قال المفكر والباحث والسياسي العراقي غسان العطية إن العراق بات رجل المنطقة المريض، ولا يمكن استعادته إلا باستعادة المكوّن العربي، طارحًا المبادرة الوطنية لتحقيق ذلك، وكشف عن سعي رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني إلى إنشاء إقليم سني.
&
محمد الغزي: أكد مدير المركز العراقي للتنمية والديمقراطية د.غسان العطية أن الانتماء العربي ضعف على يد من كان يدّعيه، وأن صدام حسين خدم ثورة الخميني، وهو من إجتث حزب البعث، فيما رأى أن رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني يسعى إلى إقامة إقليم على أساس مذهبي في المنطقة برعاية دولة إقليمية.
&
واعتبر أن أول ثورة ربيع في المنطقة كانت الثورة الخضراء في إيران، لكن العرب لم يدعموها. وقال في حديث موسع مع "إيلاف" إن الإسلام السياسي بات معولًا يهدم ما تبقى من وحدة العراق، مشيرًا إلى أن التغيير بيد الشيعة، لكن التعطيل بيد السنة، والقاسم المشترك الذي يجمعهما هو كلمة (عرب)، واتهم نحو 12 فصيلًا في الحشد الشعبي بالقساوة، وقال إنهم لا يستمعون إلى السيستاني، بل إلى الولي الفقيه في طهران.
&
وهنا نص الحوار:
ونحن ندخل العام 2016 بدأت الأصوات المتشائمة تعلو في مقابل أصوات متفائلة حيال مستقبل الدولة العراقية، أين يقف غسان العطية؟
أن تكون مشتائمًا أو متفائلًا، هذه قضية نسبية، لكن السؤال إن لم يكن ثمة أمل، فيعني هذا أننا نحكم على أنفسنا باليأس، واليأس هو إحدى الراحتين، والراحة الثانية هي الموت. الوقوف أمام مشهد غرق العراقيين، بدلًا من بقائهم في العراق للدفاع عنه، ليس تعجيزًا لمن اختار الهجرة، بل نقد للنخب العراقية، فالشاب العراقي لم يجد القيادات التي تستحق أن يمشي وراءها، ففضّل أن يموت في البحر أو أن يلجأ إلى أي مكان، لأنه فقد الثقة بالقيادات العراقية بمختلف أنواعها، فضلًا عن سرطان الفساد، الذي دخل مجتمعنا، وبالتالي أي عمل سياسي جديد سينظر إليه بأن وراءه لصوصاً جدداً، واليوم أي معركة سياسية تبدأ باستعادة الثقة بالنفس، لأن العراقي اليوم فقد الثقة بنفسه وبالآخرين.
ما الجديد في المبادرة الوطنية لتكون مختلفة عن مشاريع سياسية سبقتها؟
المبادرة الوطنية التي طرحناها هي منبر فكري سياسي يدعو إلى تيار يتجاوز اليسارية الشيوعية، ويتجاوز البعثية والقومية، ويتجاوز الإسلامية، ويعيدنا إلى حالة نهضوية تنويرية محلية ذات خصوصية عراقية، أساسها فصل الدين عن السياسة، وهي قائمة على خلق فريق عمل لتحقيق النجاح، ولا مكان لقائد ضرورة فيها.
&
عقدنا مؤتمرًا للمبادرة الوطنية، وتقصدنا أن يكون ثقل الحاضرين في المؤتمر الأول من الفرات الأوسط، لنعطي رسالة مفادها أن أهالي الفرات الأوسط ليسوا خاضعين للمؤسسة الدينية، وسنعمل على إقامة مؤتمر في الأردن والإمارات، نريد أن نعبئ الكمّ البشري الهائل من أجل خدمة بلدهم بدلًا من صرف الملايين على رؤوس البصل قبل الانتخابات، وحين فشلوا انفرط عقدهم، لأنهم كانوا يبحثون عن سلطة.
ولكن هناك من يتهم المتصدين للمبادرة الوطنية بأنهم لا يختلفون عمن سبقهم، وهم طلاب مناصب أيضًا؟
من يتصدى لمشروع المبادرة الوطنية.. يتعهد علنًا.. أنه لا يترشح لمنصب حكومي، ولا يقبل بمنصب حكومي، وإنما يرعى ويلعب دور الوسيط للقوى الأخرى ولجيل آخر، العبرة هو خلق مؤسسة، لا أن تخلق حزبًا لواجهة شخص، ففي العراق ومنذ عام 2003 لم يظهر حزب جديد، وإنما واجهات انتخابية وأي عملية تغيير جذرية في أي شعب لا بد لها من رواد يفتحون الطريق، وهؤلاء مثل المبشّرين يحملون الصليب على ظهورهم، وهذا المبشّر لا ينتظر النتيجة في حياته، بل عسى أن تتحقق لدى أجيال لاحقة تستفيد منها.
