شنّ الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة هجومًا حادًا على ارتداء السيدات النقاب ،مطالبًا مجلس النواب بضرورة الإسراع في إصدار قانون يحرم النقاب في الأماكن العامة&نظرًا لظروف مصر الحالية، جاء ذلك وسط& ترحيب أزهري&وغضب سلفي واسع .


&

القاهرة: عقب صدور الحكم القضائي بتأييد قرار منع أعضاء هيئة التدريس من ارتداء النقاب داخل الجامعة ، واصل الدكتور جابر نصار هجومه الشديد على النقاب ،حيث طالب مجلس النواب بإصدار قانون يُحرم النقاب في الأماكن العامة، نظرًا لمرور البلاد بظروف سياسية وأمنية خطيرة ، ومن الضرورة البعد عن الشبهات من أجل تسهيل العمل لوزارة الداخلية في ضبط الخارجين عن القانون ،فهناك عمليات إرهابية و إجرامية تتم نتيجة ارتداء النقاب، وأضاف "نصار" في تصريحات تلفزيونية في القصر العيني تم اختطاف 4 حالات العام الماضي بسبب النقاب، مؤكدًا أن منع النقاب يُخفف بنية التطرف التي تخطف عقول وقلوب الشباب المصري وتلقي به إلى الهاوية.

تجريم النقاب
وقال رئيس جامعة القاهرة :"إن الجهة الوحيدة التي لها الكلمة العليا في إجازة ارتداء النقاب من عدمه هو الأزهر الشريف وفقًا لنص المادة السابعة من الدستور ، وهناك رأي شرعي صادرعن مجمع البحوث الإسلامية باعتبار النقاب عادة وليست عبادة ،وهذا ما اتفق عليه كبار مشايخ الأزهر الشريف، والجماعة السلفية المتشددة هي التي تتمسك بالنقاب"، مطالبًا مجلس النواب الجديد بسرعة إصدار قانون يجرم ارتداء النقاب في الأماكن العامة، مؤكدًا أن النقاب يحجب التواصل، وأن المسألة ليست دينية كما أشاع البعض؛ لأن النقاب ليس فرضًا في الدين الإسلامي، ولكنه عادة، والجهة الوحيدة التي لها حق في الرد علينا هو الأزهر الشريف.وعن قرار منع التدريس بالنقاب داخل جامعة القاهرة ،أوضح& الدكتور جابر نصار أن حكم المحكمة جاء في مصلحة العملية التعليمية فقط، وينص على أن يخلعن النقاب داخل إطار المحاضرات في المدرجات والقاعات والمعامل؛ لأنها أماكن مصونة ليس فيها عيب".

وأشار نصار، إلى أن قرار منع التدريس بالنقاب لا يخاطب المنقبات من الموظفات والطالبات، ولكن أعضاء هيئة التدريس فقط؛ لأن العلماء قالوا: "إن التدريس يحتاج إلى التواصل بلغة الوجه بنسبة 70 %".

ترحيب أزهري
في السياق ذاته رحب رجال الدين من الأزهر الشريف بطلب صدور تشريع برلماني لتجريم ارتداء النقاب في الأماكن العامة ،حيث أوضح الدكتور سليم عبد العزيز، عضو لجنة الفتوى في الأزهر الشريف ، أن لبس النقاب عادة يهودية توارثها العرب لكنها ليست عبادةً أو فرضًا. وقال ﻟ"إيلاف":" إن جمهور الفقهاء والعلماء أكدوا أن وجه المرأة ليس بعورة ، وأنه يجوز لها أن تظهر الوجه والكفين وأن أكثر من مائة& مفسرٍ أجمعوا على ذلك ، وأن ارتداء النقاب يعتبر نوعًا من التشدد الذي لا محل له ، وأن الحجاب هو الزي الإسلامي للمرأة".

وأشار سليم& إلى أن الأزهر الشريف أول من أصدر منع ارتداء النقاب داخل كليات جامعة الأزهر والمدينة الجامعية للبنات وأثناء الامتحانات مع عدم وجود رجال في تلك الأماكن.نافيًا اعتبار ارتداء النقاب بأنه حرية شخصية ،وأنه يمثل إساءة لاستخدام هذه الحرية ،خاصة إذا أسيء استخدام تلك الحرية باستغلال النقاب في القيام بأعمال إرهابية وإجرامية عقب ثورة يناير.

غضب سلفي
على الجانب الآخر، رفضت الدعوة السلفية في مصر المطالب بتجريم النقاب، وكانت البداية عند الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، الذي استنكر مطالبة البعض بمنع النقاب في الأماكن العامة في مصر نظرًا للظروف التي تمر بها - حسب زعمهم.وتسائل& نائب رئيس الدعوة السلفية في تصريحات صحافية له: "هل وصلت بنا الحال لدرجة أن تتم المطالبة بمنع النقاب في الأماكن العامة في مصر وهي دولة إسلامية؟!، في حين لم يتم منعه&في أميركا"، مؤكدًا أن البعض يريد أن تكون مصر علمانية مثل فرنسا.

مخالف للدستور
من جانبه، أكد الدكتور حامد الشربيني ،من كبار رجال الدعوة السلفية ﻟ"إيلاف" أن& الجماعة السلفية ترفض الحملة الممنهجة من جانب العلمانيين ضد النقاب ،وأن الدعوة السلفية سوف تطعن أمام الإدارية العليا على حكم منع التدريس بالنقاب داخل جامعة القاهرة ،خاصة وأن مثل هذه المطالبات تتعارض مع الدستور الذي كفل الحرية لجميع المواطنين.مشيرًا إلى أن تلك المطالب الغريبة هدفها طمس الهوية الإسلامية في مصر ،مقابل نشر العادات والتقاليد الغربية التي جاء الإسلام ليقضي عليها وليس من أجل إدخالها بلاد المسلمين، والهدف من وراء تلك المطالبات خدمة أصحاب الأجندات الخارجية.

وأوضح أن جمهور العلماء اجتمعوا في ما بينهم على قضية النقاب بأنه ما بين الوجوب والمستحب، أما من يقول إن منعه لظروف الدولة فهو كلام منافٍ تمامًا لأقوال العلماء ، متسائلا: "هل النقاب هو السبب وراء العمليات الإرهابية أم أنه فرصة للتخلص تمامًا من مظاهر الالتزام بالدين ؟، وعلى الأزهر الشريف عدم مسايرة تلك الدعوات وكذلك مجلس النواب حتى لا تكون هناك فرصة لزرع فتنة داخل مصر .