عطفًا على المعلومات الحصرية التي كشفتها "إيلاف" سابقًا حول طبخة روسية عربية دولية يتم التحضير لها، من أجل حلّ ينهي النزاع السوري، علمت "إيلاف" بوجود خلاف روسي سوري حول مستقبل بشار الأسد الذي رفض طرحًا روسيًا يقضي بمشاركة المعارضة في المرحلة الانتقالية.


بهية مارديني: قالت مصادر من المعارضة السورية في دمشق إن خلافًا سوريًا روسيًا بدت مؤشراته تطفو أخيرًا، وتحديدًا، اثر زيارة وليد المعلم وزير الخارجية السوري ولقائه الرئيس فلاديمير يوتين والطرح الروسي الايجابي خلال زيارة احمد الجربا رئيس الائتلاف السوري الأسبق الى موسكو، بالتزامن مع تحركات ميخائيل بوغدانوف الاخيرة التي وصلت الى مقاربة روسية تكاد تكون مختلفة عن السابق.

معلومات "إيلاف" تتحدث عن موقف سياسي روسي جديد تجاه الملف السوري قد يكون المحاولة الاخيرة للجهود&الروسية، والتي تجلت بطرح ملف حكومة الوحدة الوطنية المشتركة التي كشفت "إيلاف" في تقارير سابقة أن بوغدانوف طرحها مع معارضين سوريين من أجل تشارك السلطة.

ولكن، لا يبدو النظام السوري موافقًا على الطرح الروسي، واكدت المصادر أن النظام رفض الطرح الروسي ويصر على عدم رغبته في مشاركة السلطة مع المعارضة من داخل وخارج سوريا بالصورة المطروحة عليه التي ستفرض فترة انتقالية محددة في نهايتها لن يكون للرئيس السوري بشار الأسد فيها أي دور.

وعزت مصادر متطابقة الاختلاف الروسي مع دمشق استناداً الى الخسائر التي مني بها نظام الأسد ميدانيًا وسياسيًا والصراع السوري الدولي ضد "داعش" والضغوط المتزايدة على روسيا ليختلف النهج التقليدي في الموقف الروسي ولتحاول موسكو تدوير الزوايا.

علامات التغيير الحالية بدت من خلال عدة معطيات منها التعامل "بأريحية" مع مؤتمر المعارضة السورية بالقاهرة حول الحل السياسي، والتنسيق مع السعودية ومصر وتحسن العلاقات ايجابيًا وظهور بيانات روسية تؤيد التحركات المصرية وتدعمها، وتواصل روسيا المكثف مؤخرًا مع الائتلاف الوطني المعارض.

وتحدثت "إيلاف" في وقت سابق عن مبادرة جديدة تطبخ على نار هادئة طرحتها روسيا خلال زيارة الجربا إلى موسكو.

والمبادرة حسب مصادر "إيلاف" تطرح مع الحديث عن تكوين حكومة وحدة وطنية واسعة الصلاحيات، تضم جزءاً من معارضة النظام الحالي ومن لم تتلوث أياديهم بالدماء، الى درجة طرح قوائم متعددة لأسماء مسؤولين في النظام السوري، ستؤول لها صلاحيات تُنتزع من الرئيس، وتقود البلاد الى& فترة انتقالية تنتهي بانتخابات رئاسية.

وكان الائتلاف قد رفض مفاوضات لا تستهدف تقاسم السلطة، واعتبر أن الثورة في سوريا هي من أجل استرداد الحقوق الانسانية والدستورية المسلوبة من الشعب السوري، وليست صراعاً سياسياً من أجل تقاسم السلطة وتوزيع المناصب، وأن الهدف منها هو تمكين الشعب من اعادة صياغة دستوره واختيار ممثليه وقياداته.

وطالب الإئتلاف بتأمين البيئة الآمنة وتحقيق السلم الأهلي عبر العدالة الانتقالية ومحاسبة مجرمي الحرب، من دون أي استثناء، لافتاً الى أن العقبة الأساسية في نجاح أي حل سياسي تكمن في عدم جدية النظام في التوجه نحو حل سياسي يحقق انتقال السلطة بشكل جذري، مشددًا على أن أي عملية سياسية لا يمكن أن تنجح دون أن تؤدي الى تنحي الأسد وزمرته الحاكمة عن السلطة بحيث لا يكون لهم أي دور في المرحلة الانتقالية أو بعدها، وخضوعه لارادة الشعب السوري وتحقيق التوافق الدولي الجدي عبر قرار ملزم وضامن من مجلس الأمن يعيد تفعيل مؤتمر جنيف من حيث انتهى، ويتم التفاوض الجاد على كافة بنود جدول أعماله بشكل متزامن يؤدي إلى تشكيل هيئة حكم انتقالي، كاملة السلطات والصلاحيات، والتي تشمل سلطات وصلاحيات رئيس الجمهورية ومجلس الوزراء باتجاه توحيد الجبهة الداخلية والقيادة السياسية ما يمكنها من الاستمرار بمكافحة الارهاب بشكل فاعل، بدءاً بترحيل كافة الميليشيات الأجنبية التي تقاتل الى جانب الأسد وميليشيات التنظيمات الارهابية الأجنبية المرتبطة بتنظيمي داعش والقاعدة والمقاتلين الأجانب.