&
هل بدأ فقدان الثقة، أو الانهيار الذي تتحدث عنه بسقوط الموصل؟
الجيش العراقي لم يقاتل في الموصل، وداعش دخلها بزمامير السيارات، وليس بإطلاق النار، والرمادي سقطت بيد داعش في نيسان (إبريل) من العام الماضي، لما هاجمها فقط 1000 مسلح، مقابل عشرة آلاف جندي عراقي، والسبب في هذا هو فقدان المعنويات، والشعب الذي يفقد معنوياته هو شعب مهزوم.
هل تقصد أن الجيش الذي كان يوحد العراقيين بات سببًا في انقسامهم قبل سقوط الموصل؟
الحالة العربية الوحيدة، هي أن الجيش العراقي تأسس قبل تأسيس الدولة العراقية، لم تكن الولايات العراقية، البصرة والموصل وبغداد موحدة، المصلحة البريطانية قضت توحيدها، وتشكل العراق، لكن الشعب لم يتوحد بهذا القرار، من وحّد الشخصية العراقية بعد تشكل الدولة هو الجيش العراقي، الزيّ العسكري الخاكي، عندما يخدم ابن العمارة في الموصل، وابن الموصل يخدم في البصرة، وابن البصرة في بغداد، ويعيشون بين ناسها، ويتعايشون معهم ويحتكون معهم، لكنهم ومنذ عام 1958 لم يستطيعوا أن يقيموا دولة عصرية حديثة، كما فعل أتاتورك في تركيا، وإنما جرى اللجوء إلى الجيش بهدف تحقيق الانقلابات، والحصول على السلطة، فلا عبد الكريم قاسم نجح، ولا عبد السلام عارف.
&
وماذا عن صدام حسين؟&
العراق بدأ ينتكس بعد فترة ازدهار في السبعينات، عندما دشّن الحكم صدام حسين، بدأ بذبح رفاقه في الحزب، وتصفية الأحزاب الأخرى، ثم دخل في حرب مع إيران.. والحرب مع إيران خدمت إيران، في الفكر السياسي هناك مبدأ يقول: لا تشنّ حربًا على ثورة، لأن الثورة غالبًا ما تأكل نفسها، ولكن عندما شنّ صدام حربًا على "إيران الثورة" وحّدها، فخدم ثورة الخيمني، وأحيا الروح الوطنية لدى الإيرانيين دفاعًا عن أرضهم، وليس دفاعًا عن النظام الإيراني، وكان بالإمكان إضعاف إيران، من خلال اللعب على التناقضات بين الإيرانيين.
&
كيف يمكن ذلك؟
في إيران هناك تيارات معتدلة، وأخرى متطرفة، بل إن أول ثورة ربيع في المنطقة لم تكن عربية، بل كانت إيرانية، وأقصد بها الثورة الخضراء، التي قام بها الإصلاحيون وأتباع مير حسين موسوي عام 2009، السؤال لماذا لم نقف معها؟، لم يقف معها أي من العرب، لأن القوى السياسية العربية، وحتى المعارضة منها، لم تكن قوى ديمقراطية، ولم تكن قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان مهمة بالنسبة إليها.
هل تقول إن المعارضة في العالم العربي أسوأ من الحكام؟
نعم.. خذ النموذج العراقي تاريخيًا، نحن عارضنا النظام الملكي، لنأتي بأحسن منه، ولكن جئنا بأسوأ منه، ثم عارضنا عبد الكريم قاسم، على أن نأتي بأحسن منه، فجئنا بأسوأ منه، ثم عارضنا الأخوين عارف، ثم جئنا بنظام انتهى إلى نظام قاسٍ بقيادة صدام حسين.
&
اليوم داعش قضى على حزب البعث بعدما اصطف الأخير معه، وقتل من قياداته في الموصل العشرات، ولكن تاريخيًا صدام حسين البعثي هو من إجتث البعث، وليس الأميركيين، هو من حوّل البعث من منظمة عروبية يلتقي فيها المسيحي والمسلم تأسس بقيادة أورثوذكسي هو ميشيل عفلق وسني هو صلاح البيطار وزكي الأرسوزي العلوي، إلى جهاز وظيفي، وهو من يعيّن ويفصل، ثم أطلق من خلاله الحملة الإيمانية، من خلال حزب علماني، هو استغل الدين عندما وضع عبارة "الله أكبر" على العلم مع كل تقديري واحترامي للعبارة، إلا أنها استغلال للدين، ليقول أنا المسلم، وهو لم يتحدث، ويقول أنا العربي، صدام الذي كان يقود البعث في العراق، والأسد الذي يقود البعث في سوريا، طعنا بفكرة العروبة، عندما استغلا الدين للبقاء بالسلطة.. الانتماء العربي ضعف على يد من كان يدعيه.
