمامها كذلك، كما سيقلص أعمال الأبحاث الإيرانية في هذا المجال، ويجعل إيران تخضع لآلية تفتيش "دقيقة ومستمرة وغير مسبوقة".&
كما أكد كيري التزام الولايات المتحدة بأمن دول الخليج العربية وحرص الإدارة الأميركية على تعزيز وتكثيف التشاور والتنسيق بينها وبين دول مجلس التعاون بما فيها أمن المنطقة.
حوار صعب&
وفي أحدث تصريح، قال الرئيس الأميركي إنه سيجري "حوارًا صعباً" مع حلفاء الولايات المتحدة العرب في الخليج سيعد خلاله بتقديم دعم أميركي قوي ضد الأعداء الخارجيين لكنه سيقول لهم إنه يتعين عليهم معالجة التحديات السياسية الداخلية.
وفي مقابلة مع توماس فريدمان، الكاتب في صحيفة (نيويورك تايمز)، نشرت يوم الأحد، إنه سيبلغ دول الخليج بأنه يتعين عليها أيضاً أن تكون أكثر فعالية في معالجة الأزمات الاقليمية.
وقال أوباما: "أعتقد انه عند التفكير في ما يحدث في سوريا على سبيل المثال، فهناك رغبة كبيرة لدخول الولايات المتحدة هناك والقيام بشيء."
"ولكن السؤال هو: لماذا لا نرى عربًا يحاربون الانتهاكات الفظيعة التي ترتكب ضد حقوق الانسان أو يقاتلون ضد ما يفعله (الرئيس السوري بشار) الأسد؟".
&
قدرات دفاعية&
وحسب ما نقلت (رويترز) من مقتطفات عن المقابلة، قال أوباما إنه يريد أن يناقش مع الحلفاء في الخليج كيفية بناء قدرات دفاعية أكثر كفاءة وطمأنتهم على دعم الولايات المتحدة لهم في مواجهة أي هجوم من الخارج.
وأضاف "هذا ربما يخفف بعضًا من مخاوفهم ويسمح لهم بإجراء حوار مثمر بشكل أكبر مع الإيرانيين."
لكن أوباما قال إن أكبر خطر يتهددهم ليس التعرض لهجوم محتمل من إيران، وإنما السخط داخل بلادهم بما في ذلك سخط الشبان الغاضبين والعاطلين والإحساس بعدم وجود مخرج سياسي لمظالمهم.
وقال الرئيس الأميركي: ولذلك ومع تقديم دعم عسكري ينبغي على الولايات المتحدة أن تتساءل: "كيف يمكننا تعزيز الحياة السياسية في هذه البلاد حتى يشعر الشبان السنة أن لديهم شيئًا آخر يختارونه غير (تنظيم الدولة الإسلامية).. هذا حوار صعب نجريه لكن ينبغي علينا المضي فيه".