استخدمت السلطة اللبنانية العنف المفرط لإخراج معتصمين سلميين من وزارة البيئة، بعدما اعتصموا بها مطالبين باستقالة وزير البيئة بسبب فشله في معالجة ملف التفايات.

إيلاف - متابعة: أخرجت قوات مكافحة الشغب اللبنانية بالقوة والعنف والضرب عددًا من المعتصمين والناشطين من حملات الحراك المدني اللبنانية من حرم وزارة البيئة، بعدما اعتصموا فيها سلميًا، مطالبين باستقالة وزير البيئة محمد المشنوق، فيما بقي العديد منهم في الداخل. وقد وقع بين المعتصمين العشرات من الاصابات جراء العنف الذي تعرضوا له من القوى الأمنية.

وذكرت "إيلاف" في تقرير سابق أن قوى الأمن الداخلي كررت دعوتها للمعتصمين الموجودين داخل وزارة البئية وخارجها إلى التظاهر في الساحات المعتمدة عادةً، حفاظًا على المصلحة العامة. (التفاصيل)

وطلب العميد محمد الأيوبي، قائد شرطة بيروت، من وسائل الاعلام الانسحاب من الطبقة الثامنة بمبنى اللعزارية، حيث مكاتب وزارة البيئة اللبنانية، التي يعتصم فيها ناشطون مدنيون لبنانيون من حملة "طلعت ريحتكم"، التي تتصدر حراكًا شعبيًا صاخبًا ضد الفساد، طالبة من وزير البيئة محمد المشنوق الاستقالة من منصبه، بسبب فشله في معالجة ملف النفايات.

إخراج الصحفيين

وأتى هذا الطلب مقدمة معروفة من القوى الأمنية وقوات مكافحة الشغب للدخول عنوة إلى الرواق الذي يعتصم فيه المحتجون، بعد وقف مكيفات الهواء عنهم، وقطع الطريق على من يريد الخروج، وبعد إقفال المراحيض في مقر الوزارة.

كما تم إخراج بعض الكاميرات الخاصة بالمحطات اللبنانية والدولية من مكان الاعتصام، بينما تولت القوى الأمنية قطع كابلات البث المباشر لأقنية أخرى من داخل الوزارة، بعدما أجبرت القوى الأمنية المصورين الصحافيين على مغادرة المبنى، علمًا أن المعتصمين أو الصحفيين لم يمسوا أي شيء في الوزارة بضرر، بل حافظوا على كل ما فيه.

وأفاد صحفيون بوقوع حالة إغماء بين المعتصمين في داخل مبنى وزارة البيئة، فيما رمى أحد المعتصمين من النافذة بورقة كتب فيها "نريد الصليب الأحمر"، في دلالة على اصابة معتصمين بالاغماء. كما أفادت معلومات صحافية بأن عناصر أمنية باللباس المدني أوقفت بعض المتظاهرين في محيط مبنى وزارة البيئة، واقتادوهم إلى إحدى النقاط الامنية.

حزب الخضر يهاجم

وكانت لجنة متابعة تحرّك "29 آب" حذرت السلطة اللبنانية والقوى الأمنية من التعرض للمعتصمين في الوزارة ومحيطها، داعية الى اعتصام فوري في ساحة رياض الصلح.

ورفض المعتصمون داخل حرم الوزارة التفاوض مع رئيسة حزب الخضر البيئي ندى زعرور، التي أكدت من جانبها رفضها اقتحام وزارة البيئة، "ونؤكد أن البيئيين مسالمون، ونرفض أي تحرك يأخذ الدولة رهينة".

أضافت: "نحن الحزب الوحيد الذي رفع دعوة بشأن التعديات على كافة الأملاك البحرية، ولا نقبل ان نزايد علينا اي كان، لماذا لم ينزل المعتصمون من قبل؟ هم نزلوا من يومين ونحن نطالب منذ زمن بعيد اين كانوا هم؟". وتابعت زعرور: "نريد إصلاح النظام، ويريدون إسقاطه، لكننا نؤمن بالمؤسسات، وأرى أنه يتم استغلال الملف البيئي في عمليات الفوضى والشغب لإسقاط النظام".