أفادت منظمة الصحة العالمية بأنه قد تم تسجيل أكثر من ثلاثة آلاف حالة إصابة بـ"حمى الضنك" في اليمن منذ مارس / آذار الماضي، مشيرة إلى أن الأرقام الفعلية قد تكون أعلى بكثير.&

وقال كريستيان ليندمير المتحدث باسم المنظمة في جنيف، إن المنظمات غير الحكومية قد أبلغت عن أكثر من ستة آلاف إصابة ، وهو ضعف عدد الحالات المبلغ عنها رسميا، حيث إن الصراع في اليمن تسبب في الزيادة الكبيرة في عدد الحالات المبلغ عنها هذا العام.

وحذرت مؤسسة التوعية والإعلام في اليمن من خطورة الوضع الصحي في محافظة تعز واقترابه من الانهيار جراء اغلاق عدد من المستشفيات ومنع دخول الادوية.

وذكرت المؤسسة في تقرير لها بان مليشيات الحوثي وصالح تتحمل مسؤولية الاعتداءات على المرافق الصحية ومنع وصول الادوية للمرضى.

وتتهم السلطات الشرعية اليمنية الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي المليشيات الحوثية وقوات الرئيس السابق علي صالح بمنع وصول المساعدات الطبية لمرضى لحمى الضنك في عدة محافظات.

وافتتح مستشفى اليمن الدولي مركزا للعناية المركزة ومتابعة الحالات الحرجة لمرضى حمى الضنك بهيئة مستشفى الثورة بتعز.

وفي بلاغ &صحفي – حصلت إيلاف على نسخة منه - قال الدكتور ماجد عبد الجبار العبسي &مساعد مدير عام مستشفى اليمن الدولي أن المركز الذي تم تجهيزه بالشراكة مع هيئة مستشفى الثورة هو مركز طبي متكامل ومجهز بطاقمه الطبي والتمريضي ويشمل العناية المركزة والتشخيص والفحوصات الطبية اللازمة ، بالإضافة الى تقديم الأدوية والعلاجات التي يتطلبها مرضى حمى الضنك في إطار المركز وتوزيع بعض الأدوية الخاصة بالمرض على عدد من المراكز الطبية والمستشفيات بتعز.

وأكد مساعد مدير عام المستشفى أن المركز يأتي في سياق حملة طبية لمكافحة حمى الضنك بتعز يتبناها مستشفى اليمن الدولي في إطار مسئوليته المجتمعية ولم يحل توقفه عن العمل بشكل اضطراري عن مواصلة واجبه الانساني &تجاه المجتمع الذي يواجه تحديا كبيرا في المجال الصحي في ظل استشراء حمى الضنك بالمحافظة وتسجيل العديد من الضحايا الذين قضوا بهذا المرض نتيجة عدم قدرتهم في الحصول على العلاج اللازم في مراحل مبكرة من المرض وعدم توفر غرف عناية مركزة لمتابعة الحالات الحرجة التي وصلت مرحلة متقدمة من الإصابة .. معربا عن خالص شكره وتقديره لهيئة مستشفى الثورة التي بادرت لاحتضان المركز والفريق الطبي والتمريضي المتطوع في الحملة.

الجدير بالذكر أن حمى الضنك يمثل تحديا مجتمعيا كبيرا في محافظة تعز حيث تشير الإحصائيات الى أن عدد حالات الإصابة &المسجلة بالمرض بلغ حوالي ٢٢ الف حالة منها حالات حرجة كما بلغ عدد الضحايا الذين قضوا جراء الإصابة بهذا المرض اكثر من ٢٠ حالة حتى الان.

محافظة شبوة

اعلن مكتب الصحة والسكان بمحافظة شبوة – جنوب شرق اليمن – حالة الطوارئ لمكافحة مرض حمى الضنك المتفشي في عدد من مديريات المحافظة.

