أصدرت محكمة كويتية الثلاثاء حكما باعدام شخصين احدهما ايراني حوكم غيابيا، من اصل 26 شيعيا متهمين بـ "التخابر مع ايران" وحزب الله اللبناني وبتهريب الاسلحة والتخطيط لتنفيذ تفجيرات.
&
كما اصدرت المحكمة في القضية نفسها، احكاما متفاوتة بالسجن على عشرين متهما من "الخلية" التي تم تفكيكها في آب/اغسطس الماضي.
&
وتأتي الاحكام في وقت تشهد العلاقات الخليجية الايرانية توترا على خلفية الازمة الدبلوماسية الحادة التي اندلعت بين الرياض وطهران اثر اعدام السعودية الشيخ الشيعي نمر النمر.
&
وقضت محكمة الجنايات باعدام اثنين من المتهمين، هما الايراني عبد الرضا حيدر المحكوم غيابيا، والكويتي حسن عبد الهادي علي.
&
وقالت المحكمة ان حيدر، الايراني الوحيد في المجموعة، هو "جاسوس" قام بتجنيد 22 عضوا من الخلية، وأمّن لهم السفر الى لبنان حيث تلقوا تدريبات على يد عناصر من حزب الله الشيعي المدعوم من طهران.
&
اما علي، فوصفته المحكمة بانه "العقل المدبر" للمجموعة، واتهمته بانه عضو في حزب الله منذ العام 1996، وبانه تواصل مع دبلوماسي في السفارة الايرانية في الكويت، وسافر الى الجمهورية الاسلامية حيث تواصل مع مسؤولين في الحرس الثوري الايراني.
&
واوضحت المحكمة ان علي نسق مع الحرس الثوري لتهريب اسلحة ومتفجرات الى الكويت، وخبأها في البلاد تحضيرا لتنفيذ هجمات.
&
وحكمت المحكمة بالسجن المؤبد على احد المتهمين، بينما نال 19 آخرون احكاما بالسجن بين خمسة اعوام و15 عاما.
&
وقضت المحكمة بتغريم احد المتهمين خمسة آلاف دينار كويتي (16 الف و500 دولار اميركي) وتبرئة ثلاثة آخرين.
&
وتعد الاحكام ابتدائية، اذ لا يزال في امكان المحكومين رفع القضية امام محكمة الاستئناف ولاحقا محكمة التمييز.
&
وبلغ عدد الموقوفين في القضية 23 شخصا، بينما حوكم ثلاثة غيابيا.
&
- اعترافات "تحت التعذيب" -
&
وحضر المتهمون الـ 23 الى قاعة محكمة الجنايات بالكويت ونفوا جميعا التهم المنسوبة اليهم، قائلين ان الاعترافات انتزعت منهم "تحت التعذيب"، بحسب ما افاد صحافي في وكالة فرانس برس في قاعة المحكمة.
&
وقال متهمون انهم تعرضوا للضرب والصعق بالتيار الكهربائي وانهم تلقوا تهديدات بالقتل في حال لم يوقعوا اعترافاتهم المكتوبة.
&
واتخذت قوات الامن الكويتية اجراءات مشددة في محيط قصر العدل في العاصمة حيث انتشرت عربات مدرعة مزودة رشاشات. ولم يسمح سوى لعائلات المتهمين والمحامين والصحافيين بدخول القاعة.
&
وتأتي الاحكام في ظل علاقات متوترة بين دول خليجية وايران على خلفية اعلان الرياض اعدام الشيخ النمر في الثاني من كانون الثاني/يناير.
&
وقامت السعودية بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع ايران اثر هجوم شنه محتجون على سفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد.&
&
واتخذت دول خليجية عدة اجراءات دبلوماسية متفاوتة بحق ايران، لا سيما البحرين التي قطعت العلاقات ايضا، في حين قامت قطر والكويت والامارات باستدعاء سفرائها من العاصمة الايرانية.
&
والمتهمون في هذه القضية هم 25 كويتيا شيعيا، وايراني واحد.
&
ووجهت المحكمة الى هؤلاء في الاول من ايلول/سبتمبر، تهمة "ارتكاب أفعال من شأنها المساس بوحدة وسلامة أراضي دولة الكويت وتهمة السعي والتخابر مع (جمهورية إيران الإسلامية) ومع جماعة (حزب الله) التي تعمل لمصلحتها للقيام بأعمال عدائية ضد دولة الكويت".
&
ونفت ايران في الشهر نفسه اي ارتباط لها بهذه الخلية، معربة في بيان لسفارتها في الكويت عن "استيائها الشديد من زج اسم ايران في قضية كويتية داخلية ترتبط بالكشف عن اسلحة وذخائر".
&
واتى الاعلان عن ضبط الخلية وتفكيكها في 13 آب/اغسطس.
&
واعلنت وزارة الداخلية وقوات الامن في حينه ضبط "19 طنا من الذخيرة، فضلا عن 144 كلغ من مادة تي ان تي، وقذائف صاروخية وقنابل يدوية وصواعق واسلحة" في مزرعة بمنطقة العبدلي في شمال الكويت قرب الحدود مع العراق، ومنزلين في مكانين لم يعلن عنهما.
&
وباتت هذه المجموعة منذ ذلك الحين تعرف باسم "خلية العبدلي".
&
ويشكل الشيعة نحو ثلث الكويتيين البالغ عددهم قرابة 1,3 مليون شخص.
&
وسبق لدول خليجية مختلطة مذهبيا، كالسعودية والبحرين، ان اتهمت ايران مرارا "بالتدخل" في شؤونها انطلاقا من اعتبارات مذهبية.
&
واعلنت البحرين الاربعاء الماضي ضبط خلية "ارهابية" مرتبطة بايران وحزب الله، وتوقيف عدد من المتهمين بتحضير "اعمال ارهابية خطيرة".
&
وكان وزراء دول مجلس التعاون الخليجي اعربوا اثر اجتماع استثنائي في الرياض السبت، عن "التأييد الكامل" للسعودية في أزمتها مع ايران، مستنكرين "التدخلات الايرانية السافرة في الشؤون الداخلية" للمملكة.