&
فشل التيار العروبي الثاني هو من فتح الباب إلى البديل الإسلامي، لكن اليوم عندما تقول كلمة "إسلام" في بلد منقسم طائفيًا، مثل العراق وسوريا ولبنان وحتى في الخليج، يقفز السؤال: سني أم شيعي؟ علوي أم سني؟.. وبالتالي بات الإسلام السياسي معولاً يهدم ما تبقى من وحدة عرب القطر الواحد، سواء في العراق أو في سوريا.
&
النتيجة أن التيار الإسلامي طرد كل الأقليات، ودخلنا في حروب طائفية، والسؤال الذي يتوجب أن نطرحه اليوم: ما هو البديل، بعدما جرّبنا تيارًا يساريًا وتيارًا عروبيًا قوميًا وتيارًا إسلاميًا، وكل واحد منهم كان أسوأ من سابقه.
هل تعتقد أنه لا بد من جبهة اعتدال في الشارع العراقي لتردم الهوة التي وصلت إلى العمق؟
هذا الذي يتطلب من عقلاء الدول العربية أن يفكروا به جديًا، وألا يقفزوا ثانية. يجب الاستفادة من أخطاء الماضي وعدم تكرارها، لنشاهد الدول التي لم تصب بعدوى الثورات. الأردن، الإمارات، المغرب وسلطنة عمان مثلًا، هي حافظت على نموها التقليدي والتطور التدريجي وعلى استقرارها، مرض الثورية في العراق هو من أوصلنا إلى ما نحن عليه اليوم، وكما حصل في سوريا وفي ليبيا.
&
هل تعتقد أن العلمانية اليوم هي الحل في العراق؟
لم يتقدم أي مجتمع في العالم ما لم يتم فصل الدين عن السياسة، وهذا ما جرى في أوروبا، حين تم إبعاد الكنيسة. السيستاني وغيره من المراجع الدينية لا يريدون حكمًا دينيًا، وهو الذي أفتى بأن المعمّم لا يصير وزيرًا، ولا يستلم حكمًا.
&
كنت من معارضي تشكيل قائمة انتخابية شيعية، وهذا بتقديري كان موقفًا غير سليم من السيستاني، وباعتقادي هو نادم عليه، لأنه عمليًا عندما تبنى قائمة شيعية، لم يستفد منها سوى التطرف الشيعي، ساهم في خلق قائمة أخرى سنية، وهو اليوم يشعر بهذا الخطأ، ودلالة على ذلك غلق بابه في وجه الطبقة السياسية.
&
السيستاني دعا إلى التطوع لدعم الأجهزة الأمنية في ما يسمى الجهاد الكفائي، لكن ما حصل، في خطأ ثانٍ ارتكبه، أن من قفز على هذه الفتوى ميليشيات صنعتها إيران، مثل بدر وعصائب أهل الحق، المنشقة عن أتباع الصدر، الذي لديه شيء من الاستقلالية، فاستغلوا السيستاني مرة ثانية، رغم أنه عاد ليصوّب بالقول: إدعموا الأجهزة الأمنية. وهو لم يدعُ إلى إنشاء جيش بديل.
&
أنا أذكر السيستاني بإيجابية، لأن العلماني والليبرالي ليس ضد الدين، هو يحمي حقك في أن تصلّي وأن تكون مسلمًا أو مسيحيًا أو يهوديًا، لكن المتطرف الديني هو من يكفرني، اليوم نحن نخلق في العراق محاكم تفتيش تشبه تلك التي بطشت في إسبانيا.
&
هل تقول إن في الحشد فصائل تأتمر بأمر إيران ولا تستمع إلى السيستاني؟
في الحشد اليوم هناك أكثر من 40 فصيلاً، بعضها استجابت للسيد السيستاني، ونواياهم طيبة، وهم متطوعون حقيقيون، لكن في الحشد ما بين ثمانية إلى 12 فصيلاً في منتهى القساوة، لا يستمعون إلى السيستاني، بل يستمعون فقط إلى ما يقوله الولي الفقيه في طهران.
&
من هي هذه الفصائل التي تصفها بالقاسية؟
بدر وعصائب أهل الحق وحزب الله وكتائب أبي الفضل العباس وغيرهم، اليوم إيران تقول نحن درّبنا نحو 200 ألف مقاتل في المنطقة، ولا تقصد إيرانيين، بل عراقيين وسوريين ولبنانيين.. المشكلة اليوم هي كيف يلجم التطرف الإيراني.
