رغم التطمينات والكلام عن تقدم في مفاوضات فيينا لتسوية الملف النووي الإيراني، أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن لا انفراج بعد مع طهران، فيما تسجل علامات ارتباك على الحرس الثوري مع أي تطور إيجابي في مسار المفاوضات.&

&
غداة لقائه الرئيس الإيراني حسن روحاني وأمين سر المجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني، أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو الجمعة أن &لا انفراج بعد بين الوكالة الدولية وإيران بشأن المسائل التي لم تحل في برنامج طهران النووي، في وقت إلتقى فيه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بالرئيس النمساوي هاينز فيشر ووزير الخارجية سيباستيان كورتس الجمعة.
&
تناقضات
تتناقض تصريحات أمانو مع التي اطلقها المبعوث الإيراني لدى الطاقة الذرية رضا نجفي، إذ قال الخميس إن الجانبين توصلا إلى تفاهم بشأن كيفية التحقيق في المشاريع البحثية النووية الماضية التي أثارت ريبة الوكالة.
كما بدا أن المتحدث باسم البرنامج النووي الإيراني يتراجع عن تصريحات نجفي عندما قال: "إننا في المحادثات مع أمانو وافقنا على الحاجة إلى التوصل إلى جدول زمني لحل القضايا الماضية".
وأكد أمانو بعد زيارة إلى إيران الحاجة إلى المزيد من العمل لبلوغ اتفاق مع إيران، رغم أن الطرفين باتا على تفهم أكبر في شأن بعض المسائل، مؤكداً: "بات لدى الطرفين تفهم أكبر ولكن هناك ضرورة لمزيد من العمل". واضاف البيان: "هدف الزيارة كان المضي قدمًا في العمل لتسوية المسائل العالقة في ما يتصل ببرنامج ايران النووي، لاسيما توضيحات تتعلق بالبعد العسكري المحتمل".
&
جاهزة بنسبة 91%
لم يستبعد روحاني تفتيش منشآت عسكرية إيرانية من قبل مفتشي الوكالة، قائلًا: "لكنني لن أعطي شيكًا على بياض لمفتشي الوكالة، فإيران على استعداد لإيضاح الموضوعات العالقة في إطار التعليمات الدولية التي تعمل بها الوكالة".
وبينما التقى وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف مع الرئيس النمساوي هاينز فيشر ووزير الخارجية سيباستيان كورتس، أعلنت الرئاسة الروسية أن الرئيس فلاديمير بوتين سيلتقي روحاني خلال القمة السنوية لمنظمة شنغهاي للتعاون التي تعقد يومي 9 و10 تموز (يوليو) باوفا في روسيا.
وفي وقت سابق، اعتبر كبير المفاوضين الروس في مفاوضان جنيف سيرغي ريابكوف أن اتفاقًا حول النووي الايراني بات قريبًا، موضحًا أن الوثيقة التي يعمل عليها طرفا التفاوض جاهزة بنسبة 91 في المئة.
&
الحرس مرتبك
وفي السياق نفسه، قالت صحيفة فايننشيال تايمز البريطانية إن الحرس الثوري الإيراني مرتبك من تقدم المفاوضات بشأن الملف النووي، إذ ألغى مؤتمرًا اقتصاديًا كان سيعقد في طهران وأصفهان، ودعا المنظمين إلى عدم التشهير بأن الحرس الثوري كان وراء الإلغاء كي لا يحرج النظام في جولات المفاوضات المقبلة مع الدول الغربية.
&
وردت الصحيفة ذلك إلى أن مصالح الحرس الثوري تتجاوز المجال العسكري إلى الاتصالات والإنشاءات والاستيراد، ناقلة عن محللين مستقلين قولهم: "قلق الحرس الثوري الأساسي نابع من فقدانه النشاطات التجارية والصناعية التي يسيطر عليها، متى انفتحت البلاد للاستثمار الأجنبي".
&
ولا تعرف حقيقةً حجم ثروة الحرس الثوري لغياب الشفافية في إيران، لكن محللين مستقلين تحدثت إليهم الصحيفة يقدرونها بمئات مليارات الدولارات. وبحسب الصخيفة البريطانية، يرى رجال أعمال أن لا مستقبل للاستثمار الغربي في إيران ما لم يتم تحجيم دور الحرس الثوري.
&
إلى ذلك، قال ولي الله سيف، رئيس البنك المركزي الإيراني، إنه تم إزالة العقبات التي حالت دون نقل جزء من احتياطي الذهب الإيراني إلى داخل البلاد، إثر جهود مشتركة للبنك والجهاز الدبلوماسي على هامش المفاوضات النووية الجارية في فيينا.
&