كشف تقرير نشر في لندن عن اجتماع سري لممثلي العشائر السورية في جنيف مع القوى الغربية ودول الخليج في جنيف، لبحث التصدي لتنظيم (داعش).

نصر المجالي: قال تقرير إن اجتماعًا سريًا& لممثلي العشائر السورية، يبدو أنه عُقد في مقر الأمم المتحدة بجنيف في شهر حزيران (يونيو) الماضي، شارك فيه أرفع ممثلي العشائر السورية ووزراء من السعودية ودول الخليج، اضافة الى مناصرين من المعارضة والقوى الغربية، والجنرال الأميركي جون ألن القائد السابق لقوى التحالف الغربي في أفغانستان.

ومن المقرر أن يجتمع زعماء هذه العشائر مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الذي كان تعهد بدعم القبائل السورية في مواجهة تنظيم (داعش).

وأضاف التقرير الذي نشرته صحيفة (إنديبندانت) اللندنية، الأربعاء، أن العشائر السورية المؤثرة في الشارع السوري، شكلت ائتلافاً جديداً بينها خلال اجتماعات سرية من أجل إنقاذ بلادهم من الحرب الأهلية التي تعصف بها.

صحوات

واشار التقرير إلى أنه تم بحث إنشاء قوة من أبناء العشائر لمواجهة تنظيم (داعش) على غرار قوات الصحوات العراقية التي كانت قاتلت (القاعدة) في العقد الماضي. وقال التقرير إن "جميع الأطراف المجتمعين في جنيف عازمون على عدم مواجهة بعضهم البعض".

ويقول التقرير إن هناك أجندات مختلفة لدى حلفاء هؤلاء القادة العشائريين، فبينما تريدهم الولايات المتحدة لمواجهة (داعش)، فإن السعودية ودولاً خليجية أخرى تريد منهم أيضاً مواجهة نظام بشار الأسد.
ويتابع التقرير إن هؤلاء القادة سيقررون موقفهم بعد لقائهم المنتظر مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني.

وتنقل (إنديبندانت) عن أحد شيوخ العشائر، وهم عايد العطيفي من قبيلة عنزة السورية قوله، إن اللقاء مع الجنرال ألين كان يهدف إلى تشكيل جبهة موحدة لتخطيط استراتيجية متطورة في مواجهة (داعش).

وأضاف العطيفي: "من الآن فصاعدًا، نريد أن تجرى المناقشات تحت مظلة الائتلاف الذي قمنا بتشكيله، وبهذه الطريقة ستكون هناك فرصة أقل لحدوث أية انقسامات أو شكوك بين أبناء القبائل".

ارتياب

ويشير التقرير إلى ارتياب زعماء العشائر في نوايا واشنطن التي تطالبهم بمحاربة تنظيم "داعش"، إذ يقول الشيخ عياد العطيفي: "كانوا وما زالوا يحاربون هذا التنظيم من دون الدعم الأميركي ومن دون أي غطاء جوي مؤمن لهم".

ويطالب العطيفي: "لماذا يؤمنون دعماً جوياً للأكراد والمقاتلين الشيعة في العراق ولا يؤمنون هذا الغطاء لنا"، مشيراً إلى أنهم طالبوا الأميركيين بتوفير هذا الغطاء الجوي لهم ومعاملتهم بالمثل مع أقرانهم.

ويقول: "نحن نقوم بذلك، لأن الرئيس باراك أوباما كما يبدو يحتاج للإيرانيين الداعمين الرئيسيين للرئيس الأسد، للمساعدة في مكافحة (داعش) في العراق، كما أنه يسعى جاهداً لتوقيع اتفاق نووي ناجح مع طهران".

كما تنقل الصحيفة عن الشيخ رهيمان كوان الجبارة شيخ العكيدات قوله: الولايات المتحدة الآن معنية بإنقاذ العراق من الفوضى التي يغرق بها وترتيب اتفاق نووي مع إيران،& والضحية هو الشعب السوري كما هو الشعب العراقي نتيجة السياسة الطائفية لنوري المالكي، وكذلك مثلها السياسة الطائفية الرهيبة لنظام بشار الأسد.

ويقول الشيخ رهيمان إنه يحظى بدعم حوالي 300 ألف من ابناء قبيلته مباشرة، ومن قبائل صغيرة أخرى، "نحن ندرك أن علينا مسؤولية، وإذا كان النظام يريد السلام سوف نناقش ذلك، ولكننا لم نلمس أية علامة على أنه جاد في الحديث عن ذلك".

دي مستورا

ويقول التقرير إن زعماء العشائر ينتقدون مبعوث الأمم المتحدة دي مستورا، لتباطؤه في إدانة الأعمال الوحشية لنظام الأسد، مثل استخدام برميل القنابل، ويقولون إن الهدنة المحلية تم ترتيبها من قبل النظام بعد استيلاء على اراضٍ جديدة. كما أنهم ينتقدون المبعوث الأممي لقوله إن الاسد ما زال "جزءًا من الحل" في سوريا، وهو أمر يعتبر لعنة من قبل المعارضة.

&ويقول كاتب التقرير كيم سينغوبتا إن "زعماء تلك العشائر شاهدوا بأعينهم أبناء بلدهم يذبحون، ومجتمعاتهم تعيش في حالة من الرعب، كما أن الإرهاب متعمق في مجتمعاتها، إضافة إلى تدمير أهم معالم بلادهم الأثرية".

ويشير إلى أن ممثلي العشائر السورية ليسوا جزءاً من الائتلاف السوري الوطني في المنفى أو يسعون إلى الحلول مكانه، فالبعض منهم ما زال يعيش في سوريا، وبعضهم اضطروا إلى العيش في المنفى إما بسبب النظام السوري أو تنظيم "الدولة الإسلامية".

حديث الجربا

ونقل التقرير عن الشيخ هاشم سليمان الجربا: "نشعر بخيبة أمل من ما كان السيد دي مستورا قاله، و ما قام به حتى الآن وكان يجب أن يكون أكثر صرامة بكثير مع النظام ". وفي الأخير، يقول التقرير: لكن رئيس ائتلاف العشائر المنتخب حديثًا الشيخ صالح الطحان النعيمي، وهو رئيس قبيلة تعيش في جنوب غرب سوريا قبالة إسرائيل يقول إنه تم إحراز تقدم.

وأضاف "أن دي مستورا بدأ يفهم الوضع بنسبة 60 في المائة بعد أن تحدث إلينا، وأنا متأكد من أن نسبة الـ 40 في المائة الباقية ستتحقق ويمكننا التوصل إلى اتفاق بشأن الظروف التي يمكننا معها التفاوض مع النظام".