برلين: اشاد المواطنون الالمان الاثنين بثلاثة سوريين ساعدوا الشرطة على القبض على مواطنهم المشتبه بتخطيطه لتنفيذ اعتداء في حين اكتظت مواقع التواصل الاجتماعي بالانتقادات لمناهضي الهجرة.
وقالت جوليا فريك على تويتر "السوريون يسلمون ارهابيًا مشبوهًا. انا احتفل بذلك، ماذا عنك يا بيغيدا وشركائها" في اشارة الى حملة معاداة الاسلام والهجرة في مدينة دريزدين الشرقية. وانتقدت مستخدمة اخرى لتويتر حزب "البديل لالمانيا" اليميني الشعبوي الذي يشن حملة عنيفة ضد طالبي اللجوء.
وقالت فلوريان فلايد "سوري يسلم الشرطة مشتبها بضلوعه بالارهاب مقيدا - هذه هي الحماية المدنية التي ترغب بيغيدا وحزب البديل لالمانيا في الحديث عنها مطولا". وقال مستخدم اخر ممازحا ان "الاجانب يسرقون عمل الشرطة"، في سخرية من عبارة يستخدمها سياسيون مناهضون للهجرة.
بينما قال مستخدم اخر "بيغيدا وشركاؤها يخسرون بصفر، ولاجئ يحرز هدفا". وعقب ظهور انباء السبت بان الشرطة تلاحق لاجئا سوريا للاشتباه في تجميعه متفجرات في شقته في بلدة شيمنتز (شرق)، انتشرت مخاوف بان يؤثر ذلك سلبا على طالبي اللجوء.
واستقبلت المانيا في العام الماضي 890 الف لاجئ، ما تسبب في حالة استقطاب في المانيا، وتتزايد الشكوك بشان المهاجرين في الولايات الشرقية الشيوعية السابقة، مثل ساكسوني.
الا ان تلك المخاوف تضاءلت نوعًا ما الاثنين بعدما تبيّن ان ثلاثة سوريين هم من سلموا المشتبه فيه جابر البكر الى الشرطة بعدما تغلبوا عليه وقيدوه في شقتهم قبل اتصالهم بالشرطة.
وقادت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل حملة الاشادة بالسوريين، حيث اعربت المتحدثة باسمها اولرايك ديمر عن تقديرها للسوريين الذين ابلغوا الشرطة عن مكان وجود المشتبه به.
كما وصف نائب الشرطة الفدرالية سيبستيان فيدلر ذلك بانه "مؤشر ايجابي للغاية يظهر ان على الشخص ان لا يصنف جميع اللاجئين على انهم مشتبه بهم". وانتقد اخرون الشرطة لعدم اشارتها الفورية الى مساهمة المبلغين السوريين في اول تغريدة اعلنت فيها عن اعتقال المشتبه به.
وقال احد المغردين "سوريون يسلمون سوريا الى الشرطة. وشرطة ساكسوني تشيد بجهودها على تويتر". من ناحية اخرى اعرب عدد من اللاجئين السوريين عن ارتياحهم لامساك سوريين اخرين بالمشتبه به.
وقال جهاد درويش (47 عاما) الذي يعيش بجوار السوريين الذين تمكنوا من تسليم البكر "السوريون ليسوا جميعا" مثل المشتبه به. واشاد بالرجل الذي تغلب على المشتبه به وقيده وقال "انه بطل".
الشرطة الألمانية ترجّح ارتباط سوري موقوف بداعش
أعلنت الشرطة الالمانية الاثنين ان اللاجئ السوري البالغ من العمر 22 عاما الذي اوقف الاثنين بعد مطاردة استمرت يومين بشبهة الاعداد لاعتداء في المانيا، مرتبط على الارجح بتنظيم الدولة الاسلامية.
وقال قائد شرطة مقاطعة ساكسونيا يورغ مايكلس ان "طريقة التحرك وسلوك المشتبه به يدفعان الى الاعتقاد في الوقت الراهن بوجود رابط بتنظيم الدولة الاسلامية". واوضح ان المتفجرات التي عثر عليها السبت في شقة للمشتبه به في كيمنيتز (شرق) كانت "جاهزة تقريبا" للاستخدام. واضاف ان السوري كان يحضر "على الارجح حزاما ناسفا يخفيه في سترة".
وكانت الشرطة اوقفت صباح الاثنين المشتبه به بفضل مساعدة سوريين اثنين، وذلك بعد مطاردة استمرت يومين في قضية حركت مجددا الدعوات الى مراقبة اكبر لطالبي اللجوء.
وكتبت الشرطة في تغريدة "لقد نجحنا ونحن في غاية السرور: لقد تم توقيف (جابر) البكر خلال الليل في لايبزيغ" في ساكسونيا (شرق البلاد). واضافت "تلقت الشرطة معلومات مفادها ان سوريين كانا يحتجزانه في شقة". ووفقا لموقعي "شبيغل" و"بيلد" كان الشاب يختبئ وتحدث بـ"ريبة" الى سوريين في المحطة طالبا منهما اذا كان في امكانهما استضافته.
