مع الغضب الذي يسود مختلف الأوساط البريطانية على التأخير غير المبرر بإصدار تقرير لجنة تشيلكوت حول غزو العراق، يتجه زعيم حزب العمال الجديد إلى تقديم اعتذار عن مشاركة بريطانيا في حرب العراق.


نصر المجالي: قال تقرير صحافي، نشر في لندن، السبت، إن الزعيم العمالي البريطاني الجديد جيرمي كوربين سيقدم الاعتذار الرسمي بسبب مسؤولية الحزب عن الحرب، في أول مؤتمر عام للحزب بعد انتخابه زعيمًا له.

ويتوقع المحرر السياسي لصحيفة (إنديبندانت) اللندنية أن يقول كوربين إن "حزب العمال تعلم الدرس من النزاع الذي تسببت به الحرب، ولن يكرر هذا الخطأ". وسيضيف أن دور بريطانيا المستقبلي سيكون البحث عن حل للنزاعات من خلال التعاون، بدلًا من زج القوات المسلحة لتصبح طرفًا فيها، حسب الصحيفة.

رضا نشطاء الحزب
كما يتوقع أن يحظى الاعتذار برضا نشطاء الحزب وكذلك بعض كبار الحزبيين. وقال أحد نواب الحزب، وهو من مؤيدي كوربين "نشجعه على الاعتذار في الكلمة التي سيلقيها، وسيكون مفاجئًا، لو لم يستغل الفرصة المتاحة".

ويرى تقرير الصحيفة اللندنية أن خطوة كوربين لن تحظى برضا أعضاء وسط الحزب، الذين سيخشون من أن يعطي الاعتذار انطباعًا بأن موقف حزب العمال لن يكون قويًا في ما يتعلق بمسائل الأمن القومي. وكان كوربين نوه خلال حملة انتخابه لزعامة الحزب بأنه سيقدم الاعتذار الرمزي بسبب زجّ بريطانيا في حرب العراق.

لجنة تشيلكوت
يشار إلى أن حكومة حزب العمال السابقة بزعامة غوردون براون كانت قررت في العام 2009 تكليف لجنة تشيلكوت بالتحقيق في الظروف المحيطة بمشاركة بريطانيا في الحرب.

وجاء تكليف اللجنة بالعمل في التقرير بعدما ثارت اتهامات لتوني بلير رئيس الوزراء السابق وعدد من المسؤولين في إدارته بالمشاركة في الحرب على العراق مع الولايات المتحدة، رغم علمهم بأن الاتهامات الموجهّة إلى العراق بامتلاك أسلحة دمار شامل كانت غير دقيقة.

وينتظر البعض قيام مجلس العموم البريطاني بمناقشة أسباب تأخير التقرير لمرتين، ويشيرون إلى أنه سيكون بمقدور رئيس الوزراء ديفيد كاميرون إصدار قرار يجبر اللجنة على نشر التقرير إذا قرر البرلمان ذلك.

وكان رئيس لجنة تشيلكوت البرلمانية البريطانية القائمة على التحقيق في الحرب على العراق نفى وجود أي أسباب سياسية لتأجيل إنهاء تقرير اللجنة لما بعد الانتخابات المقبلة.
ورفض السير جون تشيلكوت في تصريحات سابقة تحديد أي موعد نهائي لنشر التقرير، مضيفًا أنه لا يريد بث آمال كاذبة بخصوص ذلك.

وأوضح تشيلكوت في كلمة أمام أعضاء مجلس العموم البريطاني في آب (أغسطس) الماضي أن عملية التحقق من الأرقام الصحيحة وحقوق الأطراف في الاستماع إلى ردودها تعطل إنهاء التقرير حتى الآن.

150 ألف وثيقة
وتضمن عمل اللجنة حتى الآن فحص 150 ألف وثيقة ومقابلة 129 شخصًا للشهادة بتكلفة بلغت 10 ملايين جنيه إسترليني. وأوضح تشيلكوت أن هذا التقرير غير مسبوق من حيث شموله، وتجري مفاوضات مع الحكومة حول الوثائق السرية التي طلبت اللجنة الإطلاع عليها، ومنها مراسلات بين رئيس الوزراء البريطاني في ذلك الوقت توني بلير والرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن.

وقال إنه ليس لديه أي سبب يدفعه إلى الاعتقاد بأن هناك من يعطل عمل اللجنة أو يتأخر عمدًا في الرد عليها، مؤكدا أنه سيعمل على إنهاء التقرير في أسرع وقت وإرساله إلى الحكومة.

&