أكد معارضون سوريون بأن الحل السياسي في سوريا يبدو بعيد المنال، معتبرين بأن مصالح الدول تكمن في استمرار الحرب السورية، متوقعين بأن بفشل مؤتمر جنيف المرتقب.

بهية مارديني: يجمع معارضون سوريون على عدم وجود أفق للحل السياسي في سوريا، وذلك مع اقتراب موعد الخامس والعشرين من شهر يناير لعام 2016، الذي حددته الأمم المتحدة وموفدها إلى سوريا ستيفان دي مستورا لبدء المفاوضات، وتعتبر المعارضة أنه لا نية لدى الفرقاء الأساسيين في الحل السياسي، وأن الجميع له مصلحة في ما يحدث، فواشنطن تستنزف موسكو في سوريا، وايران تبعد شبح الثورات عن حدودها.
&
القيادي الكردي صلاح درويش، عضو الائتلاف الوطني السوري المعارض، قال لـ "ايلاف"، إنه لا يرى "أي أمل في الحل السياسي في الوقت الحالي، وتوقع "الفشل" لهذه الجولة في جنيف، مؤكدًا بأن "حجج الفشل كثيرة واجراءات بناء الثقة أصعب والروس يصرون على شروطهم".
&
وأشار الى "أن جنيف لن تكون مفاوضات بقدر ما ستكون مجرد كلام عن الوضع السوري"، &ورأى &من جانب آخر أنه "من الصعوبة أن يكون هناك من يمثل الأكراد في جنيف نظرًا لوضعهم الحالي" .
&
وكشف درويش عن عرض لستيفان دي ميستورا الموفد الأممي أن تكون المفاوضات غير مباشرة، وعن اقتراح أن يكون الوفد الذي اقترحه الروس بصفة خبراء ومستشارين يضافون الى اكثر من ستين معارضًا مشاركًا ما بين مفاوضين اصلاء واحتياطيين، قررتهم الهيئة العليا للتفاوض.
&
الادارة الذاتية
&
من جانبه، اعتبر ابراهيم ابراهيم، ممثل المركز الاعلامي لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD &في اوروبا، "ان التمثيل الكردي واضح للجميع، وهو الادارة الذاتية الديمقراطية"، وقال: "لعل المعطيات الجديدة المتعلقة بهذه القضية اثبتت صحة ذلك"، وأوضح انه يقصد بذلك الموقف الأميركي الالماني بضرورة مشاركة الاكراد في مفاوضات جنيف.
&
ووصف بعض الأكراد بانهم في اطار "الائتلاف الوطني المعادي للمشروع الديمقراطي السوري والمرتبط مباشرة بالدولة الكردية ذات الاجندات الخاصة"، كما وشدد أن الشعب الكردي لن يرضى بهؤلاء ممثلين عنه لأنهم خارج ارادة الشعب.
&
وحول اجتماعات جون كيري، وزير الخارجية الاميركي، مع المعارضة السورية في الرياض، شدد "أن أي &مشروع لحل القضية السورية يهمّش ويقصي فيه الادارة الذاتية وأحزابها لن يكتب له النجاح، لأننا أمام مشروع ديمقراطي وسط مشروعين مذهبيين والشعب السوري لن يقبل الا بمشروعنا الذي قامت الثورة من أجله".
&
احباط
&
إلى ذلك، ساد احباط حاد بعد لقاء أمس بين الهيئة العليا للتفاوض وجون كيري وزير الخارجية الاميركي، الذي قال لرياض حجاب، رئيس الهيئة العليا للتفاوض، إنهم "في حال لم يضيفوا الوفد الذي اقترحته روسيا الى وفد الرياض سيخسرون دعم حلفائهم"، وبدا هذا الاحباط في تصريحات اعضاء الهيئة الى وسائل الاعلام.
&
وكتب رياض نعسان اغا، المتحدث الرسمي للهيئة العليا، على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بعد الاجتماع، أن "قرار مجلس الأمن 2254 جدية في الشكل، وهشاشة في المضمون"، فيما قال منذر ماخوس، عضو الهيئة العليا للتفاوض، إن هناك "تراجعًا مخيفًا" في الموقف الأميركي تجاه الأزمة السورية، مفضلًا عدم الدخول في مفاوضات فاشلة إذا فشل الاتفاق على جوهر التفاوض.
&
وردًا على سؤال حول الضغوط الاميركية المصاحبة لجنيف 3 والمماثلة &لظروف&جنيف 2، حيث ضغط الاميركيون ايضا قبل حوالي عامين للذهاب الى المفاوضات وفشلت، اعتبر الاعلامي السوري ابراهيم الجبين في تصريحات لـ "ايلاف"، أن "الظروف مختلفة، وجنيف3 ليس كجنيف2، لان الهيئة العليا للتفاوض تعلم انه سيتم الضغط عليها، وهي مستعدة لذلك وأن روسيا كانت طرفًا راعيًا في الماضي، والآن روسيا بحكم احتلالها البري والجوي لأراضي في سوريا أصبحت طرفًا متضررًا أو مستفيدًا مما سيحدث في جنيف".&
&
الموقف الروسي
&
وقال الجبين: "هناك معلومات عن تغيير وشيك في الموقف الروسي، وما تم تسريبه من لقاء رئيس المخابرات العسكرية الروسية سيرغون الذي توفي مؤخرًا صحيح"، وأضاف: "لن يكون صعبًا ضم أعضاء جدد إلى وفد المعارضة. الروس يريدون عدداً أكبر يقارب النصف. وهذا لن يحدث من دون تطبيق فقرات هامة من قرار مجلس الأمن الأخير، وقف إطلاق النار جزئي أو كلي (يشمل جميع الأطراف بما فيها الروس أنفسهم) وفك الحصار عن المدن، وإطلاق سراح المعتقلين".&
&
وشدد أن "مرجعية وفد المفاوضات الحالي والموسع في حال تمت توسعته، ستكون وثائق مؤتمر الرياض، التي تنص على رحيل بشار الأسد وزمرته. وهو ما سينفجر في جنيف".
&

&