رد قصر بكنغهام بغضب واستياء على نشر صحيفة ذي صن لقطات من فيلم تظهر فيها الملكة اليزابيث الثانية وهي تؤدي التحية النازية حين كانت طفلة في الثلاثينات. واصدر قصر بكنغهام بيانا قال فيه ان صحيفة ذي صن استغلت الفيلم المسرب من الأرشيف الشخصي للعائلة المالكة.


عبد الإله مجيد من لندن: يظهر في الفيلم العائلي الذي يعود تاريخ تصويره الى عام 1933 ادوارد الذي كان ولي العهد وقتذاك وهو يعلِّم ابنتي اخيه اليزابيث التي كانت في سن السادسة تقريبا وشقيقتها الأميرة مارغريت كيف تؤديان التحية النازية بحضور والدتهما.&

واثار نشر اللقطات التي تستمر 17 ثانية استياء أوساط واسعة من البريطانيين الذين يعتقدون ان الملكة لا يمكن ان تُحمَّل مسؤولية أعمالها حين كانت طفلة تلعب مع عائلتها.
&
وانتقد متحدث باسم قصر بكنغهام صحيفة ذي صن بشدة لحصولها على الفيلم الذي قال "ان تصويره كان قبل ثمانية عقود وهو يعود على ما يبدو الى ارشيف العائلة الشخصي لصاحبة الجلالة، واستغلاله بهذا الشكل".

وقالت صحيفة ذي صن ان الفيلم الذي يستمر نحو 17 ثانية صُوّر في حدائق قصر بالمورال الملكي وتظهر فيه اليزابيث وهي تلعب مع كلب قبل ان ترفع ذراعها وتلوح للكاميرا مع شقيقتها مارغريت.

ثم تؤدي الملكة الأم التحية النازية وبعد ان تنظر الطفلة اليزابيث الى والدتها تحاكيها في أداء التحية.

وتكرر الملكة الأم التحية بعد ان انضم اليهم الأمير ادوارد، وترفع مارغريت ذراعها اليسرى قبل ان تعود الطفلتان الى الرقص واللعب على العشب.&

وقال مصدر في قصر بكنغهام "ان الغالبية سينظرون الى هذه الصور في سياقها وزمنها الصحيحين.& فهذه عائلة تلهو وتؤدي في لحظة ما حركة كان كثيرون يشاهدونها من الأفلام الاخبارية في ذلك الوقت. ولم تكن لدى أحد وقتذاك فكرة كيف سيتطور الوضع. وأن يجري الايحاء بأي شيء آخر انما هو مضلل ويفتقر الى الأمانة".&

واضاف المصدر "ان الملكة كانت في حوالي السادسة من العمر حينذاك وبريئة تماما من إضفاء أي معنى على هذه الحركات"، منوها بدور الملكة وعائلتها في دعم المجهود الحربي البريطاني وقتذاك.

واضاف ان السنوات الثلاث والستين التي امضتها الملكة اليزابيث في بناء علاقات بين الأمم والشعوب "غنية عن البيان".

ودافعت صحيفة ذي صن في افتتاحيتها يوم السبت عن نشر الشريط السينمائي قائلة ان الهدف ليس التركيز على الطفلة التي ستصبح ملكة بل على عمها الذي كان وقتذاك ولي العهد.

واشارت الصحيفة الى ان الأمير ادوارد وريث العرش حين جرى تصوير الفيلم كان من المعجبين بهتلر وظل معجباً به حتى عام 1970.

واضافت ذي صن ان الفيلم "يلقي ضوء جديدا مهما على مواقف العائلة المالكة تجاه المانيا في الثلاثينات ونفوذ ادوارد المحب للنازية".

ونقلت صحيفة الغارديان عن غراهام سميث رئيس منظمة "الجمهورية" المناهضة للملكية في بريطانيا قوله "ان الملكة كانت صغيرة تماما كما هو واضح وان الفيلم ينال من سمعة العائلة المالكة... ولكني لا أعتقد ان وجود الملكة في اللقطات يعني شيئاً".
&
واضاف سميث ان عم الملكة كان معروفا بتعاطفه مع النازية "وكانت هناك ادعاءات بأن آخرين في العائلة كانت لديهم آراء يمينية. وان ذلك يثير تساؤلا عن السبب في اننا لا نستطيع ان نسمع آراء الملكة لكي نستطيع ان نقرر ما إذا كنا نريدها ان تمثلنا أو لا".

وكان ادوارد الذي اصبح لاحقا الملك ادوارد السابع تنازل عن العرش للزواج من الاميركية واليس سمبسون التي طلقت زوجها الثاني للاقتران به.

وظهر الثنائي في صور مع هتلر في ميونيخ سنة 1937، قبل اقل من عامين على& اندلاع الحرب العالمية الثانية.