انقاد مارك كولبورن أمام خيال التفوق الآري، وأراد الأمير هاري ملكًا على العرق الأبيض، فما كان أمامه إلا التخطيط لقتل الأميرين شارلز ووليم. لكن أخاه ووالدته سلماه للشرطة، وأجهضا مخططه.
أدانت محكمة بريطانية اليوم الثلاثاء مارك كولبورن بتهمة التخطيط لقتل الأمير شارلز وابنه الأمير ويليام، لأنه أراد تنصيب الأمير هاري، النجل الثاني للأمير شارلز، ملكًا على الشعب الآري. وكان كولبورن (37 عامًا) قد شبه نفسه بالارهابي النرويجي اليميني المتطرف أنديرس بريفيك، ووثق في مدونة له صادرتها الشرطة خطته للتخلص من ولي العهد البريطاني وابنه الأكبر باستخدام بندقية قناصة ذات فاعلية عالية.
&
يعمل هذا المتطرف الآري في دار لدفن الموتى، ووجد في كتاب يومياته ايضًا خطةً لقتل جيريمي كلاركسون وهارييت هارمان بتهمة شتم العرق الأبيض. وقد اشترى مكونات سم قاتل عبر الانترنت، وخزن في منزله أقنعة واقية من الغبار، وأدوات طبية عدة، بينها أبر وأوعية بلاستيكية.
&
واعتقلت السلطات البريطانية كولبورن في الثالث من &حزيران (يونيو) العام الماضي، بعدما وجد أخوه غير الشقيق هذه المواد الكيميائية والمدونات التي تدينه بالتخطيط لعمل إرهابي، في حمام منزلهم العائلي في ساوثهامبتون، توجه مع والدته باتريسيا إلى الشرطة وأخبراها
&
الأخ والوالدة
&
قد أدانه المحلفون بعدما اعتبروا المخطط المكتوب بخط يده دليلًا قويًا يساوي الاعتراف، وبعدما تبين أنه نقلها من مصادر رقمية خطيرة، مثل دليل الارهابي، والمطبخ الكامل ودليل طهي جولي روجر، وهما موقعان إلكترونيان يعلمان طرق تحضير المفخخات، إلى جانب كتيبات وجدت في غرفته تعلم كيفية القتل بالسم الفتاك كمادة الزرنيخ. إلا أن المحلفين رفضوا الاعتراف بأن الأادلة كافية لاتهمامه بالارهاب.
&
أجل القاضي جون بيفان النطق بالحكم في هذه القضية إلى الثالث من تشرين الثاني (نوفمبر) القادم، قائلًا إنها قضية غريبة، والتهم فيها غريب الأطوار. فخبراء التحليل النفسي في المحكمة أكدوا أن كولبورن يعاني آثار نفسية نتيجة البطالة، والوحدة الدائمة، والاحساس بالتهميش بسبب بشرته شديدة البياض وشعره الزنجبيلي، ما سبب له الكآبة الحادة.
&
حين كان في الثالثة عشرة، رفض ارتياد المدرسة بسبب القهر الذي رآه من زملائه، فكان يحبس نفسه في غرفة النوم أيامًا، فياكل وحيدًا ويبول في الأكواب كي لا يذهب إلى المرحاض. أما رفيقه الوحيد فكان كلبه، رغم أنه كتب لاحقًا أنه هو من سمم الكلب.
&
المخطط الأكبر
&
في وحدته، قرأ كولبورن كتاب "كفاحي" لهتلر، فتبلورت لديه فكرة التفوق الآري، فكتب في دفتر يومياته في أيار (مايو) 2012: "لا أريد أن أكون سفاحًا، فأنا أشبه بأندريس بريفيك، وقد تركت أفق أهدافي مفتوحًا، وسأنتظر الفرصة سانحة &كي أقتل فيها أحد أفراد الأسرة المالكة، وليكن الأمير تشارلز، أعتقده سيكون هدفًا جيدًا"، مشيرًا إلى أنه سيستخدم بندقية قنص كاتمة الصوت قوية الفاعلية، يصوبها إلى رأس ولي عهد بريطانيا.
&
أضاف: "أنه محروس، لكنه ليس محروسًا جيدًا، وأنا أضحي بحياتي في سبيل انتهاز هذه الفرصة، فأقتل شارلز وويلم ويصير هاري ملكًا. أقتلوا الطغاة".
&
لاحظت المدعية العامة أنابيل دارلو أن كولبورن وصف غير الآريين الذين يكرههم بأنهم "سود أو قوقازيين أغبياء"، بينما قارن نفسه بالمتطرفين اليمينيين، كاتبًا في مدونته: "أبحث عن انتقام كبير، هجوم إرهابي شامل يلفت الانتباه إلى ألمنا، ليس فقط ألمي وحدي، لكن آلام إخواني في جميع أنحاء العالم"، مؤكدًا أن مظهره الخارجي الذي يوحي بوداعته هو قناعه لكي يحقق هدفه.
&
وفي دفاعه عن نفسه، اعترف كولبورن بشراء المواد الكيميائية وكتابة اليوميات، لكن قال إنه كتب الكثير من الأفكار السوداء تحت تأثير الكآبة، بعدما توقف عن تناول الأدوية والعقاقير. وقال: "كانت تخيلاتي عن قتل الناس كما القاتل المحترف الفانتازيا المفضلة عندي".
&
التعليقات