يفتتح في باريس اليوم أول مركز لتعاطي المخدرات الممنوعة بالحقن تحت إشراف طبي قرب محطة غار دو نور في العاصمة الفرنسية، حيث يكثر هناك متعاطو المخدرات الذين يحقنون أنفسهم بها على الملأ.

إيلاف من باريس: في سابقة من نوعها في فرنسا، تدشن باريس "مركز تعاطٍ"، ليكون بمثابة ملاذ آمن لمدمني المخدرات كي يحقنوا أنفسهم تحت إشراف طبي.

بدائل أقل ضررًا
يشارك في افتتاح المركز عمدة باريس آن هيدالغو ووزيرة الصحة الفرنسية ماريسول تورين. وهذا المستشفى موجود بالقرب من محطة "غار دو نور" للقطارات في شمال باريس، وهي محطة مزدحمة تجري في محيطها جرائم مرتبطة بالمخدرات.

سوف يستبدل المدمنون في "جناح التعاطي" مخدرات شديدة التأثير، مثل الهيروين والكوكايين، ببدائل وأدوات حقن مُعقّمة. ويخشى منتقدون أن تؤدي هذه الخطوة إلى زيادة تعاطي المخدرات. وقالت وزيرة الصحة ماريسول تورين إن فرنسا هي الدولة العاشرة التي تؤسس أجنحة للمخدرات، وهو ما بدأته سويسرا في عام 1986. وهناك خطط لإنشاء مركزين آخرين، في ستراسبورغ في شرق فرنسا وبوردو في جنوب غرب البلاد.

مقصورات للتعاطي تستضيف المدمنين قبل توجههم إلى أجنحة للاسترخاء

وقالت تورين "إنها لحظة مهمة في المعركة ضد آفة الإدمان". إحدى الحجج الرئيسة وراء إنشاء مثل هذه الأماكن هي وضع المدمنين، الذين يكونون في الغالب من الفقراء والمهمشين والمرضى، بالقرب من الأطباء والاختصاصيين الاجتماعيين، الذين يمكنهم مساعدتهم.

خفض التداعيات
يؤدي استهلاك العقاقير البديلة في بيئة نظيفة إلى خفض المخاطر التي يواجهها المدمنون من المخدرات الملوثة التي يشترونها من تجار المخدرات. أنشئ هذا الجناح في مستشفى "لاري بوازير"، ولها مدخل منفصل، ومن المتوقع أن يتردد عليها نحو 200 شخص يوميًا.

سيضطر المدمنون إلى تسجيل بياناتهم، لكنهم لن يكونوا ملزمين بكشف أسمائهم الحقيقية. ولن يتم تعقبهم من جانب الشرطة.

يتضمن المركز عشر مقصورات، لضمان قدر من الخصوصية للمدمنين أثناء التعاطي. تدير المركز منظمة "غايا"، وهي منظمة تساعد على علاج المدمنين. ويتوقع أن تبلغ تكلفة التشغيل نحو 1.2 مليون يورو سنويًا. من بين أبرز معارضي هذه الخطوة السياسي البارز في الحزب الجمهوري فيليب غوجون، الذي يخشى من أن تُقوّض هذه المبادرة جهود مكافحة تجارة المخدرات شديدة التأثير.

معارضة للمشروع
وقال غوجو لصحيفة لو فيغارو الفرنسية: "نحن ننتقل من سياسة تخفيض المخاطر إلى سياسة جعل المخدرات أمرًا شرعيًا ويوميًا. الدولة تقول: لا يمكنك تناول المخدرات، لكننا سنساعدك على فعل ذلك على أية حال".

ووفقًا لبيانات لوزارة الصحة الفرنسية تعود إلى عام 2011، فإن أكثر من 10 في المئة من متعاطي المخدرات في فرنسا مصابون بفيروس الإيدز، وأكثر من 40 في المئة منهم مصاب بفيروس التهاب الكبد الوبائي "سي". وتعد إبر الحقن الملوثة والعلاقات الجنسية غير الآمنة سببًا رئيسًا وراء انتقال الفيروسات.

وتوجد مراكز للمخدرات بصفة رسمية في دول أوروبية عديدة، من بينها سويسرا وهولندا وألمانيا والدنمارك وإسبانيا، وكذلك في كندا وأستراليا.