تحدث زهران علوش قائد جيش الإسلام في اجتماع مع وفود من أهالي الغوطة في ريف دمشق يوم أمس الجمعة عن خلافات داخلية بين الفصائل العسكرية المعارضة وعما تردد من شائعات تفيد بأن "جيش الإسلام يقتل المدنيين ويرفض القتال".


بهية مارديني: أوضح علوش ما تعنيه "القيادة الموحدة"، وتطرق إلى المطالبات بتجميدها، ووصفها بـ"المشروع العملاق". وقال إننا لا نريد أن نهدم المؤسسات، وأضاف إنه رد على من طالب بتجميد القيادة الموحدة بأننا لا نريد تجميد القضاء والشرطة والمكتب الاقتصادي ونقابة الإعلاميين والمكتب المالي وكل عمل مشترك في الغوطة، هذا معنى تجميد القيادة الموحدة.

التنسيق قائم
تشكلت القيادة العسكرية الموحدة في الشهر الثامن من العام الماضي 2014، بقيادة زهران علوش، وتضم كبرى الفصائل المقاتلة في الغوطة الشرقية لريف دمشق، هي جيش الإسلام، والاتحاد الإسلامي لأجناد الشام، وفيلق الرحمن، وألوية الحبيب المصطفى، وحركة أحرار الشام الإسلامية.

وقال علوش في حديثه مع أهالي الغوطة إنه عندما ضرب دمشق بالصواريخ تقدم إليه (إلى علوش) من يطلب عدم فعل ذلك، لأنهم ليسوا قادرين على تحمل انتقام النظام،& واعتبر أنه لا يمكن لفصيل وحده أن يقوم بعملية عسكرية من دون استشارة بقية الفصائل، وخاصة جيش الإسلام.

وكشف عن تسجيل مصور لرئيس المكتب السياسي والإعلامي في لواء فجر الأمة التابع للاتحاد الإسلامي لأجناد الشام، قال فيه إن مستودعات الاتحاد تضم نحو 1000 طن من المواد الغذائية، فيما "الناس تأكل الديدان"، وأشار علوش إلى أن الاتحاد الإسلامي يخزن أيضًا أكثر من 1.2 مليون لتر محروقات.

&دفاع لا محاربة
ولايزال جيش الإسلام يحتفظ في سجونه في الغوطة الشرقية بأشخاص من الغوطة الشرقية، تم اعتقالهم بتهم مختلفة، وهذا ما أكده قاضي الغوطة الشرقية السابق خالد طفور أمس أثناء أدائه الصلاة في أحد المساجد في مدينة سقبا، التي ظهرت فيها تظاهرات ضد علوش وضد جيش الإسلام، وتطرق إليها علوش في حديثه مع أهالي الغوطة.

وقال "نحن لسنا متمسكين بالسلطة، ولسنا حريصين عليها، ولا حاجة إلى تسيير تظاهرات تطالب بإسقاطي"، وقال "من يخرج تظاهرات ضد جيش الإسلام، فجيش الإسلام يسقط وحده، وليتفضل بتسلم مهام الغوطة". وأضاف "نحن نريد الدفاع عن الشعب لا محاربته".


غياب علم الثورة
محمد خير الوزير عضو الائتلاف السوري المعارض قال في حديث مع "إيلاف" إن هناك شيئًا ما لفت نظره في التظاهرات، وهو عدم رفع علم الثورة.

"الوزير" لم يخف المطالب المحقة والظروف الصعبة التي يعيشها السوريون في الغوطة وسط الحصار، ولكنه اتهم ما أسماها "خلايا نائمة من داعش مع النصرة بتحريك التظاهرات". وقال "هي المحرك الرئيس". وأكد أن الناس تتظاهر بعفوية، وهي محتقنة، ومن هول الأوضاع تتبعهم. لكنه وصف التظاهرات بالغوطة بـ"الأمر الصحي". وقال " التظاهرات حق، وللناس الحرية في أن تعبّر عن رأيها".

وطالب الشيخ خالد طفور، القاضي العام السابق في القضاء الموحد في الغوطة الشرقية، الجمعة، زهران علوش قائد جيش الإسلام، بإقامة العدل، وجعل القضاء هو الفيصل بين الفصائل في النزاعات.

الكلمة للقضاء
وقال الشيخ طفور عقب صلاة الجمعة أمس في أحد مساجد مدينة سقبا في الغوطة الشرقية إن الناس التي خرجت اليوم في المدينة في تظاهرات ضدك للمطالبة بإقامة العدل هم أنفسهم الذين رفعوا اسمك في أول الثورة مطالبين بك من سجون بشار الأسد.

وانتقد الشيخ طفور تصريحات قادة الجيش بأن القضاء لا علاقة له بالنزاع بين الفصائل العسكرية، وشدد على أن القضاء هو الفيصل في الخصومات بين الأفراد وبين الجماعات والفصائل.

واستقال طفور من القضاء الموحد في الغوطة، وبرر أن ذلك يرجع إلى وجود أفراد من دون محاكمات في سجن التوبة الخاضع لجيش الإسلام، بالرغم من تأكيد القائد العام أنهم قيد التحقيق والمحاكمة. وكان لافتًا خروج متظاهرين في مدينة سقبا، ودعوا في تظاهراتهم الفصائل المقاتلة إلى التوحد ونبذ الخلافات والصراعات.

&وأعلنت القيادة العسكرية الموحدة في غوطة دمشق الشرقية أنها اجتمعت مع المجلس القضائي الموحد الأربعاء في الثامن من تموز/يوليو، على خلفية استقالة القاضي العام الشيخ خالد طفور.

ونشرت القيادة الموحدة محضر هذه الاجتماع، وكان سبب استقالة القاضي طفور التجاوزات المرتكبة من الفصائل العسكرية المنضوية في القيادة الموحدة، وأوصى أعضاء المجلس القضائي بالتوافق على تسمية قاضٍ عامٍ جديد.

وتعهد المجتمعون بعدم اعتقال أي شخص إلا بمذكرة توقيف صادرة من القاضي المختص. وأما في ما يخص القضايا الأمنية، فطُلب من المجلس القضائي إعداد مشروع مرسوم لتحديد "ضوابط القضايا الأمنية بين القضاء والقيادة"، كما أقرّوا استحداث مكتبٍ خاصٍ بالقضايا الأمنية يرأسه قضاة متخصصون لمتابعة شؤون القضايا الأمنية مع العسكريين".


&