يشتهر مذيع التليفزيون الروسي ديمتري كيسليوف بمهاجمة الغرب. ويطلق عليه منتقدوه "مسؤول دعاية (بروباغندا) الكرملين". ومثل الكثير من كبار المسؤولين الآخرين في روسيا أدرجه الغرب على قائمة العقوبات السوداء. لكن التهديدات التي وجهها إلى الولايات المتحدة في الحلقة الماضية من برنامجه "نيوز أوف ذا ويك" كانت درامية على نحو خاص، حتى بالنسبة له. وقال في رسالة التهديد إن "السلوك الوقح" تجاه روسيا ربما يكون له تداعيات "نووية". واستعان مقدم البرامج الشهير بمثل روسي معروف يقول "يستغرق الروسي وقتا طويلا في سَرج الحصان، لكنه يمتطيه سريعا". وقصد بكلمته "يمتطيه سريعا" الإشارة إلى سلسلة من الانتشار العسكري الروسي الأخير. ففي الأسبوع الماضي، أرسلت روسيا إلى البحر المتوسط ثلاث سفن حربية من أسطول البحر الأسود، مزودة بصواريخ كروز يمكنها حمل رؤوس نوية. كما نشرت روسيا صواريخ اسكندر-إم ذات القدرات النووية بالقرب من الحدود مع بولندا، وقررت تعليق ثلاث اتفاقيات نووية مع الولايات المتحدة. وأعلنت روسيا أيضا إرسال 5000 جندي للمشاركة في تدريبات عسكرية مشتركة مع مصر. وأكد كيسليوف على أن العلاقات الأمريكية الروسية شهدت "تغيرا جذريا" خلال الأيام الأخيرة. وقال إن روسيا تحركت بسبب "الحديث الصاخب" في واشنطن عن تنفيذ "خطة بديلة" في سوريا. وأضاف "يعلم الجميع ماذا تعني هذه الخطة.. قوات عسكرية مباشرة في سوريا ضد قوات الرئيس بشار الأسد والجيش الروسي". وفي واشنطن، قالت الإدارة الأمريكية الأسبوع الماضي إنها تواصل المباحثات الداخلية حول خيارات "غير دبلوماسية" فيما يتعلق بالحرب في سوريا. وخلال البرنامج التليفزيوني الروسي، حذر متحدث باسم وزارة الدفاع الروسية القاذفات الأمريكية من استهداف الجيش السوري. وتحدث كيسليوف بصراحة أكثر وأوضح، قائلا "سوف نسقطها". هل هذا جرأة؟ أو خداع؟ أم هناك بالفعل خطر حقيقي من مواجهة عسكرية مباشرة بين روسيا والولايات المتحدة؟ مؤخرا، تحدث العديد من الصحف الروسية علنا عن احتمال اندلاع مثل هذه الاشتباكات. وفي الأسبوع الماضي، علقت صحيفة ازفيستيا بالقول "هناك سبب وراء نشر روسيا منظومة الدفاع الجوي الصاروخية إس-300 في سوريا". وأضافت "روسيا مستعدة لاستخدامها، ولن يشعل هذا حربا عالمية. أسقطنا من قبل طائرات أمريكية في فيتنام وكوريا (إبان الحقبة السوفيتية). فلاديمير بوتين تحدث بوضوح عن أن روسيا لن تقدم مزيدا من التنازلات في سوريا". ومن جهته، حذر فيودور لوكيانوف، رئيس تحرير صحيفة "روسيا في الشؤون الدولية"، من أن "هذا الموقف هو الأشد خطورة منذ الحرب الباردة". وإبان الحرب الباردة، كانت المواجهة مبنية على أساس وجود "خطوط حمراء". لكن اليوم لا توجد مثل هذه الأسس. "أغلب التوقعات تشير إلى عدم وجود رغبة في حدوث صدام كبير بين روسيا والولايات المتحدة، لكن هكذا يكون الأمر عندما تحدث تداعيات غير مقصودة". في نظر البعض فإن ما تقوم به روسيا مجرد رد فعل للعدوان الغربي. ويعتقد الجنرال المتقاعد يفغيني بوجينسكي أن"هناك حملة لضرب روسيا في كل مكان ممكن". ويستشهد بالعقوبات الغربية ضد موسكو وكذلك حظر مشاركة روسيا في دورة الألعاب البارالمبية بسبب مزاعم المنشطات. وأضاف "بالطبع هناك رد فعل. بقدر ما تراه روسيا وكما يرى بوتين فإنها مواجهة شاملة على جميع الجبهات. إذا كنت ترغب في المواجهة، سوف تحصل عليها". ويشدد على أن "تلك المواجهة ستلحق ضررا بمصالح الولايات المتحدة. إذا أردت مواجهة، سوف تحصل على واحدة في كل مكان".
- آخر تحديث :
التعليقات