يبدو من خلال تصريحات الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، أنه أضحى أكثر صبراً وأكثر قدرة على الإنصات إلى الآخرين، بعد هفواته خلال حكمه فرنسا، وبدا أيضا عازما على العودة إلى الاليزيه بشكل مغاير لما ألفه الفرنسيون.
أشرف أبوجلالة من القاهرة: يبدو أن الولع بالأضواء، الشهرة، العمل السياسي أو حتى خدمة الجماهير، هو ما دفع الرئيس الفرنسي السابق، نيكولا ساركوزي، إلى التفكير في العودة لخوض غمار انتخابات الرئاسة الفرنسية مرة أخرى، بعدما ابتعد عن عالم السياسة لبعض الوقت.
وبينما بدأت تتسرب أخبار بخصوص ذلك التوجه، خرج بعض من مستشاريه السابقين ليقولوا إنه أضحى أكثر صبراً وأكثر قدرة على الإنصات إلى الآخرين. أما المنتقدين فتشبثوا بموقفهم الرافض لعودته موضحين أنه جنح بشكل أكبر إلى اليمين.
ومن خلال مقابلة موجزة وافق على إجرائها مع مجلة دير شبيغل الألمانية من مقر مكتبه بالطابق الثامن، بدا من الواضح أنه ما يزال حريصاً على مباشرة العمل، وبدا بقميص وربطة عنق بدون جاكت، موضحاً أن تلك الطلة هي التي يفضلها أثناء العمل.
وخلال حديثه المقتضب مع المجلة، شبّه ساركوزي العمل السياسي بتربية الأطفال، وأنه ليس من الضروري طريقة توضيحك لشيء ما، بل إن الشيء الأكثر أهمية هو أفعالك.
ورغم أن المجلة استغرقت بضعة أشهر لكي تعد تلك المقابلة، إلا أنه لم يتحدث معها سوى دقيقتين فقط.
وبسؤاله في مستهل الحديث عما إن كان قد تغير خلال الفترة التي ابتعد فيها عن السياسة أم لا، بدا أن السؤال لم يأت على هواه أو وفق ما كان يتوقع، حيث أخذ السؤال من زاوية أن عودته للأضواء مرة أخرى قد لا تكون مقبولة، واكتفى بالقول "لابد أن أشعر أولاً بأن هناك حاجة لي، فما يفكر فيه الآخرون بشأني وما يريدونه مني هي أمور غاية في الأهمية بالنسبة لي، كما أنها ستصبح أكثر أهمية مع بدء العد التنازلي لانتخابات الرئاسة المقررة في ربيع 2017".
وبسؤاله عما إن كانت تفضل عائلته أن يقضي معها مزيداً من الوقت بدلاً من العودة مرة أخرى لعالم السياسة، أوضح ساركوزي أنهم يفضلون ذلك بالطبع، لافتاً الانتباه إلى أنه وزوجته ما يزالان يحرصان على مشاهدة أحد الأفلام سوياً في مسرح المنزل بصورة يومية تقريباً، وذلك على الرغم من انشغال جدول أعماله باستمرار.
ومضى ساركوزي يقول إنه لطالما حلم برئاسة فرنسا وأنه بذل الكثير من الجهد في سبيل الوصول لتلك الغاية، وأنه تمكن من قهر كل خصومه، بمن فيهم الخصم القوي، الرئيس الأسبق جاك شيراك، الذي لم يكن بوسعه بالفعل أن يقدم أي شيء آخر.
وأكد أن عودته للسياسة فُرِضت عليه ولم يسع إليها، واصفاً إياها بـ"الواجب"، وأنه بدأ يفكر في الرجوع مرة أخرى انطلاقاً من عدة أسباب منها: معاناة حزبه من الانقسامات الداخلية، تنامي قوة الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة واستمرار دفع الحكومة الاشتراكية القائمة بالبلاد صوب حافة كارثة محققة، لافتاً في السياق عينه إلى أن عودته مرهونة بموافقة الشعب وليس فقط بالحصول على تأكيدات بالمساندة.
ورغم استمرار اهتمامات ساركوزي بعالم السياسة حتى الآن، إلا أنه يقضي وقته أيضاً في ركوب الدراجات، الركض، الحصول على اجازات وأخذ دروس في اللغة الإنكليزية.
وعاود ساركوزي ليقول "لست نادماً على شيء مضي، وأنا لا أنظر إلى الخلف مطلقاً. وكان بوسعي فعل المزيد بالطبع. ورغم اتهامي على مدار خمسة أعوام بكوني مفرط للغاية في النشاطات التي أقوم بها، إلا الناس يقولون الآن إني لم أفعل ما يكفي".
ونقلت دير شبيغل بهذا الصدد عن بريس هورتفو الذي سبق له شغل منصب وزير الداخلية فترة حكم ساركوزي قوله :" ساركوزي ما يزال كما هو، لكنه تعلم أشياء جديدة".
التعليقات