حلّ عيد ميلاد الرئيس المصري السابق محمد مرسي، اليوم 8 أغسطس/ آب الجاري، وهو يرتدي ملابس السجن الحمراء، المخصصة للمحكوم عليهم بالإعدام. ولم يحتفل مرسي بعيد ميلاده، لا سيما أن الإسلاميين لا يعترفون بمناسبات غير عيدي الفطر والأضحى، وصادف يوم ميلاد مرسي النظر في قضية التخابر مع قطر المتهم فيها وآخرون في جماعة الإخوان، وقال أثناء المحكمة أنه مريض بالسكري، ووصف الطعام المقدم إليه بـ"الجريمة".


صبري عبد الحفيظ من القاهرة: حل عيد ميلاد الرئيس المصري السابق محمد مرسي، الخامس والستين اليوم 8 أغسطس/ آب.

وعلى العكس من الرئيس السابق، حسني مبارك، الذي احتفل بعيد ميلاده يوم 4 مايو/ أيار، واحتشاد أنصاره أمام مقر اقامته في مستشفى المعادي العسكري، للإحتفال وتقديم التهنئة له، بينما يطل عليهم من شرفة المستشفى محيياً إياهم، لم يحتفل مرسي بعيد مولده، لعدة أسباب، أهمها أن التيارات الإسلامية، لا تعترف بأي مناسبات أو أعياد باستثناء عيدي الفطر والأضحى، فضلاً على أنّ حكما بالسجن 20 عاماً، وحكمًا آخر بالإعدام، صدرا في حقه فارتدى ملابس السجن الحمراء، وهي أجواء وصفها شقيقه حسين مرسي بـ "المحزنة".

وقال حسين مرسي لـ"إيلاف" إن الإسلام لم يشرع الإحتفال بأعياد الميلاد بل شرع الإحتفال بعيدي الفطر والأضحى فقط.

وأضاف أن "الدكتور مرسي لم يحتفل بعيد ميلاده كما يشاع... الدكتور مرسي مهموم باستعادة الشرعية، وليس لديه وقت للإحتفال بأي مناسبات شخصية"، لافتاً إلى أنه يعيش في ظروف وصفها بـ"القاسية والمحزنة".

وأوضح أن "الدكتور مريض في السجن، ويعاني في سبيل الحصول على أبسط حقوقه، ولا سيما الطعام، أرأيتم كيف اشتكى للمحكمة من سوء الطعام، رغم أنه كثير الصيام؟".

وعلى النقيض من أنصار مبارك، لم يظهر أنصار مرسي أية مظاهر احتفالية بعيد ميلاده، لا سيما أنه مودع في سجن برج العرب في الإسكندرية بعيداً جدا عن تجمعات أنصاره.

ولم يحتفل مؤيدوه بهذه المناسبة إلا مرة واحدة في العام 2013 أثناء الإعتصام في ميدان رابعة العدوية في القاهرة، قبل ستة أيام من فض اعتصامهم، ومقتل نحو 760 شخصاً منهم حسب تقديرات منظمات حقوقية.

وتزامناً مع عيد ميلاده، استأنفت محكمة جنايات الجيزة محاكمة مرسي وعشرة آخرين من مساعديه في رئاسة الجمورية وقيادات جماعة الإخوان في القضية المعروفة إعلامياً بـ"قضية التخابر مع قطر".

وقررت المحكمة برئاسة القاضي محمد شيرين، عرض مرسي على طبيب اختصاصي في الأمراض الباطنة والسكري في جامعة القاهرة، بعد أن اشتكى من عدم صحة فحص أطباء السجن له، وأنه يعاني من مرض السكري، ويعاني من سوء الطعام المقدم له.

وقال مرسي خلال جلسة المحاكمة إن "هناك إجراءات تتخذ وتؤدي إلى حدوث جريمة كبرى"، غير أنه لم يفصح عن طبيعة تلك الإجراءات، وطلب من القاضي التواصل مع هيئة الدفاع عنه، لإبلاغهم بها، واستجاب القاضي له، وقال: "المحكمة ستسمح للدفاع بمقابلتك لتلقى بلاغاتك".

وتأجلت جلسة محاكمة مرسي في القضية نفسها يوم 22 يوليو/ تموز الماضي، بسبب اصابته بانخفاض في ضغط الدم ونسبة السكر، وقالت وزارة الداخلية في حينها إنها عرضته على الأطباء وصارت حالته مستقرة، إلا أن مرسي قال اليوم في جلسة محاكمته، إن التقرير الطبي الذي رفع إلى هيئة المحكمة "مغلوط".

وأوضح أن "الأرقام والقراءات التى وصلت للمحكمة كانت فى يوم 21 يوليو"، منوهاً بأن السبب فى انخفاض مستوى السكر يوم 21 يوليو يرجع إلى أنه كان صائما أول أيام شهر شوال.

وعندما سأله القاضي، كيف علمت بهذه الأرقام، قال مرسي إنه اطلع عليها منشورة في الصحف. وطلب مرسي من القاضي أن يأمر بعرضه على لجنة طبية لفحصه.

وقال إنه من أصحاب مستوى السكري المنخفض بشكل دائم. فقررت المحكمة عرضه على اختصاصي في أمراض الباطنة والسكري من جامعة القاهرة.

واعترض مرسي على الأطعمة المقدمة إليه من إدارة السجن، وقال إنها "تؤدي إلي جريمة"، وطلب إحضار طعام من خارج السجن. وأعلن أنه "ممتنع عن تناول طعام السجن وليس مضربا عن الطعام".

وقرّرت المحكمة تأجيل جلسة المحاكمة إلى يوم 16 أغسطس/ آب المقبل.

ويواجه مرسي و10 آخرون من مساعديه في الرئاسة وقيادات جماعة الإخوان، إتهامات بتسريب وثائق تخص الجيش المصري، ووثائق دبلوماسية وأخرى تخص المخابرات العامة إلى دولة قطر وقناة الجزيرة.