فيما ينتظر أن تشهد بغداد ومدن عراقية عدة الجمعة المقبل موجة جديدة من الاحتجاجات ضد الفساد وتردي الخدمات وانقطاع الكهرباء، وصل استياء المواطنين من أوضاعهم المعيشية الصعبة إلى حد التعري احتجاجا في حادث هو الاول من نوعه الذي تشهده البلاد ما اشعل موجة تعليقات على شبكات التواصل الاجتماعي صبت جام غضبها على السياسيين.

لندن: أقدم مواطن عراقي على التعري في بغداد والاستلقاء على الاسفلت في ظل ارتفاع درجات الحرارة إلى اكثر من 50 درجة احتجاجًا على عدم صرف راتبه فيما حاول بعض المواطنين منعه من القيام بذلك.

وظهر الرجل في فيديو نشر على يوتيوب ومدته 67 ثانية وتابعته "إيلاف" وسط مجموعة من الرجال حاولوا ثنيه لكنه اصر على التعري رافعا ورقة كبيرة كتب عليها "أسرقوا خزينة الدولة.. لكن اعطونا رواتبنا".

وتعاني الحكومة العراقي حاليا من صعوبات مالية خطيرة نتيجة تدهور اسعار النفط التي تعتمد عليها موازنة البلاد بنسبة تصل إلى اكثر من 90 بالمائة إضافة إلى نفقات الحرب ضد تنظيم "داعش" حيث كشف رئيس الوزراء حيدر العبادي امس ان هذه العوامل ادت إلى انخفاض موارد الدولة بنسبة 45 بالمائة وسط تحليلات تشير إلى أنّ استمرار الوضع الحالي سيؤدي إلى عجز الحكومة عن تسديد رواتب موظفي الدولة الاربعة ملايين بحلول تشرين الاول (اكتوبر) المقبل.

معلقون يهاجمون سياسيي العراق

وحول حادثة التعري، وجه المعلقون انتقادات حادة إلى سياسيي العراق وأكدوا انهم لن يقدموا على انتخابهم مرة اخرى.. وعلق& محسن عبد اللطيف، ناشط على فايسبوك، قائلا "الشعب العراقي مسكين 200 مليار دولار ذهبت دون فائدة ومع هبوط اسعار النفط الحياة ستتدهور بشكل بشع".

وكتب معلق أشار إلى أنّ اسمه نانوش الامين قائلا "الله يساعدك ويعينك ياشعب العراق والله ينتقم من الحكومه يارب انتقم من الحكومه ومن كل ظالم بحق عمامة رسول الله.. والله العراقيين ميستاهلون هيج يصير بيهم ضيم وقهر.. والله بس أرجع وأكول ذنبكم انتخبتوا هيج حثاله".

اما ‫مسفر الحارثي‬‎ ويبدو انه سعودي حيث وضع شعار المملكة مع تعليقه فقال "هذا ظلم اهل السنه في العراق حسبي يالله ونعم الوكيل على كل من ظلم و دمر وقتل اخواننا اهل السنة". ومن جهته رد عليه المعلق عموري قائلا "انتم السنة دمرتم العراق بطائفيتكم هذه"..ثم يعود مسفر الحارثي ليقول له "واسلوبك دليل انك انسان (...) وابن شوارع.. روح لعمك الخميني يصرف لك راتب".

وأوضح علاء علي أن هؤلاء المقطوعة رواتبهم هم من منتسبي هيئة التصنيع العسكري الملغاة وعلق قائلا "مساكين هذوله جماعه التصنيع العسكري..ابويه من ضمنهم ما انطوه راتب صارله 5 اشهر...واليوم احتجوا امام وزاره المالية.. ووزير المالية ما يقبل يصرفلهم راتب....وهمة تمويل ذاتي مو مركزي وهاي كله من وراهم ما يخلون الصناعه تنهض بالعراق.. يكول ابي انكلهم انصنع الطلقه بـ200 دينار ما يقبلون ويروحوا يشترون من ايران الطلقة بـ 1250 دينارا.. شوفوا الظلم ".

ياسر علي كتب يقول معلقا على تعري الرجل "اويلي عليه الله يساعده اكيد شايف ضيم".. وقال مرتضى نوري "الله يلعن كل من يذل هالناس الفقراء ويهلك كل سياسيي العراق".. وكتب حارث حسام "من ضيم قلبه هالرجال خطيه الله يعينه ع هالحكومه".

