ما زال اللاجئ السوري الساعي إلى الوصول لأوروبا يقع ضحية عصابات التهريب، التي ترميه فريسة للبحر، أو تسلبه ما يملك من أموال وتتركه للعجز والفقر.

&
أعلن الاتحاد الأوروبي عزمه تقديم منحة لباريس، قيمتها 5 ملايين يورو، لتقديم المساعدة للاجئين العالقين في مدينة كاليه في شمال فرنسا.
وجاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده فرانس تيمرمانز، نائب رئيس المفوضية الأوروبية، الاثنين في كاليه، خلال زيارته إليها، برفقة رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، ووزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف.
ويحتشد نحو 3 آلاف لاجئ في كاليه على ساحل بحر المانش في فرنسا، في المدينة التي تضم أكبر مخيم للاجئين في البلاد، وتعدّ الممر الذي يسلكه المهاجرون للتوجه إلى بريطانيا. وتوجه منظمات المجتمع المدني الفرنسية انتقادات لاذعة للسلطات الفرنسية، بسبب ظروف المخيم السيئة الذي يقطنه اللاجئون.
وقال تيمرمانز: "المفوضية ستمنح باريس 5 ملايين يورو، لمواجهة احتياجات اللاجئين في فرنسا، وستُخصص لمصاريف بناء مأوىً لنحو 1500 لاجئ في كاليه".
وأكد فالس ضرورة النظر إلى أزمة اللاجئين من الناحية الإنسانية، مشيرًا إلى أن أوروبا استنفرت طاقاتها لحل الأزمة.
&
من المجر
إلى ذلك، وصلت قطارات تحمل مئات المهاجرين إلى النمسا وألمانيا، قادمة من المجر الاثنين، فيما انهارت قواعد طلب اللجوء في الاتحاد الاوروبي تحت وطأة موجة من المهاجرين لم يسبق لها مثيل.
واختلط اللاجئون الذين تمكنوا من ركوب القطارات المتجهة غربًا مع مسافري درجة رجال الاعمال والسياح، الذين كان بعضهم غاضبًا لتأخر رحلتهم. وقال أوتوين شوبر، وهو متقاعد من فيينا تأثر لاكتشاف 71 مهاجرا موتى في شاحنة في النمسا الأسبوع الماضي: "هؤلاء الناس يحتاجون إلى مساعدة، لقد جاؤوا من وضع مرعب، ويجب ألا نفكر مرتين بشأن مساعدتهم".
وبينما واصل آلاف الرجال والنساء والأطفال، كثيرون منهم فارون من الحرب السورية، الوصول من الشرق بعد أن سمحت السلطات لآلاف الأشخاص الذين لا يحملون وثائق بالسفر الى ألمانيا، الوجهة المفضلة للكثيرين منهم.
وتماشيًا مع قواعد الاتحاد الأوروبي، أعلن متحدث باسم الشرطة النمساوية أن الذين قدموا طلبات لجوء في المجر سيسمح لهم بالدخول، لكن ضغوط الاعداد استمرت وسمح للقطارات بالتحرك.
&
بلا مشاكل!
وفي سياق متصل، أضحت مواقع التواصل الاجتماعي وسيلة يتعارف من خلالها آلاف المهاجرين السوريين مع مهربي البشر في سواحل بحر إيجه بتركيا، ويساومونهم ويتفقون معهم من أجل الوصول إلى أوروبا.
وترد في حسابات يفتحها مهربو البشر إعلانات ومعلومات وهمية لكن مثيرة للانتباه، إذ توفر صورًا للمنازل والغرف الموقتة في تركيا قبل الإبحار في بحر إيجه، والمراكب والزوارق التي ستُستخدم في الرحلة، والأماكن التي سيقيم فيها المهاجرون على الجانب الآخر من الساحل، فضلًا عن عبارات تصف الرحلة غير المشروعة بأنها "رحلة بلا مشاكل".
أما البدل المالي فيبلغ 1250 دولارا. ولا يخضع الأطفال دون سن السنتين للأجرة، فيما يدفع المهاجرون نصف الأجرة عن الأطفال بين عامين و12 عامًا. ويُسلم المهاجرون السوريون أجرة الرحلة إلى شخص يعرفونه في محلات معينة في مدينة إزمير، ويتوجهون بالسيارات إلى المراكب البحرية التي تنتظرهم على مسافة أربع ساعات، فيستقلونها. وعندما يصلون إلى اليونان يتصلون بالشخص المذكور، ويخبرونه بوصولهم، وعندها فقط يتم تسديد الأجرة إلى المهرب.
ونسبت وكالة الأناضول التركية للأنباء عن السورية سوسن الأطرش، مديرة حساب تواصل اجتماعي عدد أعضائه سبعة آلاف سوري، قولها إنها فرت مع أخيها من سوريا بسبب الحرب، وهي تعمل مدرسة لغة عربية في تركيا، موضحةً أن أخاها توفي خلال توجهه إلى اليونان في العام الماضي.
أضافت الأطرش أنها أنشأت المجموعة للحصول على معلومات أكثر عن المخاطر التي يواجهها المهاجرون، والحيلولة دون لحاق الأذى بهم، "فحياة الكثير من السوريين أُنقذت بفضل مجموعات مشابهة لمجموعتنا على مواقع التواصل الاجتماعي".
&
مقيدون
وفي تركيا أيضًا، تمكن حارس مكلف بحماية محصولات زراعية في ولاية مانيسا غربي تركيا من إنقاذ 13 سوريًا مقيدي الأيدي في منزل بأحد البساتين، احتجزتهم عصابة وعدتهم بتهريبهم إلى اليونان.
وقام الحارس المكلف من بلدية منطقة سنجقلي إغداجيك بإبلاغ الدرك إثر سماعه أصواتا من منزل في أحد بساتين المنطقة.
وتعرض الحارس لإطلاق نار مصدره المنزل، فما كان منه إلا أن ردَّ بالمثل على مصدر النيران فأوقع أحد المشتبهين جريحًا، فيما لاذ اثنان آخران بالفرار. ووصل الدرك وتمكنوا من إنقاذ 13 لاجئًا سوريًا كانت أياديهم مقيدة بالحبال داخل المنزل، أكدوا أنهم تعرضوا لعملية احتيال من قبل ثلاثة أشخاص وعدوهم بتهريبهم لليونان من مدينة إزمير التركية، إلا أنهم قاموا بمصادرة أموالهم واحتجازهم في المنزل.