برلين: سعت المانيا اليوم الثلاثاء الى وقف موجة من العنف ضد المهاجرين بعد الاشتباه بحالة جديدة من التخريب تعرض لها مأوى للاجئين بعد ساعات من تصريح المستشارة الالمانية انغيلا ميركل وصفت فيه الاحتجاجات المناهضة للاجئين بانها "مقيتة".

وقبل اسبوع من نقل نحو 130 لاجئ الى ملجأ مؤقت في قاعة رياضية في بلدة ناون القريبة من برلين، اشتعلت النيران في المبنى. وقالت الشرطة ان سرعة انتشار النيران في الموقع تشير الى ان سبب الحريق هو عمل تخريبي فيما توعدت السلطات بالتحرك بقوة ضد مرتكبي هذا العمل في حال تاكد ان الحريق كان يستهدف اللاجئين.

وصرح سيغمار غابريل نائب المستشارة "فيما يتعلق بالعنف الناجم عن كراهية الاجانب، هناك رد واحد فقط وهو الشرطة والعدالة، وربما السجن لمن يتم القبض عليهم". ودعا ديتمار ودكي رئيس ولاية براندنبرغ التي تقع فيها بلدة ناون، سكان البلدة الى "النأي بانفسهم عن العصابات التي تكره الاجانب".

وقال في بيان "ان هذه الاعمال التي من بينها التحريض على الاجانب او شن الهجمات على اشخاص محتاجين في هايديناو او اعاقة وصول اللاجئين في ناون هي جميعا مخزية ولا تليق بالمانيا".

واوقفت المانيا اعادة طالبي اللجوء السوريين الى الدولة التي دخلوا منها اراضي الاتحاد الاوروبي وعلقت عمليا تطبيق اتفاقات دبلن التي تنص على اعادتهم، كما اعلن المكتب الفدرالي للهجرة واللاجئين على حسابه على تويتر.
&
وعلقت ناتاشا بيرتو الناطقة باسم المفوضية الاوروبية في بروكسل بالقول "نرحب بخطوة التضامن الاوروبية هذه. بالنسبة للمفوضية هذا يشكل اعترافا بانه لا يمكن ترك الدول الاعضاء الواقعة على الحدود الخارجية تواجه لوحدها هذا العدد الكبير من طالبي اللجوء الساعين للوصول الى اوروبا".

وتتوقع المانيا استقبال 800 الف طالب لجوء هذا العام، وهو رقم قياسي يزيد اربعة اضعاف عن عددهم في 2014. وتسبب وصول هذا العدد من اللاجئين من مناطق نزاع مثل سوريا والعراق ودول اخرى مثل البانيا وكوسوفو في ارباك السلطات.

كما كشف عن المشاعر المعادية للمهاجرين خاصة في شرق المانيا التي لا تزال متاخرة عن الجزء الغربي من البلاد من حيث توفر الوظائف والفرص بعد 25 عاما على توحيد شطري المانيا.

وتاتي عملية التخريب المشتبه بها بعد تظاهرات عنيفة خلال عطلة نهاية الاسبوع نظمها متشددون من اليمين المتطرف والنازيون الجدد في ماوى للاجئين في مدينة هايديناو شرق البلاد.

وشارك اكثر من الف شخص في تظاهرة تحولت الى العنف عندما رشق عناصر من اليمين المتطرف الشرطة بالحجارة والزجاجات والمفرقعات. والثلاثاء قال وزير العدل هيكو ماس ان المتطرفين "مكانهم المحاكم وليس الشارع".

واستبعد اقامة حواجز امنية في المناطق المحيطة بملاجئ اللاجئين وقال لتلفزيون ايه ار دي "لا اريد ان اعيش في بلد نضطر فيها الى اتخاذ مثل هذه الاجراءات لكي يشعر الناس بالامان". ووجهت ميركل كلمات قاسية الاثنين الى العائلات التي شاركت في احتجاجات مناهضة للهجرة.

وقالت "ان محاولة المتشددين من اليمين المتطرف والنازيين الجدد نشر دعايتهم الفارغة والكريهة هو امر مقيت، ولكن من المخزي كذلك ان يقوم مواطنون من بينهم عائلات مع اطفالهم بالانضمام الى المتظاهرين".

وستتوجه ميركل الاربعاء الى مركز اللاجئين في هايديناو للقاء اللاجئين والمتطوعين وقوات الامن.

ورغم ان معظم اعمال العنف ومن بينها الهجمات التخريبية على منازل اللاجئين او حتى الهجمات ضد متطوعي اللجنة الدولية للصليب الاحمر الذين ينصبون خياما لطالبي اللجوء وقعت في شرق البلاد، الا ان الراي العام اجمع على الترحيب بالفارين من الحروب والاضطهاد.

وصدر عدد صحيفة بيلد النافذة الثلاثاء بعنوان "ساعدوا اللاجئين" وخصصت صحفتين كاملتين لموضوع "ما الذي يتعين على السياسيين فعله الان" و"ما الذي استطيع عمله للمساعدة؟".

ودعت الصحيفة السياسيين الى "التحرك بشكل صارم ضد متطرفين اليمين" ودعت السكان الى فتح منازلهم للاجئين او التبرع بالمال او غيرها من الاساسيات اليومية.

وذكر رئيس نقابة الشرطة رينر فيندت ان المناقشات جارية لتعزيز انتشار الشرطة عند اماكن ايواء اللاجئين. كما اشار الى احتمال استدعاء جنود سابقين مؤقتا للمساعدة.
&