واشنطن: هيلاري كلينتون (67 عاما) التي ترشحت للمرة الثانية الى البيت الابيض وتطمح الى جذب المزيد من الاميركيين، تعد السيدة الاكثر شهرة والاكثر تعرضا للاهانة والانتقاد كما تحظى باكبر قدر من الاعجاب في تاريخ الولايات المتحدة.

فماذا لا يعرف بعد عن حياة هيلاري وبيل كلينتون ؟ فعائداتهما او املاكهما من 1977 الى 2012 باتت في المجال العام. والاسرار التي كانت افضل صديقة لهيلاري كلينتون دايان بلير المتوفية مؤتمنة عليها، يمكن الاطلاع عليها في جامعة اركنسو. وقد تفحص الجمهوريون كل خبايا ماضيها.

وماذا عن خيانات زوجها بيل؟ فقد احصيت بادق تفاصيلها. وروت هيلاري نفسه عن غضبها من زوجها الكذاب بعد فضيحة مونيكا لوينسكي، ورغبتها في الطلاق انذاك ثم جلسات العلاج النفسي للزوجين.

وكانت مجلة بيبل وعدت قراءها في كانون الثاني/يناير 1993 بكشف "حقيقة السيدة هيلاري كلينتون". وبعد 22 عاما لا تزال محط اهتمام الرأي العام وايضا هدفا للانتقاد الشديد من قبل خصومها. ولدت هيلاري دايان رودهام في 26 تشرين الاول/اكتوبر 1947 وترعرت في بارك ريدج احدى ضواحي شيكاغو بشمال الولايات المتحدة، في كنف عائلة من الطبقة الوسطى.

وهي تعشق والدتها دوروثي. ووالدها هيوغ رودهام متحدر من منطقة ويلز وهو عنيد قاس. لكنه اورثها مناقبيته في العمل والتخوف الدائم من الاخفاق بشيء. وحتى اليوم تضع حبوب الزيتون في وعاء خوفا من التبديد كما روت في كتاب سيرتها "قصتي" الذي نشر في 2003.

وقد ورثت& منه ايضا معتقداته الجمهورية لفترة وجيزة في سن المراهقة وكذلك ضحكتها الصاخبة. والعائلة تنتمي الى الكنيسة الميتودية (بروتستانتية)، وما زالت هيلاري كلينتون متمسكة جدا بكنيستها.

ومنذ الثالثة عشرة من عمرها عملت في اعمال صغيرة عديدة لتمويل دراساتها.

وفي 1965 قبلت هيلاري كلينتون التي عرفت بذكائها وطموحها في جامعة ويليسلي كوليدج للشابات غير البعيدة عن جامعة هارفرد. وفي الستينات فتحت السنوات الجامعية الاربع عينيها على النضال من اجل الحقوق المدنية وحرب فيتنام والمساواة بين النساء والرجال...

وفي 1969 دخلت الى كلية يال للقانون المرموقة التي فضلتها على هارفرد ثم التقت ببيل كلينتون.

وبعد مرور بواشنطن في 1974 وتوظيفها من قبل لجنة التحقيق حول فضيحة ووترغيت لحقت ببيل كلينتون في اركنسو (جنوب) حيث اصبح بعد وقت قصير حاكمها وحيث دخلت هيلاري رودهام الى مكتب كبير للمحاماة.

ثم تخلت هيلاري رودهام تحت الضغط عن اسم عائلتها لتصبح هيلاري كلينتون السيدة الاولى في اركنسو ثم السيدة الاولى للولايات المتحدة عندما اصبح بيل كلينتون في1992 رئيسا على اثر فوزه الكاسح في الانتخابات.

وتباين اسلوبها مع اسلوب سابقاتها. فقد لعبت دورا سياسيا رمز اليه مكتبها في الجناح الغربي من البيت الابيض. لكن علاقاتها مع البرلمانيين والصحافة لم تكن جيدة. حتى ان بعض الجمهوريين وصفوها بانها مناصرة "متطرفة لحقوق النساء".

وواجهت خصوصا وضعا مذلا في فضيحة مونيكا لوينسكي في 1998. لكن شعبيتها لم تكن مطلقا بهذا المستوى، لا قبل ولا بعد هذه القضية مع 67% من الاراء المؤيدة بحسب معهد غالوب في كانون الاول/ديسمبر 1998.

وامام الحاح اصدقائها انطلقت السيدة الاولى في مضمار السياسة وانتخبت في تشرين الثاني/نوفمبر 2000 سناتورة لولاية نيويورك. وترشحت الى الانتخابات الرئاسية في العام 2004 لكنها هزمت في الانتخابات التمهيدية الحزبية امام السناتور باراك اوباما الذي أخذ عليها تصويتها مع حرب العراق.

لكن ذلك لم يحل دون ان تصبح وزيرة للخارجية في الولاية الرئاسية الاولى لباراك اوباما. لكن بدون اضافة نجاحات حقيقية الى رصيدها كما ينتقدها خصومها. الا ان السنوات الاربع التي امضتها على رأس الدبلوماسية الاميركية كرست صورتها كسيدة دولة.

وفي العام 2007 خلص الصحافي كارل برنستاين كاتب سيرتها المرجعية الى ان السمة الابرز الغالبة على طبع هيلاري كلينتون هي "شغفها" أكان لجهة "حماستها وروحها المرحة وشجاعتها وقوتها الداخلية" او لقدرتها على "الانتقام".

وصفة المكر السياسي التي ينعتها بها خصومها تبدو لاصقة بها خصوصا في نظر الناخبين الذين يتذكرون تسعينات القرن الماضي. وحدهم الناخبون المولودون بعد 1980 يجدونها بغالبيتهم "نزيهة وجديرة بالثقة" بحسب استطلاع لسي ان ان. لكن الجمهوريين ما زالوا يصفونها بانها تعيش في صومعة.

والعام الماضي اكدت انها وزوجها كانوا "مفلسين" لدى مغادرتهما البيت الابيض. واقرت بنفسها انها لم تقم بقيادة سيارة منذ 1996.