اما جمال عدنان فقد صب جام غضبه على الحكومة قائلا "الله ينتقم من هل الحكومة الفاشلة حرامية بس للبوك يعني الفقير يموت بهل الحر وهمة ميدرون بحال الفقير حسبي الله ونعم الوكيل على كل ظالم".. وقالت المعلقة سارة "الله ينتقم منهم"..فيما كتب عصام موسى "الشيعة مشغولون باللطم واهملوا التعليم.

والتنمية والمواطن الشيعي هو الذي انتخب المالكي لسنوات طوال عجاف فليسأل الشيعي نفسه اين الكهرباء واين الماء؟ 35 مليار دولار صرفت لبناء محطات الكهرباء ولم تبن حتى الان وللمعلومة 35 مليار دولار تكفي لبناء محطات لثلاث دول في حجم العراق فاين الاموال ؟".

وبدورها قالت المعلقة سارة عظيم "الله لاينطي ولايوفق هاي الحكومه يارب تخسف الارض بيهم حراميه للبوك حاضرين.. بس احتياجات الشعب يضمون راسهم حسبي الله ونعم الوكيل ولن انتخب اي حيوان".. وقالت جميلة "الله ينتقم من هذه الحكومة.. خطية والله خطية احنة مضلومين وين انروح يالله".. فيما علقت زهراء "حسبي الله ونعم الوكيل على كل ظالم ومفسد وعميل احنه العراقيين مظلومين ".. وقال بسام عادل "الناس جوعانه وميته جوع والسياسيين (...) كاعدين ومهامهم كل شي حسبي الله ونعم الوكيل ينتقم من كل ظالم ونشوف بيهم يوم بجاه كلمه لا اله الا الله".

وعلق صباح الفلاحي قائلا "الله ينتقم منكم حكومة حرامية كادرين عالفقراء والمتقاعدين بمكان مايساعدوهم بهالظروف التعبانة يوقفون الرواتب يومية.. وزراء حرامية سرقوا فلوس النازحين.. ناس انطوهه وناس مانطوهه شنو هاللعبة ماكو مسؤول او وزير عادل بهالبلد التعبان.. لكن حيل بينه والله لان احنا منافقين نصفكلهم.. ليش منكول كافي ونسقط كراسيهم...هالمرة موقفين رواتب المساكين المتقاعدين في المناطق الساخنة لاحكيهم عالراتب فوك ظيمهم..الكم يوووم ياظلمة حسبنا الله عليكم الله ينتقم منكم الله يطلعهه بعافيتكم وعيالكم".

وفي مواجهة تصاعد الاحتجاجات وتهيؤ المتظاهرين للخروج الجمعة المقبل في انحاء العراق فقد ناقش مجلس الوزراء في جلسته الاسبوعية امس الاوضاع العامة التي يشهدها العراق وقال رئيس الحكومة حيدر العبادي ان الاستجابة لمطالب المواطنين واجب وليس عيبا وأكد ضرورة تلبية المطالب المشروعة التي ينادي بها المواطنون. وأشار إلى أنّ المشاكل التي يعاني منها العراق الان هي نتيجة تراكمات في النظام السياسي وادت إلى مشكلة حقيقية كما ان الازمة المالية الناتجة من انخفاض اسعار النفط ألقت بظلالها وتأثيرها على كل مفاصل الحياة في العراق.

ووجه العبادي جميع الوزراء بان تقوم وزاراتهم بحملة ملموسة النتائج لمحاربة الفساد مع القيام بحملة لتوفير الخدمات بأوسع نطاق لتشمل حتى الاجراءات الادارية للتخفيف عن كاهل المواطن.

وناقش المجلس النهوض بواقع الطاقة الكهربائية وديمومة عملها ووجه بتخصيص المبالغ المالية اللازمة لوزارة الكهرباء من اجل دعم منظومة الكهرباء واجراء اعمال الصيانة لمحطات التوليد وشبكات التوزيع والنقل. وقرر المجلس تخويل العبادي تخفيض اعداد حمايات المسؤولين والتاكيد على الالتزام بقراره بشمول دور سكن المسؤولين بالقطع المبرمج للكهرباء.&