أسامة مهدي: فيما حمّلت "قناة الشرقية الفضائية" العراقية ميليشيات باغتيال اثنين من صحافييها، وجه مرصد يعنى بالحريات الصحافية الاتهام الى الاجهزة الامنية بالمسؤولية الكاملة عن عملية الاغتيال داعيا اياها الى تحمل مسؤوليتها بتوفير الحماية اللازمة للصحافيين والفرق الاعلامية وضرورة فتح تحقيق أمني بالحادث.

وحمّل مرصد الحريات الصحافية العراقي (JFO) قيادة عمليات محافظة ديالى (65 كلم شمال شرق بغداد) المسؤولية الكاملة عن مقتل مراسل ومصور قناة الشرقية العراقية الفضائية في محافظة ديالى معتبرا مقتلهما مؤشر خطير لعودة التصفيات المنظمة ضد الصحافيين.

وقال ممثل المرصد في محافظة ديالى، ان مراسل قناة الشرقية سيف طلال ومصوره حسن العنبكي قتلا اليوم الثلاثاء عندما كانا عائدين من تغطية اعلامية لجولة ميدانية مع قائد عمليات المحافظة. وأوضح& ضابط في قيادة شرطة محافظة ديالى بأن مراسل ومصور فضائية الشرقية قتلا بهجوم مسلح نفذه مجهولون في منطقة ابو صيدا في تقاطع الوجيهية الذي يقع على طريق المقدادية (55 كلم شمال شرق بغداد) بعد عودتهما من تغطية الجولة الميدانية لقائد العمليات بمفردهما.

وقال الضابط الذي يحمل رتبة مقدم ورفض الإشارة إلى اسمه، إن "مسلحين مجهولين يستقلون سيارة حديثة اجبروا السيارة التي يستقلها طلال والعنبكي على التوقف في منطقة شهربان التابعة لقضاء المقدادية، واطلقوا عليهما النار من اسلحة رشاشة مباشرة ما أدى لمقتلهما في الحال".

وسيف طلال هو مراسل قناة الشرقية منذ اربعة أعوام وعمل سابقاً في تلفزيون ديالى المحلي من عام 2009 الى عام 2012، ويبلغ من العمر 27 عاما وهو طالب إعلام في المرحلة الأخيرة في الجامعة العراقية ومتزوج ولديه ولد واحد.

اما المصور حسن العنبكي فيبلغ من العمر 28 عاماً ويعمل في الوقت نفسه في القسم الفني لتلفزيون ديالى، وحاصل على شهادة البكالوريوس في التربية الرياضية، وتزوج بداية العام الماضي وله بنت وحيدة.

الشرقية فقدت 14 اعلاميًا بهجمات متفرقة

وفقدت قناة الشرقية التي يملكها الاعلامي العراقي المخضرم سعد البزاز خلال السنوات الماضية 14 من العاملين معها بهجمات متفرقة في جميع انحاء البلاد، 6 منهم قتلوا بعمليات مدبرة في مدينة الموصل، وهم مصعب محمود العزاوي مدير مكتب القناة في المدينة، والمصور احمد سالم وايهاب معد و قيردار سليمان، بالاضافة الى المراسل محمد كريم والمصور محمد غانم، في حين قتل الآخرون في مناطق مختلفة من البلاد، وهم المذيعة لقاء عبد الرزاق والمخرج التلفزيوني احمد وائل البكري والمراسل الصحافي احمد الرشيد والصحافي التلفزيوني محمد البان.

واشار مرصد الحريات الصحافية في بيان صحافي تسلمته "إيلاف" الى انه يتلقى باستمرار بلاغات من مراسلي ومصوري قناة الشرقية، العاملين في جميع انحاء البلاد عن مضايقات يتعرضون لها وتهديدات بسبب تغطياتهم الصحافية.

ودعا مرصد الحريات الصحافية (JFO) قيادة عمليات محافظة ديالى وقيادة شرطتها بتحمل مسؤوليتها بتوفير الحماية اللازمة للصحافيين والفرق الاعلامية وضرورة فتح تحقيق امني في حادثة مقتل الزميلين وملاحقة الجناة.

ميليشيات سائبة اغتالت الصحافيين

وفي وقت سابق اليوم اغتال مسلحون مجهولون الصحافيين وذكرت قناة الشرقية في خبر عاجل "ان ميليشيات سائبة اغتالت المراسل سيف طلال والمصور حسن العنبكي قرب مدينة بعقوبة" عاصمة محافظة ديالى.

ومن جهتها نددت نقابة الصحافيين العراقيين بجريمة اغتيال صحافيي قناة الشرقية وطالبت في بيان لها الجهات الامنية ببذل كل جهد ممكن من اجل كشف ملابسات الجريمة وفضح مرتكبيها والجهات التي تقف وراءها.

وأكدت النقابة انها تتابع عن كثب عمل الجهات الامنية في كشف الاطراف التي تقف وراء هذه الجريمة وتقديم مرتكبيها للقضاء لينالوا جزاءهم العادل ولتدرك هذه الاطراف التي تدفع باتجاه ارتكاب الجرائم ضد حملة الاقلام الحرة الشريفة والكلمة الصادقة ان هناك قصاصا عادلا لمرتكبي الجرائم بحق الصحافيين وهناك حق دم لا يمكن ان يضيع.

وتشير الإحصاءات التي أجراها مرصد الحريات الصحافية منذ العام 2003، الى مقتل 293 صحافياً عراقياً وأجنبياً من العاملين في المجال الإعلامي من ضمنهم 166 صحافياً و73 فنياً ومساعداً إعلامياً لقوا مصرعهم أثناء عملهم. كما يلف الغموض العديد من الاعتداءات التي تعرض لها صحافيون وفنيون لم يأت استهدافهم بسبب عملهم ولم يكشف القضاء ولا الجهات المعنية عن مرتكبي الجرائم التي يتجاوز تصنيفها بكثير أي بلد آخر في العالم.

ووثق تقرير أعده المرصد ومنظمة مراسلون بلا حدود في 27 تشرين الاول (اكتوبر) من العام 2015، 48 حالة اختطاف في صفوف الإعلاميين والصحافيين والعاملين في المؤسسات الإعلامية، حيث أُعدم منهم ما لا يقل عن 13 في مدينة الموصل، فيما لا يزال الغموض يلف مصير 10 صحافيين آخرين حيث يُعتقد أنهم محتجزون في معتقلات "داعش".