موسكو: يعتزم البابا فرنسيس ان يبحث النزاعين في اوكرانيا وسوريا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المعزول على الساحة الدولية والذي يلتقيه الاربعاء في الفاتيكان للمرة الثانية منذ بدء حبريته.

وسيغتنم بوتين مناسبة زيارته للجناح الروسي في المعرض العالمي "اكسبو-2015" في ميلانو ليتوقف في الفاتيكان للقاء البابا الارجنتيني ليبحث معه الوضع في اوكرانيا وفي الشرق الاوسط بحسب مصادر قريبة من الكرسي الرسولي.

والرئيس الروسي الذي يؤيد نموذجا بديلا عن النموذج الغربي عبر تفضيله قيما محافظة، يامل في ايجاد اذان صاغية لدى البابا فرنسيس فيما تقاطعه كل العواصم الغربية. وكان قد التقاه في 2013. وكتب الحبر الاعظم انذاك لبوتين بصفته رئيس مجموعة العشرين ليدعو الى حل دبلوماسي معبرا عن رفضه للتدخل العسكري الخارجي في النزاع السوري. وهو موقف اثار ارتياح سيد الكرملين.


واعتبر بوريس فاليكوف من مركز دراسات الاديان في جامعة العلوم الانسانية في موسكو "ان بوتين يريد الخروج من وضعه المنبوذ. ويأمل ان ينجح في ذلك مع البابا". وتابع "لكن حساب بوتين خاطىء، فمنذ ذلك الحين حصل ضم القرم واجتياح شرق اوكرانيا".

وفي اوكرانيا ينتمي معظم المتمردين الى الكنيسة المسيحية الارثوذكسية التابعة لبطريركية موسكو ويقاتلون ارثوذكس اخرين وايضا كاثوليك (الكنيسة الوحدوية) تابعين لروما.

وفي 25 تشرين الثاني/نوفمبر استقبل البابا رئيس الدولة الروسية الذي يعتبر نفسه ارثوذكسيا ورعا وصديقا للكنيسة الروسية. لكن منذ ذلك الحين اصبحت الحرب في سوريا خارجة عن السيطرة والنزاع الاوكراني وضع الفاتيكان والبابا امام تحد جديد ما يكشف ضيق هامش المناورة امامهما.

ولم يكف الكرسي الرسولي والبابا عن دعوة الاوكرانيين الى المصالحة ووقف الحرب بين "الاخوة" المسيحيين. لكن الفاتيكان ظل شديد الحذر في موقفه من هذه الازمة. وينتقد الكاثوليك الوحديون في كييف بمرارة الحبر الاعظم لعدم ادانته المباشرة للسياسة الروسية في اوكرانيا.

لان الكرسي الرسولي يعتبر الحوار الذي بدأ منذ عقود بين الفاتيكان والبطريركية الروسية التي تعد اهم الكنائس الارثوذكسية، رهانا ايضا.

فقد قامت الكنيستان بخطوات تقرب بينهما بشكل كاف للتفكير بزيارة البابا فرنسيس الى موسكو. ومثل هذه الزيارة ستشكل حدثا تاريخيا لانه لم يسبق لاي حبر اعظم ان زار روسيا منذ انفصال الكنيستين الشرقية والغربية& اثر "الانشقاق" الكبير في العام 1054.

&الا ان الازمة في اوكرانيا تسبب بوقف مفاجىء لهذا الحوار وعبر الارثوذكس عن استيائهم ازاء الكاثوليك من خلال بادرات مختلفة. فقد قرر بطريرك الكنيسة الارثوذكسية لموسكو وعموم روسيا كيريل على سبيل المثال عدم تلبية الدعوة الى الايام العالمية للشبيبة في 2016 في كراكوفيا ببولندا الكاثوليكية والتي تدعم بقوة كييف.

وبامكان بوتين التأكيد للبابا ان روسيا تبقى وفية لدورها التقليدي منذ القرن التاسع عشر كحام لمسيحيي الشرق، من كاثوليك او ارثوذكس، عبر الدفاع عن انظمة مثل نظام بشار الاسد الذي حماهم دائما.

واعتبر الخبير في شؤون الفاتيكان جوزيبي بورسكون من موقع روسوبوربورا المحافظ انه هناك ايضا "تقارب بين روسيا والفاتيكان للدفاع عن القيم غير القابلة للجدل" مثل رفض تشريع زواج المثليين. ولا تكف الكنيسة الروسية عن انتقاد "انحطاط" الغرب.

ورأى بعض المراقبين الذين يتابعون الفاتيكان ان الكرسي الرسولي يمكن ايضا ان يجد حليفا في روسيا في مسعاه الطويل النفس للتقرب من الصين.


&