زرتك: اقام رجال دين مسيحيون عراقيون الصلاة الخميس في جوار دير قديم يطل على سهل نينوى في الذكرى الاولى لتهجيرهم من هذه المنطقة بيد تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف، آملين بعودة قريبة اليها.

وتمكن رجال الدين من الوصول الى قمة جبل زرتك - العين الصفرة، ووقفوا بجانب دير مار دانيال العائد الى القرن الرابع عشر، وسط انتشار قوات البيشمركة الكردية، حيث اقاموا صلاتهم على نية العودة.

وقال مطران الموصل وكركوك وكردستان للسريان الكاثوليك يوحنا بطرس موشي لوكالة فرانس برس "نريد ان يسمع الخيرين الطيبين دعاءنا من هذا المكان حتى يستعجلوا ويحرروا مناطقنا باسرع وقت ممكن".

اضاف المطران موشي "نصلي هنا لنكون في اقرب نقطة من منطقتنا، واليوم لولا حماية البيشمركة لما استطعنا الوصول الى هنا. حنينا الى منطقتنا دفعنا الى ان نأتي ونصلي هنا ونشاهد منطقتنا ولو عن بعد لان قلبنا يحن اليها". وتابع "أشعر بحزن والم حتى هذه الساعة. اشعر بانني سكران، ولا اعرف حتى الان لماذا طردت من منطقتي، لانه لم يكن لنا اي ذنب، ولم نعتد على احد، وكنا مسالمين مع الجميع".

واكد ان اوضاع المسيحيين الذين نزحوا من الموصل "ليست جيدة، لانهم طردوا من منازلهم وهم في حالة مزرية، وكلما طالت فترة نزوحهم كلما يأسوا". وقال "لهذا نطلب من اصحاب القرار الاستعجال في عودتنا الى مناطقتنا".

ويعتبر جبل زرتك الواقع في شمال شرق مدينة الموصل الخط الامامي لقوات البشمركة، ويطل على سهل نينوى. وهو النقطة الاقرب الى قرقوش، اكبر مدينة مسيحية في العراق احتلها التنظيم المتطرف في اب/اغسطس 2014.

وفي التاسع من حزيران/يونيو 2014، شن تنظيم الدولة الاسلامية هجوما واسعا اجبر مئات الالاف على مغادرة منازلهم. وفي اليوم التالي، سيطر الجهاديون على الموصل، ثاني اكبر مدن العراق التي يقيم فيها عدد كبير من المسيحيين. وبعد شهرين، اضطر قسم كبير من هؤلاء الى النزوح بسبب تقدم المتطرفين وخصوصا في نينوى. وهذه المحافظة التي تمتد من الموصل حتى اربيل، عاصمة كردستان العراق، تضم غالبية مسيحيي العراق.

وبمساعدة من الضربات الجوية التي شنها تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة، تمكنت قوات البشمركة من استعادة بعض المناطق في شمال العراق. لكن هذا الرد تراجع في الاشهر الاخيرة وخصوصا بعد تركز الجهد العسكري على محافظة الانبار في الغرب. وامل سكان الموصل باستعادة مدينتهم سريعا. ولكن بعد مرور عام على هجوم المقاتلين المتطرفين يجمع المحللون على القول ان معركة الموصل لا تزال بعيدة.