&
هل تعتقد أن رئيس الوزراء حيدر العبادي قادر على احتواء الحشد الشعبي بعد تخمه؟
من دون شك لا.. العبادي وصل إلى الحكم في ضوء قرار أميركي بوجوب حصول مقاربة سياسية جديدة، لأن واشنطن كانت ترى أن نظام حكم المالكي هو من ساعد على خلق داعش، بعد خلقه حالة الاستغراب والنفور والكراهية عند الطرف الثاني. المعركة الحالية هي كيف تخلق الظروف لتشجع العبادي على خلع عباءة حزب الدعوة، هو أخطأ في تكريت، ومعه الأميركيون أيضًا، فتكريت عمليًا تمشي بأوامر قادة الحشد الشعبي، وتحديدًا أبو مهدي المهندس، مظاهر الرعب والخوف في تكريت درس مرير، تعلمه الأميركيون، فقالوا لا يمكن تحرير الرمادي بوجود الحشد.
&
لم يحصل زعيم عراقي على الدعم، الذي حصل عليه العبادي، لكن من يريد إضعافه هي القوى الشيعية المتطرفة، وكذلك القوى المتطرفة السنية المتمثلة، كما إن قادة الفصائل القاسية في الحشد تريد إضعاف الجيش، بعدما استعاد إرادته في الأنبار.
&
اليوم التالي... ماذا بعد داعش سؤال يطرح اليوم؟
هزيمة داعش ليست أولوية، لا الكرد ولا الشيعة ولا السنة، بل أولوياتهم هي خصوماتهم، داعش مستفيدة من تناقضات العراقيين، التحدي اليوم هو بعد استعادة الأنبار، كيف تتعامل مع الذين تعاونوا مع داعش.. بالقتل والذبح، السؤال هو كيف نحدّ من شهوة الانتقام.
&
منْ من العراقيين اليوم يدعون إلى تقسيم العراق؟
اليوم يظهر تيار لا يقول العرب السنة، بل يدعو إلى توحد سنة العراق ويقصد بهم (الكردي السني والتركماني السني والعربي السني) بزعامة كردية من طرف كردي ورعاية دولة إقليمية، وهنا أتحدث عن مسعود بارزاني وتركيا، وهو ليست لديه القدرة على كسب الاعتدال الشيعي، بل يقفز إلى المجهول.
&
من يعتقد أن إيران ستحميه، هذا ساذج حد الغباء، ومن يعتقد بإمكانية إقامة دولة سنية (من العرب والكرد والتركمان)، وهذا يطعن نفسه، لأن من يتملكه هو هاجس السلطة، وهؤلاء، إضافة إلى بارزاني، قيادات سنية، قسم منها في العملية السياسية وفي الحكومة ويلعبون بهذه الورقة.
&
العراق اليوم تحول إلى رجل المنطقة المريض، من يرثه، تركيا وإيران تفكران في ظل هذه الظروف بحماية مصالحهما، لكن الغائب هو اللاعب العربي.&المصلحة اليوم باستعادة الهوية العربية، وعلى قوى الاعتدال العربية، الأردن والإمارات ودول الخليج، أن تخاطب العراقيين كعرب العراق، ونأتي بالكردي وغيره وخلق حالة من الوئام.
&
بغير هذا الحل كيف سيكون شكل المنطقة؟
حروب مستمرة، كما حصل في إيرلندا، من يعتقد أن بيته آمن، عليه أن يعيد التفكير، اليوم انتقلت العدوى إلى الخليج، الكويت الآن تواجه أعمال تخريب وتسليح من قوى متطرفة مدعومة إيرانيًا.
&
في العراق، التغيير بيد الشيعة، لكن التعطيل بيد السنة، والقاسم المشترك الذي يجمعهما هو كلمة (عرب)، وكلمة (عراقيين) ربما تكون حالة مستقبلية اليوم وهي الهدف، لأننا عندما نريد أن نكون عراقيين، لا بد من كسر الطائفية، وكسرها يكون باستعادة الهوية العربية، وهنا يأتي دور الجيل الثالث من القوميين في العروبة القطرية.&
&
اليوم من سيطر على الحكم في العراق قوى طائفية، وليست إصلاحية، وتلك القوى غير قابلة إلا على إنتاج خصمها، فتخلى العربي السني عن عروبته وتحول إلى سني، وصارت الهوية سنية بدلًا من الهوية العربية، المطب الطائفي الذي وقع فيه العراق اليوم هو أن محاربة إيران باسم السنة تعني خدمة لإيران، عرب الخليج حاربوا إيران بالعرب السنة، فاستخدموهم كحطب في محرقة، وإيران استخدمت العرب الشيعة حطبًا في تلك المحرقة.
&
المفارقة في العراق اليوم بذكر المكون المسيحي والمكون الكردي والتركماني والأيزيدي، ولا وجود لكلمة مكون عربي.. بل هناك شيعي وسني، فيما يتوجب أن يكون هو الوتد الذي يسند الخيمة، وهناك أوتاد أخرى، وثمة تراتبية، ولكن ما حصل أن الوتد الرئيس كسر.
التعليقات