يثير كلام أحمد منصور بحق الشعب المغربي وصحافيين ردود فعل حادة، آخرها رسالة مفتوحة إلى رئيس الحكومة المغربية لإصدار إدانة رسمية.

حسن العلوي من الرباط: وجه موقع إلكتروني مغربي رسالة مفتوحة إلى رئيس الحكومة بشأن تداعيات الزوبعة التي اثارها الصحافي المصري في قناة الجزيرة أحمد منصور بكلامه بحق الصحافيين المغاربة.

وقال موقع "برلمان.كوم"، الذي كان أول منبر إعلامي مغربي ينشر خبر "زواج أحمد منصور العرفي"، واستهدفه كلام منصور، مخاطبًا رئيس الحكومة&عبد الإله&بنكيران: "لا شك في أنكم تابعتم ما أثاره الكلام النابي والساقط الذي تفوه به مذيع قناة الجزيرة أحمد منصور بحق الشعب المغربي عموما والجسم الصحافي والمرأة المغربية على الخصوص، حيث وصفهم بأقدح النعوت".

رد اعتبار

أضاف الموقع: "وحيث إن الوزير الوصي عن القطاع، وزير الإتصال الناطق باسم الحكومة، فضل إقصاء نفسه عبر التزام الصمت بدل التصدي للهجوم الذي استهدف قطاعه، فإننا ننتظر منكم، السيد رئيس الحكومة، رد الاعتبار لبلدكم المغرب و للجسم الصحافي و المرأة المغربية عبر إصدار بيان رسمي تدينون فيه السب والقذف الذي وجّهه هذا الشخص لمواطنيكم".

وطالبت الرسالة المفتوحة بنكيران بالشروع في اتخاد الإجراءات الضرورية، من أجل تحريك الدعوى العمومية ضد منصور بسبب ما ارتكبه من جرائم سب وقذف وتشهير بحق المغاربة، أشخاصًا ومؤسسات، وضد مراسلة قناة الجزيرة القطرية، لاتخاذ الإجراءات الضرورية ضد منصور بسبب إساءته البليغة بحق الشعب المغربي.

كما طالبت الرسالة رئيس الحكومة "باعتذار المشرفين على الموقع الإلكتروني الرسمي لحزب العدالة والتنمية، الذي يتزعمه، لنشره ما كتبه منصور وتبنيه له، ما لا يخفي تعاطف الحزب مع صحافي الجزيرة، وهو ما يفهم منه أن حزب العدالة والتنمية انتصر لموقف أحمد منصور على حساب أبناء الوطن".

ولم تكتف الرسالة عند هذا الحد، بل طالبت بنكيران بفتح تحقيق حول الزواج العرفي، المنافي للقوانين المغربية، لأحمد منصور ومساءلة كل الوسطاء بما فيهم القيادي في الحزب عبد العالي حامي الدين، الذي سبق له أن نفى قيامه بوساطة لعقد زواج المتعة .

قاموس السوقية

وكانت نقابة الصحافيين المغاربة اصدرت الأحد بيانًا شديد اللهجة ضد منصور، وقالت انه عمم كلامًا منحطًا عن الصحافيين في صفحته بالموقع الاجتماعي فايسبوك، يرد فيه على نشر وسائل أعلام مغربية خبرًا يتحدث عن زواج منصور عرفيًا بمغربية.

وقال البيان إن منصور استعمل قاموسًا من السب والقذف والكلام الساقط في حق صحافيين مغاربة.

وذكر البيان أن "الصحافة تعودت نشر أخبار قد تكون صحيحة أو كاذبة أو مبالغا فيها، حول أشخاص، سواء كانوا سياسيين أو إعلاميين أو غيرهم، لكنهم يلجأون إلى التوضيح والتكذيب، كما يلجأون إلى القضاء.لكن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الرد بالكلام الفاحش، الذي تجاوز كل الحدود والضوابط الأخلاقية".

مشيرًا إلى أن وصف صحافيين مغاربة نشروا خبرًا كاذبًا يحمل صفات مسيئة، يسيء إلى صاحبه أكثر مما يسيء إليهم، ويكشف المستوى الحقيقي للمدعو أحمد منصور، بحسب البيان .

في غضون ذلك، قدم منصور اعتذارا للصحافيين المغاربة، بعدما وصفهم في وقت سابق ب "القوادين" و "الحشرات".

وقال أحمد منصور في تدوينة له نشرها اليوم&على صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك "، أن خرجته السابقة، التي أثارت زوبعة كبيرة، فهمت بشكل خاطئ من كثير من الصحافيين والإعلاميين المغاربة وأثارت غضبهم وغضب قطاعات كبيرة من الشعب المغربي.

واوضح منصور: "لدي الشجاعة الكاملة للاعتذار للجميع لاسيما الشرفاء الذين ساندوني في محنتي الأخيرة في ألمانيا وغيرها من المحن من صحافيين وإعلاميين خاصة الزملاء في نقابة الصحافيين المغاربة وفيدرالية ناشري الصحف، الذين لي فيهم كثير من الأصدقاء والزملاء الذين أعتز بصداقتهم، وكذلك المواطنين المحترمين الشرفاء الذين يساندوني ويتابعون كتاباتي وبرامجي وأعتذر لكل الذين أساءهم ما كتبت من أصدقائي وأحبائي وقرائي ومشاهدي برامجي".

وكشف منصور أن تدوينته كتبها في لحظة غضب وبردة فعل غاضبة على ما صدر في حقه "من طرف بعض من ينتسبون للمهنة في المغرب من أكاذيب وافتراءات تنال من عرض الإنسان وكرامته"، على حد تعبيره.

وزاد منصور قائلا : "رغم أن من عادتي ألا أرد على أحد إلا أني أخطأت بمجرد التفكير في الرد، آملا من الجميع قبول الاعتذار ، وإغلاق هذا الملف وتحري الدقة والأمانة في النشر حينما يتعلق الأمر بأعراض الناس وخصوصياتهم لاسيما إذا كانوا من الزملاء وآمل أن يتفرغ الجميع لاسيما الإعلاميون الشرفاء لتغطية ومتابعة هموم واهتمامات الأمة بدلا من الدخول في معارك وهمية وإشغال الناس بها في محاولات مقصودة من أطراف معروفة لصرف الناس عن قضاياهم المصيرية".

وختم أحمد منصور اعتذاره قائلا: " إني أعتذر بشجاعة عن أي خطأ غير مقصود أو إهانة غير متعمدة والاعتذار بشجاعة يقتضى كرم القبول بشجاعة أيضا ".