قتلت قوات الامن المصرية أمس الأحد 12 شخصا بينهم سياح مكسيكيون حين استهدفت بطريق الخطأ موكبهم اثناء مطاردتها "جهاديين" في منطقة الواحات البحرية في الصحراء الغربية، فيما طالبت السلطات المكسيكية ب"تحقيق معمق".

واعلنت وزيرة الخارجية المكسيكية الاثنين ان القتلى راحوا ضحية ضربات جوية،&وقالت كلاوديا ماسيو خلال مؤتمر صحافي ان ناجين من هجوم الاحد الذي ادى الى مقتل 12 شخصا بينهم مكسيكيان على الاقل، اكدوا انهم توقفوا لتناول وجبة طعام في منطقة الواحات في الصحراء الغربية المصرية حين تعرضوا "لهجوم جوي بقنابل اطلقتها طائرة ومروحيات".

وصحراء مصر الغربية واحدة من المزارات السياحية المرغوبة من هواة رحلات السفاري هي احد معاقل مجموعات مسلحة اسلامية متطرفة بينها الفرع المصري لتنظيم الدولة الاسلامية الذي ينفذ بشكل متواصل هجمات دامية تستهدف قوات الامن والجيش في مصر.

وكانت وزارة الداخلية المصرية اكدت فجر الاثنين انه "بتاريخ 13 الجاري واثناء قيام قوات مشتركة من الشرطة والقوات المسلحة بملاحقة بعض العناصر الارهابية في منطقة الواحات في الصحراء الغربية تم التعامل بطريق الخطأ مع عدد أربع سيارات دفع رباعي تبين أنها خاصة بفوج سياحي مكسيكي الجنسية والذين تواجدوا في المنطقة ذاتها المحظور التواجد فيها".

واضافت الوزارة ان "الواقعة اسفرت عن وفاة 12 شخصا وإصابة 10 أشخاص من المكسيكيين والمصريين تم نقلهم للمستشفيات للعلاج".

ولم توضح السلطات المصرية عدد السياح القتلى ولا نوع السلاح الذي أصاب سياراتهم.

غير أن وزير السياحة في الحكومة المستقيلة خالد رامي أكد ان سبعة مكسيكيين بين الجرحى.

ووقع الحادث بالقرب من الواحات البحرية، على بعد 350 كيلومترا جنوب غربي القاهرة، وفق مسؤول رفيع من وزارة السياحة طلب عدم ذكر اسمه.

وقال المسؤول ان السياح المكسيكيين كانوا يستقلون اربع سيارات دفع رباعي في طريقهم الى الواحات البحرية ودخلوا في الصحراء الى الغرب من طريق القاهرة-الواحات موضحا ان كل المنطقة الواقعة غرب الطريق محظور التواجد فيها.

واوضح مسؤول في الشرطة ان عملية للقوات الخاصة تشمل تعزيزات جوية كانت تجري في ذلك الوقت على بعد 150 كيلومترا غرب الواحات البحرية.

واعلن الرئيس المكسيكي انريكي بينيا نييتو على موقع تويتر ان "مكسيكو تدين هذه الاحداث الموجهة ضد مواطنينا وطالبت الحكومة المصرية بتحقيق شامل في ما حصل".

وزار السفير المكسيكي في مصر خمسة مكسيكيين يعالجون في مستشفى دار الفؤاد في &ضاحية غرب القاهرة ووصفت وزارة خارجية المكسيك حالتهم بانها "مستقرة".

وتمتد الصحراء الغربية من ضواحي القاهرة الى الحدود الليبية ومن المستحيل في الوقت الحاضر تحديد موقع الحادث بشكل دقيق.

وكان تنظيم "ولاية سيناء" الفرع المصري لتنظيم الدولة الاسلامية اشار بعد الظهر في بيان الى ان مسلحيه "تصدوا" الاحد لعملية للجيش في الصحراء الغربية ، دون المزيد من التفاصيل.&

وتشن المجموعات "الجهادية" وخصوصا "ولاية سيناء" بانتظام هجمات دامية على القوات المصرية وعلى الاخص في شمال سيناء وقد وصلت هذه العمليات الى قلب القاهرة.

وينفذ الجيش المصري منذ سنتين عمليات واسعة النطاق في شمال سيناء لصد هجمات "الجهاديين". وضاعف "الجهاديون" هجماتهم ويقولون انهم يتحركون ردا على القمع الدامي الذي يستهدف أنصار الرئيس الاسلامي السابق محمد مرسي منذ اطاحته في تموز/يوليو 2013.

ومنذ الاطاحة بمرسي من قبل قائد الجيش السابق الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، شنت السلطات حملة قمع دامية ضد جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها اسفرت عن مقتل 1400 شخص على الاقل بينما تم توقيف اكثر من 15 الفا، وفقا لمنظمات حقوقية اجنبية.

&وولاية سيناء الفرع المصري لتنظيم الدولة الاسلامية ظهر في 2011 باسم تنظيم انصار بيت المقدس قبل ان يغير اسمه في تشرين الثاني/نوفمبر 2013.

وكان التنظيم تبنى هجوما بالسيارة المفخخة استهدف مقر الامن الوطني التابع للشرطة في شمال القاهرة في 20 اب/اغسطس واسفر عن اصابة 29 شخصا بجروح بينهم ستة شرطيين.

غير ان تنظيم ولاية سيناء بدل استراتيجيته مؤخرا وبدأ باستهداف غربيين ساعيا برأي الخبراء لضرب السياحة التي تشكل ركيزة للاقتصاد المصري والتي تشهد تراجعا منذ 2011، وكذلك الاستثمارات الاجنبية.

وفي 11 تموز/يوليو الفائت، تبنى تنظيم الدولة الاسلامية هجوما بسيارة مفخخة استهدف القنصلية الايطالية في وسط القاهرة، واوقع قتيلا من المارة.&

وفي 13 اب/اغسطس قام التنظيم بقطع رأس كرواتي كان يعمل لحساب شركة فرنسية في مصر بعد خطفه في نهاية تموز/يوليو بالقرب من القاهرة. وكان اعدم قبل ذلك بسنة في اب/اغسطس 2014 موظفا اميركيا كان يعمل لدى شركة "اباتشي" النفطية عثر على جثته في الصحراء الغربية.