توصل باحثون أخيرًا إلى أدلة تثبت أن الميل إلى ارتكاب جرائم جنسية أمر يرتبط ربما بجينات الذكورة في العائلة، حيث تبيّن لهم أن أشقاء الرجال الذين يدانون في ارتكاب مثل هذا النوع من الجرائم يكونون أكثر عرضة خمس مرات لارتكاب جرائم مماثلة.


أشرف أبوجلالة من القاهرة: توصل الباحثون إلى حقيقة أن أبناء الآباء الذين يمتلكون سجلاً جنائيًا بخصوص الجرائم الجنسية يكونون أكثر عرضة أربع مرات تقريبًا لارتكاب الجرائم نفسها.

وخلصت تلك الدراسة، التي تعتبر الأكبر من نوعها، إلى أن الميل إلى ارتكاب جرائم جنسية قد يكون متوطدًا في الأسرة جنبًا إلى جنب مع الخط الجيني الذكوري. واتضح أن نسبة تتراوح من 40 % إلى 50 % من الاختلافات في درجة المخاطر بين الأقارب المقربين من المجرمين ورجال من الأناس العاديين تكون أسبابها وراثية.

نتائج نسبية
لكنّ الباحثين أكدوا أن ذلك لا يعني أن الرجل الذي له أخ أو أب مدان بالاغتصاب سيسير على خطاهم بالضرورة. وتوصل العلماء إلى تلك النتائج المثيرة بعد دراستهم لبيانات كل الرجال المدانين بارتكاب جرائم جنسية في السويد خلال الفترة بين عامي 1973 و2009. وتبيّن أن معدلات جرائم الجنس هناك تتشابه مع تلك الجرائم التي يتم ارتكابها في المملكة المتحدة. ومن بين الـ 21566 مجرماً، الذين شملتهم الدراسة، تبيّن أن نصفهم تقريبًا مدان باغتصاب بالغين أو بالتحرش بأطفال.

وقال الباحثون إن عوامل سلوكية تم اكتشافها في جرائم الجنس، من بينها السلوك المتهور، الرغبة الجنسية والانحراف الجنسي، قد تكون عوامل وراثية بالنسبة إلى الجرائم.

ونقلت، في هذا الصدد، صحيفة الدايلي ميل البريطانية عن البروفيسور سينا فاضل، من جامعة أكسفورد، وهو باحث مشارك في تلك الدراسة، قوله: "بالتأكيد نحن لا نقول إننا اكتشفنا وجود جين مسؤول عن الجرائم الجنسية. لكن ما اكتشفناه هو دليل قوي من دراسة شملت عدداً كبيراً من الناس يُبَيِّن أن العوامل الوراثية تحظى بتأثير كبير".

&