وأفاد "ايلاف" الدكتور ناصر علي المرزقي مدير عام مكتب الصحة بالمحافظة بان مكتب الصحة اعد خطة مستعجلة لمكافحة الضنك من خلال حزمة اجراءات عملية يتم العمل بها حاليا.

وأضاف: "بدأنا بحملة توعية للتثقيف الصحي لمكافحة مصادر العدوى لحمى الضنك في مديريتي عتق وميفعة اللتان تتصدران النسبة الاكبر في &انتشار حمى الضنك، كما يتم تدريب العشرات من منسقي المجتمع المدني والعاملين الصحيين، بالإضافة الى حملة التوعية المنزلية من بيت الى بيت والتي تهدف الى ارشاد ربّات البيوت بكيفية الوقاية من الاصابة بحمى الضنك".

وحول عدد المصابين بحمى الضنك قال المرزقي بان الوضع كارثي وخطير والأرقام في تصاعد مستمر، مشيرا إلى أن الاحصائية المعتمدة حاليا لدى المكتب تشير الى اصابة 1100 شخص بحمى الضنك.

وفي مديرية ميفعة التي تتصدر عدد الحالات المصابة بحمى الضنك في محافظة شبوة، يتحدث مواطنون واطباء عن اعداد كبيرة تفوق الاحصائية المعتمدة من قبل السلطات الصحية.

وقال لـ"ايلاف" انيس الاحمدي وهو طبيب اشرف على علاج المئات من مرضى حمى الضنك: "مديرية ميفعة تعاني من حمى الضنك منذ نحو خمسة اشهر ، وللأسف لم تكن هناك احصائيات دقيقة من قبل الجهات الحكومية المختصة، واكد &لكم ان الحالات المصابة لا تقل عن اربعة آلاف حالة مصابة بالضنك".

وتنفذ جمعية التكافل الانساني الخيرية حملة لمكافحة حمى الضنك في عدة بلدات بمديرية ميفعة التابعة اداريا لمحافظة شبوة.

وقال لـ"ايلاف" رئيس الجمعية ناصر باجنوب أن الحملة جاءت بعد نداءات ومناشدات واسعة من ابناء مدينة جول الريدة ومديرية ميفعة عامة وبعد وفاة بعض الحالات المصابة بالضنك، مشيرا الى ان الجمعية استشعرت مسؤوليتها الانسانية والأخلاقية وعملت على القيام بهذه الحملة الخيرية وتحملت كافة نفقات الحملة من خلال توفير نفقات المستوصف الطبي في بلدة جول الريدة، وتوفير كافة الادوية لمرضى الضنك، بالإضافة الى قيام الجمعية بعملية رش ضبابي للمدينة وضواحيها.&

ويناشد اهالي شبوة المنظمات الدولية سرعة التدخل لتوفير الادوية ودعم المرضى في ظل انتشار المرض في انحاء واسعة من المحافظة.

ويقول لـ"ايلاف" فائز الجريري الذي اصيب عدد من ابناءه بالضنك": وصلت حمى الضنك الى كل منزل تقريبا في هذه المديرية، الوضع خطير للغاية، نرجو تدخل الجهات ذات العناية".

عدن والحديدة

وكانت مدينتي عدن والحديدة الساحليتين قد شهدت خلال الاشهر الاربعة الماضية تفشي حمى الضنك بشكل واسع بعد تفجر منظومة الصرف الصحي وتكدس القمامة في المدينتين.

وذكرت مصادر طبية ان عدد ضحايا الاصابة بحمى الضنك تجاوز الستة آلاف حالة ومائتي حالة وفاه، غير ان المرض بدا بالتراجع في مدينة عدن منذ سيطرة السلطات الشرعية على المدينة و طرد المليشيات الانقلابية الموالية للحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح، حيث تعمل السلطات في عدن وبدعم من مركز الملك سلمان بن عبدالعزيز للإغاثة على مكافحة حمى الضنك في المدينة.

وتشير مصادر طبية الى ان تقدما كبيرا تشهده المرافق الصحية في عدن للقضاء على حمى الضنك.