&
واشنطن:&ستضطر وكالة الامن القومي الاميركية الاحد الى وقف العمل ببعض خوادمها التي تسمح لها بجمع بيانات الاتصالات الهاتفية في الولايات المتحدة ما لم يتم التوصل الى اتفاق سياسي في الكونغرس لتمديد العمل ببرنامج المراقبة المثير للجدل الذي ينتهي العمل به منتصف ليل الاثنين.
&
ودعي مجلس الشيوخ الاحد الى الاجتماع في اللحظة الاخيرة لايجاد حل لكن المعادلة السياسية التي تستلزم اتفاقا مع مجلس النواب والبيت الابيض معقدة.
&
وفي حال عدم التوصل الى اتفاق حول المادة 215 في القانون الوطني (باتريوت اكت) الاحد في الساعة 15,59 (19,59 تغ) ستبدأ وكالة الامن القومي بوقف عمل الخوادم التي تجمع بيانات الاتصالات الهاتفية التي يتم اجراؤها في الولايات المتحدة (التوقيت والمدة والرقم المتصل به لكن ليس المضمون) وبالتالي يتوقف جمع اي معلومات بعد منتصف الليل.
&
واذا تم ذلك سيكون المستشار السابق في وكالة الامن القومي ادوارد سنودن الذي كشف في 2013 حجم هذا البرنامج، حقق انتصارا كبيرا.
&
وبعد ظهر الجمعة قال اوباما من المكتب البيضاوي "لم يعد امامنا سوى بضعة ايام".
&
واضاف "لا اريد (...) ان نواجه وضعا كان يمكننا خلاله منع هجوم ارهابي او توقيف شخص خطير ولم نقم بذلك لان مجلس الشيوخ لم يتحرك".
&
واتفق البيت الابيض ومجلس النواب على قانون جديد يسمح بالاستمرار في تخزين البيانات من خلال تكليف شركات الاتصالات القيام بذلك وليس وكالة الامن القومي.
&
لكن مجلس الشيوخ يرفض حاليا الموافقة على النص الذي اطلق عليه اسم "يو اس اي فريدوم اكت" الذي يعرقله تحالف جمهوريين يتذرع بحجج مختلفة تماما.
&
ويرى البعض مثل زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل ان النص يجرد وكالة الامن القومي من صلاحيات.
&
ويرى اخرون مثل راند بول انه لا يقوم بما يكفي لتفكيك برنامج "مراقبة" الاميركيين وهو موقف تدعمه ايضا منظمات تعنى الدفاع عن الحياة الخاصة.
&
وبشكل غير معهود تدخل مدير الاستخبارات جيمس كلابر الجمعة في النقاش العام داعيا مجلس الشيوخ الى تحريك الوضع من خلال التصويت لصالح "يو اس اي فريدوم اكت" الذي دافع عنه البيت الابيض ومجلس النواب.
&
وقال في بيان صحافي "انها افضل وسيلة للتقليل من مخاطر خفض قدرتنا في حماية الشعب الاميركي".
&
وبالنسبة الى البيت الابيض يجب الاستمرار في جمع البيانات في الوقت الذي تبقى فيه التهديدات الارهابية حاضرة.
&
وقال مصدر مجهول في الادارة الاميركية هذا الاسبوع ان درس هذه البيانات يمكن ان يسمح لوكالات مثل مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي اي) باثبات ان مشتبها به "كان على اتصال" بعنصر في تنظيم الدولة الاسلامية "في الخارج او في سوريا او في العراق".
&
ويرى اخصائيون ان جمع معلومات عن الاتصالات الهاتفية ليس النقطة الاهم في برنامج وكالة الامن القومي للمراقبة.
&
وقال جيمس لويس الاخصائي في الاستخبارات والامن الالكتروني في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في تقرير نشر في كانون الاول/ديسمبر 2014 "يتفق المسؤولون السابقون والحاليون الاستخباراتيون على انه رغم كون جمع البيانات اداة مفيدة تبقى الاقل فائدة من كافة الادوات" المستخدمة من وكالات الاستخبارات.
&
واضاف مؤيد الحفاظ على برامج المراقبة "اذا علينا التخلي عن برنامج فهذا هو" لانه الاقل فائدة بالنسبة الى اجهزة الاستخبارات محذرا من ان ذلك سيتم "مع زيادة المخاطر".
&
ويو اس اي فريدوم اكت لا يتعلق ببرنامج بريزم المثير للجدل لوكالة الامن القومي الذي يعنى بمراقبة الاتصالات الهاتفية لغير الاميركيين وتقوم بها شركات معلوماتية عملاقة مثل مايكروسوفت وياهو وغوغل وفيسبوك.
&
لكن مقاربة البيت الابيض ومجلس النواب مدعومة من عشرات من هذه المؤسسات الالكترونية التي تأثرت سمعتها بسبب تعاونها المفترض مع وكالة الامن القومي.
&