دخلت حملة جيب بوش للفوز بترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية الاميركية العام المقبل مرحلة حرجة بتحذير مانحين كبار بأن على حاكم فلوريدا السابق ان يؤكد ارتفاع شعبيته في الاستطلاعات خلال الشهر المقبل، وبخلافه، فانهم سينفضون ايديهم منه وينتقلون الى تمويل حملات منافسيه.


عبدالإله مجيد من لندن: يأتي التحذير في وقت يواجه بوش هبوطا مستمرا في شعبيته متراجعا الى المركز الخامس بين المرشحين الجمهوريين بنسبة 7 في المئة فقط، كما أظهر استطلاع عام أجرته شبكة "ان بي سي نيوز" وصحيفة "وول ستريت جورنال" ونُشرت نتائجه يوم الأحد.

وأكدت تراجع شعبيته نتائج استطلاعات أخرى أُجريت في ولايتي آيوا ونيو هامبشر حيث ستجرى أول الانتخابات التمهيدية.&

ورمت القيادة التاريخية للحزب الجمهوري بثقلها وراء بوش ومنافسه عضو مجلس الشيوخ ماركو روبيو.

ولكن حتى على هذا المستوى تميل الكفة لصالح روبيو الذي تقدم على بوش في غالبية الاستطلاعات.

ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مصادر في الحزب الجمهوري قولهم إن ثلث المانحين الذين اعلنوا دعمهم لحملة سكوت ووكر حاكم ولاية ويسكونسون قبل انسحابه من السباق نقلوا دعمهم الى روبيو في حين ان عددا اصغر نقل دعمه المالي الى حملة بوش.
&
كما تعرض بوش الى انتقادات واسعة لإعلانه مؤخرا في ولاية ساوث كارولاينا ان الديمقراطيين كثيرا ما يكسبون أصوات الناخبين السود بوعود بتقديم خدمات مجانية لهم.

وكان المرشح الجمهوري ميت رومني اطلق تصريحات مماثلة خلال الحملة الانتخابية عام 2012.

وانتهز الديمقراطيون إعلان بوش قائلين انها تأتي في إطار اتجاه بين الجمهوريين يتعامل بازدراء مع الناخبين من افراد الأقليات.

وقال مخططون انتخابيون في الحزب الجمهوري ان على بوش ان يجد طريقة لإعادة شحن حملته برسالة جذابة يوظف فيها سجل نجاحه حين كان حاكم ولاية فلوريدا.
&
ولاحظ الخبير الانتخابي الجمهوري هنري هاربر ان منظمي حملة بوش يفترضون أن الاميركيين يعرفون من هو جيب بوش وهذا أحد أسباب الصعوبة التي تواجه حملته.

واضاف هاربر لصحيفة واشنطن بوست انه "إذا عرفوا من هو جيب وأعطوه فرصة سيكون من الصعب هزيمته ولكنهم لا يعرفونه حتى الآن، وهناك يمين الحزب الجمهوري الذي يكاد يكون مصمما على ألا يعرفه. فهم يريدون ان يعتقدوا بأنه ليس رجلهم لأنهم يختلفون معه على بعض القضايا".

ولكن بوش قلل من أهمية هبوط شعبيته في الاستطلاعات.& وقال في مقابلة مع قناة فوكس نيوز يوم الأحد "ان هذه الاستطلاعات ليست مهمة في الحقيقة، فهي لا تمثل الأشخاص الذين سيدلون بأصواتهم".

وينتمي بوش الى جناح القيادة التقليدية لجهاز الحزب الجمهوري بوصفه نجل رئيس سابق وشقيق رئيس سابق آخر.

ولكن هذا الجناح تعرض الى انتكاسات خلال الأيام الماضية باعلان رئيس مجلس النواب جون بينر الذي شجع بوش على دخول حلبة السباق انه يعتزم الاستقالة بعد ان هدد عشرات من اعضاء المجلس المحافظين بمحاولة عزله.

وجاء انسحاب ووكر حاكم ولاية ويسكونسون من السباق الرئاسي في وقت يتجه الناخبون الجمهوريون نحو إعطاء تأييدهم لمرشحين من خارج القيادات التاريخية للحزب.&

وقال خبراء انتخابيون ومصادر مطلعة على النقاشات الجارية داخل الحزب الجمهوري ان انصار جيب بوش ليسوا قلقين من التطورات الأخيرة وانهم واثقون من ان الموارد المالية المتاحة لحملته ستمكنه من البقاء في حلبة السباق على حساب خصومه.

ولكن مستشاري بوش يبدون في مجالسهم الخاص علائم قلق من صعود منافسه عضو مجلس الشيوخ روبيو الذي تقدم في الاستطلاعات الأخيرة على بوش في ولايتي نيو هامبشر وفلوريدا اللتين تتسمان بأهمية استراتيجية في حملة بوش. ففي استطلاع اجرته شبكة سي ان ان مع فرع شبكة أي بي سي في ولاية نيو هامبشر قبل ايام احتفظ المرشح دونالد ترامب بتقدمه بنسبة 26 في المئة.

وجاء روبيو ثالثا بنسبة 9 في المئة فيما اشترك بوش مع جون كاسيك حاكم ولاية اوهايو في المركز الخامس بنسبة 7 في المئة.

واظهر استطلاع آخر اجرته جامعة اتلانتيك في فلوريدا تقدم ترامب بنسبة 31.5 في المئة في هذه الولاية.& وجاء روبيو ثانيا بنسبة 19.2 في المئة وبوش ثالثا بنسبة 11.3 في المئة.
&