ومساء الاحد ادرك السوريان لدى استماعهما الى التعميم الذي نشرته السلطات بالعربية بالبحث عن المشتبه به، انه الشخص المطلوب من قوات الشرطة. وقاما بتقييده وتوجه احدهما الى مركز الشرطة للابلاغ عنه. واضافت الصحيفة انه لدى وصول الشرطة كان السوري الاخر يحاول تثبيت المشتبه به على الارض اثناء محاولته فك قيوده.
وتقع لايبزيغ بالقرب من مدينة كيمنيتز، حيث كان الجابر يقيم منذ اكثر من عام، وحيث عثرت السلطات السبت على متفجرات في شقته. واعربت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الاثنين "عن امتنانها للسوري الذي ابلغ الشرطة بمكان وجود المشتبه به وقدم بالتالي مساهمة حاسمة لتوقيفه".
وسينقل جابر البكر خلال النهار الى كارلسروه (غرب) مقر النيابة العامة الفدرالية المختصة بقضايا الارهاب، حيث سيوجه اليه الاتهام قبل حبسه. تقول النيابة العامة الفدرالية ان "كل الادلة تشير الى ان المشتبه به كان يعتزم تنفيذ اعتداء اسلامي". وتشير وسائل اعلام المانية عدة الى ان الهدف كان احد المطارات او "منصة للنقل".
واوردت بعض وسائل الاعلام ايضا ان المشتبه به كان على اتصال بتنظيم الدولة الاسلامية الذي دربه على صنع المتفجرات واستخدامها.
دعوات لمراقبة افضل للاجئين
تدخلت قوات الامن في وقت مبكر السبت لكن المشتبه به تمكن من الفرار قبل وصولها بقليل. الا انها عثرت في الشقة التي كان يقيم فيها على كمية كبيرة من المتفجرات. وأفاد النائب العام لمكافحة الإرهاب بأنه تم العثور على كيلو ونصف كيلو من المتفجرات داخل مسكنه في كيمنيتز.
المادة المستخدمة هي "تي آيه تي بي" التي يستعملها جهاديو تنظيم الدولة الاسلامية والتي يمكن تركيبها من مواد متوافرة في الاسواق. وهذه المادة استخدمت خصوصا خلال اعتداءات باريس في نوفمبر وبروكسل في مارس الماضي.
ويشتبه بسوري يبلغ من العمر 33 عاما عرف عنه على أنه خليل أ.، بانه كان شريكا لجابر البكر، ومستأجر الشقة في كيمنيتز، وقد وفر له المواد عبر الانترنت، ووضع شقته تحت تصرفه. وأوقف هذا الشخص خلال نهاية الأسبوع.
في هذا السياق، اعتبر وزير الداخلية توماس دو ميزيير إن ما حصل "يظهر أن أعمالا كتلك التي وقعت في فرنسا أو بلجيكا، ليست مستبعدة في ألمانيا"، مشددا على أن البلاد "لا تزال مستهدفة من الإرهاب الدولي". غير أن مدعين عامين قالوا بانه لا يوجد أي مؤشر بعد إلى أن المشتبه به كان لديه هدفا محددا.
المشتبه به طالب لجوء وصل بشكل غير شرعي الى المانيا في فبراير 2015، اي قبل اشهر عدة على تدفق المهاجرين في خريف ذلك العام. وحصل المشتبه به على وضع لاجئ في يونيو من العام نفسه. حرك مخططه النقاش حول ضرورة تشديد مراقبة اللاجئين الذين وصلوا باعداد كبيرة في العام الماضي الى المانيا في اطار سياسة الانفتاح التي انتهجتها انغيلا ميركل في 2015.
وطلب احد المسؤولين في الحزب المحافظ للمستشارة الاثنين "السماح لاجهزة الاستخبارات بالاطلاع على بيانات" طالبي اللجوء وهذه ليست الحال حاليًا. ايده ستيفان ماير المسؤول عن فرع الحزب في بافاريا بالقول "على اجهزة الاستخبارات الخارجية والداخلية المشاركة بشكل اكبر في عمليات الاستجواب والتدقيق في هويات المهاجرين".
الا ان مسؤولا في نقابة الشرطة سيباستيان فيدلر قال ان توقيف المشتبه به من قبل سوريين اخرين يثبت بانه لا يمكن وضع كل المهاجرين في خانة واحدة. وقال "انه اشارة ايجابية جدا تدل على انهم ليسوا جميعا موضع شكوك". وشهدت المانيا اعتداءين في يوليو نفذهما لاجئون، وتبناهما تنظيم الدولة الاسلامية، بينما افشلت السلطات اعتداءات اخرى في الاشهر الاخيرة.
التعليقات