تنتهي المهلة التي حدّدها الحراك المطلبي مساء اليوم الثلاثاء، ولا إشارات واضحة من قبل الحكومة اللبنانيّة إلى تحقيق مطالب المتظاهرين الذين قد يلجأون إلى التصعيد.
ريما زهار من بيروت: لم تصدر من القادة السياسيين سوى دعوات إلى الحوار من قبل رئيس المجلس النيابي نبيه بري، ولم تتم معالجة الأمور الحياتية التي طالب بها المتظاهرون في تظاهرة السبت الماضي، فما المتوقع بعد انقضاء مهلة الـ72 ساعة التي أعطاها المتظاهرون للحكومة اللبنانيّة لتحقيق مطالبهم؟.
يعتبر النائب السابق إسماعيل سكرية في حديثه لـ"إيلاف" أن هذه الطبقة السياسية قد أُرهقت، وتتصرف بإرباك، وهو لا يأمل كثيرًا من الحوار الذي دعا إليه رئيس المجلس النيابي نبيه بري، ويشعر بأن هذه الطبقة السياسيّة هي فاسدة، وقد أرهقت، والبرهان على ذلك الخطوات الأخيرة التي أخذتها، ثم تراجعت عنها، وكانت مُستغربة ومُستهجنة وفيها بلبلة، كمحاصصات النفايات، وكانت الحكومة تتخبط بقراراتها، واستفحال الأزمة السياسية في لبنان ليس سهلاً لأنه يشبه الجسم الذي تغلّب عليه المرض، ويُطلب منه اليوم أن يجلس إلى طاولة الحوار وهو أصلاً مريض.
دعوة إلى الحوار
هل كانت الدعوة إلى الحوار حلًا لتنفيس الشارع المطلبي في لبنان؟، يجيب سكرية أن بري لم تكن أمامه سوى الدعوة إلى الحوار لتنفيس الشارع، إذ إن الحكومة اليوم لا تستطيع القيام بالحلول المطلوبة منها من قبل الحراك المطلبي، منها النفايات والكهرباء والمياه، فلم تكن أمام بري سوى الدعوة إلى الحوار، لكي يتم تخطي الخلافات السياسية بحسب القيادات، وذلك حرصًا على الوطن، ولانتخاب رئيس للجمهورية، ولكن لن يتم التوصل إلى نتيجة من خلال هذا الحوار.
أما هل يقتنع الشارع المطلبي اليوم بهذه الدعوة إلى الحوار ويقبل بها؟، يؤكد سكرية أنه لن يقتنع بتاتًا، ولو كان الحراك يثق بالطبقة السياسية الحالية لما قام وانتفض عليها من خلال التظاهرات الأخيرة.
نجاح الحراك
هل ينجح الحراك في الشارع في تحريك الملفات الكثيرة الراكدة في لبنان، منها ملف الكهرباء والنفايات ورئاسة الجمهورية وغيرها من الملفات الحياتية الملحّة؟، يرى سكرية أنه من وحي تجربته الخاصة التي تعود إلى أكثر من عشرين عامًا، يجب أن نؤسس لنهج في لبنان، ونسلكه ونبني عليه ونراكم، إذ لا وجود لتغيير سريع في لبنان، شبيه بالانقلابات، التي تؤدي إلى زوال الديكتاتور أو القيادات، وبحسب تركيبته فلبنان يبقى منيعًا، والأمور فيه متداخلة مع بعضها البعض، وما حصل أخيرًا في الشارع وما يحصل منذ أسبوعين هو فعلاً يشكّل أرضية يمكن البناء عليها، ولا شك أنها خلخلت الإمساك بأمور البلد، وأصبح السياسيون يتريثون قبل القيام بأي خطوات فاسدة في المستقبل.
خرق الحراك
يحاول السياسيون اليوم خرق هذا الحراك من خلال التشهير بمن يقومون به هل ينجحون؟، يلفت سكرية إلى أنه من الطبيعي أن يقوموا بذلك، بشكل عادي، وإذا حصلت إختراقات وتحوير للحراك المطلبي عن هدفه، فهذا يعني أننا سندخل في أزمة، من خلال تسرب عناصر غير منضبطة من هنا وهناك، بهدف إرهاق المتظاهرين والتظاهرات، ولا يعتقد سكرية أن هذا الأسلوب سينجح.
عن محاولة بعض القادة السياسيين ركوب موجة هذا الحراك المطلبي وتسييره نحو أهدافه الخاصة، يؤكد سكرية أن الجميع أصبحوا إصلاحيين، وهذا يعود من خوف البعض من نتائج هذا الحراك المطلبي.
ويلفت سكرية إلى الأعداد الهائلة التي نزلت أخيرًا إلى التظاهرات، وبعض هؤلاء الناس من قواعد حزبية تلتزم بحزبها، غير أن آراء هؤلاء الناس تتعاطف مع شعارات الحراك المطلبي، هذا ما يقلق السياسيين، لأن الحملة تفضح السياسيين، ويكفي الشعار "طلعت ريحتكم" الذي ينال من قيمة السياسيين.
ما هو المتوقع بعد انتهاء المهلة مساء اليوم التي حدّدها الحراك للحكومة هل تتحقق المطالب أم نحن ذاهبون نحو التصعيد؟، يؤكد سكرية أن المطالب لن تتحقق كلها، والطبقة السياسية سوف تنحو نحو ما اقترحه بري من حوارات ودعوات إلى التهدئة، والمتظاهرون سيتجهون نحو تصعيد أكبر قد يصل ربما إلى نوع من عصيان مدني أو غيره.
&
التعليقات