واشنطن: اطلقت الشرطة الاميركية حملة مطاردة واسعة لتوقيف مسلح ابيض قتل تسعة اشخاص مساء الاربعاء في كنيسة للسود في تشارلستون بولاية كارولاينا الجنوبية جنوب شرق الولايات المتحدة في "جريمة كراهية" كما وصفتها.
&
ونشرت الشرطة في تشارلستون صورا للمشتبه به اذ اظهرت لقطات من اشرطة فيديو لكاميرات مراقبة شابا نحيلا شعره اشقر او بني اللون ويرتدي سترة رمادية. وبحسب الشرطة فان المشتبه به في اول العشرينات من عمره، وقد غادر الكنيسة في سيارة من طراز سيدان سوداء اللون.

وقال قائد شرطة تشارلستون غريغوري مالن في مؤتمر صحافي "احصينا ثمانية قتلى في الكنيسة" واضاف ان شخصا تاسعا توفي من بين جريحين نقلا الى اقرب مستشفى. واضاف ان "هذه الجريمة المشينة اسفرت حتى الان عن تسعة قتلى"، موضحا "اعتقد انها جريمة كراهية".

وقتل في الاعتداء ثلاثة رجال وست نساء، واصيب عدد آخر. ومن بين القتلى القس كليمنتا بينكني، وهو ايضا سيناتور عن ولاية جنوب كارولينا، وفق ما نقلت صحيفتا "تشارلستون بوست" و"كورييه" عن اعضاء في الكنيسة واصدقاء وزملاء سياسيين له.

ووقع اطلاق النار في التاسعة مساء (1,00 ت غ) في "كنيسة عمانوئيل الأفريقية الأسقفية الميثودية" وهي اقدم كنيسة ميثودية في الجنوب الاميركي. واطلق الشاب النار خلال جلسة لدرس الكتاب المقدس، وهذه عادة منتشرة جدا في كنائس جنوب الولايات المتحدة، خلال ايام الاسبوع ويوم الاحد.

وبرغم الانتشار الكثيف لقوات الامن، بما فيها الوسائل الجوية، وبعد خمس ساعات على الجريمة لم تلق الشرطة القبض على مطلق النار الذي وصفه قائد الشرطة بأنه "خطير جدا". وقال قائد الشرطة "كما ترون، كانت الفوضى تعم المكان عندما وصلنا". واوضح ان الشرطة تستعين بالكلاب المدربة لمطاردة المشتبه به، "ونريد ان نتأكد انه ليس موجودا في الضواحي لارتكاب جرائم اخرى".

ومن جهته اعرب جيم كورلي، مالك احد المحال القريبة من الكنيسة، عن استغرابه من ان يشن احدهم هجوما في منطقة سياحية. وقال لوكالة فرانس برس ان ذلك "غريب جدا... ليس لدينا اي فكرة ما هو الدافع خلف ذلك".

وتصنيف الاعتداء على انه جريمة كراهية يعني ان السلطات الفدرالية ستساعد في التحقيقات كما من الممكن ان تشارك في الملاحقات القضائية. وقال مالن "انه رجل خطير جدا، لا يجدر باحد ان يتواصل معه".

ويأتي الحادث وسط توترات على خلفية عنصرية في الولايات المتحدة وخصوصا تجاه الاميركيين من اصول افريقية بعد خمسة عقود على بدء العمل بقانون الحقوق المدنية الذي يمنع العنصرية واي نوع من التمييز.

&وخلال الفترة الاخيرة دفعت عدة حوادث مقتل اميركيين من اصول افريقية على يد الشرطة لخروج تظاهرات غاضبة وحصول اعمال شغب في مناطق عدة في الولايات المتحدة، فضلا عن ظهور جدل على صعيد وطني حول العنصرية وممارسات الشرطة.

وفي نيسان/ابريل الماضي، وفي مدينة شمال تشارلستون القريبة اتهم شرطي بقتل والتر سكوت من اصول افريقية (50 عاما) بعد اصابته من الخلف وفق ما اظهر شريط فيديو. الا انه بحسب كورلي فان سكان المنطقة حيث الكنيسة يتعايشون بسلام وليس هناك توترات عنصرية.

وتلقب تشارلستون محليا بـ"المدينة المقدسة" بسبب العدد الكبير من الكنائس المنتشرة فيها فضلا عن المجموعات الاثنية المتنوعة التي اضفت على المدينة تنوعا ثقافيا. ووصف رئيس بلدية تشارلستون جوزيف رايلي ما حصل بـ"الكارثة".

ولم تعلن الشرطة تفاصيل حول هوية ضحايا الاعتداء في الكنيسة، الاقدم في ولايات جنوب اميركا، وفق موقعها الالكتروني. واسست الكنيسة في العام 1816 وفي العام 1822 جرى التحقيق بتورطها في التخطيط ""لثورة عبيد".

وقال رايلي ان "السبب الوحيد ليدخل اي شخص الى كنيسة ويطلق النار على المصلين هو الكراهية". ومن جهتها دعت حاكمة كارولاينا الجنوبية نيكي هالي الى الصلاة على ارواح "ضحايا هذا التصرف غير المبرر".

وجاء في بيان لحملة جيب بوش، المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية، على حسابه في تويتر، ان "افكاره وصلواته من اجل الاشخاص والعائلات التي تأذت من الاحداث المأساوية في تشارلستون".

وكتبت هيلاري كلينتون المرشحة الديموقراطية الى البيت الابيض، التي كانت تعقد اجتماعا انتخابيا في تشارلستون الاربعاء، في تغريدة، "اخبار مرعبة من تشارلستون- اني افكر فيكم جميعا واصلي من اجلكم".

واعلن مايك هوكابي الجمهوري الاخر الذي يخوض السباق الى البيت الابيض، انه يصلي ايضا من اجل الضحايا والمصابين.

واظهر تقرير لمكتب التحقيقات الفدرالي العام الماضي ان عمليات اطلاق النار الجماعية ارتفعت في الولايات المتحدة. ودرس محققون 160 حالة بين العامين 2000 و2013، وارتفع معدل تلك الحوادث من 6,4 في الاعوام السبعة الاولى الى 16,4 في الاعوام السبع الاخيرة.

ومن بين الاعتداءات، الهجوم في معهد فيرجينيا التقني في نيسان/ابريل 2007 حيث قتل 32 شخصا، ومن ثم في مدرسة ساندي هوك الابتدائية في كانون الاول/ديسمبر 2012 في نيو تاون في كونيكتيكت حيث قتل 27 شخصا بينهم 20 طفلا.
&