باريس: يعقد رؤساء روسيا وفرنسا واوكرانيا والمستشارة الالمانية قمة الاربعاء في برلين حول عملية السلام في اوكرانيا، ستكون الاولى منذ عام وسط اجواء من التوتر بين الغرب وموسكو بشأن سوريا وبعض الانفراج بين روسيا واوكرانيا.
وبعد مفاوضات تجري منذ ايام ولم تكن نتيجتها مؤكدة، اعلن في نهاية الامر الثلاثاء عقد اللقاء بين فلاديمير بوتين وفرنسوا هولاند وبترو بوروشنكو وانغيلا ميركل الاربعاء في برلين.
لكن لا يتوقع احراز اي تقدم عملي اذ ان غياب الثقة بين الاطراف كبير بل تفاقم بين الروس والغربيين بسبب النزاع السوري.
ولم يتحقق اي تقدم لتسوية النزاع بين القوات الاوكرانية والمتمردين الموالين لروسيا منذ اشهر. وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت ان هدف قمة الاربعاء هو "تحقيق تقدم بشأن القانون الانتخابي وحول وضع دونباس" لتجري الانتخابات المحلية فيه.
لا تفاؤل
اضاف آيرولت "نتقدم لكن ما زالت هناك مسائل تتعلق بالبرنامج الزمني والامني. هناك مقاومة من قبل اوكرانيا التي لا تشعر بالثقة". وهذا التفاؤل المحدود غاب عن تصريحات المسؤولين الروس والاوكرانيين التي تلت الاعلان عن الاجتماع.
فقد صرح الرئيس الاوكراني انه "لا يتوقع الكثير من هذا اللقاء" الرباعي. وقال "هل انا متفائل؟ نعم انا متفائل بمستقبل اوكرانيا لكن للاسف لست على هذه الدرجة من التفاؤل لاجتماع غد. لكن ساكون سعيدا اذا كذبتني" الوقائع. واكد بوروشنكو ان "السلام في اوروبا مرتبط ببوتين حصرا".
وقد اثار سخط الرئاسة الروسية بعدما قال على موقع الرئاسة الاوكرانية ان لقاء برلين يهدف الى "دفع روسيا الى تطبيق اتفاقات مينسك".
وقال ديمتري بيسكوف الناطق باسم بوتين ان "هذه الصيغة تثبت الى اي درجة لا تنوي اوكرانيا فيها تنفيذ واجباتها". واضاف "نعرف حول هذه النقطة ان الوضع غير واضح وحاليا لا تفعل كييف شيئا".
لكن الدول الاربع تتفق على ان لا بديل من الاتفاقات التي وقعت في مينسك.
وتشهد اوكرانيا منذ اكثر من سنتين نزاعا بين القوات الحكومية والمتمردين الموالين لروسيا في شرق البلاد. وتقول كييف ان موسكو تقدم دعما عسكريا لهؤلاء لكن روسيا تنفي ذلك.
واسفر النزاع عن سقوط اكثر من 6900 قتيل منذ اندلاعه في نيسان/ابريل 2014. وعلى الرغم من اعلان وقف اطلاق النار مرات عدة، تجري مواجهات باستمرار على طول خط الجبهة.
وسيناقش القادة الاوروبيون الـ28 مساء الخميس علاقاتهم مع روسيا في اطار الملف الاوكراني وكذلك السوري.
واثارت مشاركة الطيران الروسي في قصف الاحياء الشرقية التي تسيطر عليها فصائل المعارضة في حلب بشمال سوريا، مع طائرات نظام الرئيس بشار الاسد، ادانة شديدة من قبل الاتحاد الاوروبي وخصوصا فرنسا ما تسبب بتوتر مع موسكو.
ولم يتجاوز الاوروبيون حد التلويح بامكان فرض عقوبات على روسيا التي يخضع عدد من المقربين لرئيسها لاجراءات تقييدية فرضها الاتحاد الاوروبي من حظر اقامة وتجميد ممتلكات اثر اندلاع النزاع الاوكراني وضم شبه جزيرة القرم في 2014.
وقال مصدر دبلوماسي ان دولا عدة بينها المجر واليونان تبدي تحفظات على اتخاذ مثل هذه الاجراءات ضد روسيا.
"جرائم حرب"
دان الاتحاد الاوروبي بشدة الاثنين روسيا لتسببها في "معاناة لا توصف" من خلال حملة القصف على مدينة حلب السورية، مشيرا الى ان الغارات الجوية التي تشنها موسكو ودمشق قد ترقى الى مستوى "جرائم الحرب".
وقال وزراء خارجية الاتحاد في بيان عقب محادثات في لوكسمبورغ "منذ ان بدأ النظام وحلفاؤه، خصوصا روسيا، الهجوم اصبح من الواضح ان كثافة القصف الجوي على شرق حلب مفرطة في قوتها".
الا ان روسيا اعلنت الثلاثاء وقف غاراتها في مدينة حلب في "بادرة حسن نية" وللسماح باجلاء المدنيين من الاحياء الشرقية في هذه المدينة التي تتعرض لقصف كثيف منذ شهر.
وياتي قرار موسكو المفاجىء بعد ليلة دامية في مدينة حلب، تخللها غارات كثيفة على الاحياء الشرقية تحت سيطرة الفصائل، تسببت بمقتل خمسة اشخاص على الاقل من عائلة واحدة، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.
وفي هذه الاجواء قال وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير في بداية أكتوبر ان المرحلة الحالية "اخطر" من فترة الحرب الباردة لان "موسكو وواشنطن كانتا تعرفان الخطوط الحمراء لكل منهما وتحترمانها".
وتشهد العلاقات بين القوتين العظميين توترا منذ فشل هدنة في سوريا تم التفاوض حولها الشهر الماضي. واخيرا، تعقد قمة برلين بينما تشهد العلاقات بين بوتين وهولاند فتورا.
وقد الغى بوتين زيارة كانت مقررة الاربعاء لباريس بعدما تساءل الرئيس الفرنسي عن جدوى لقاء معه بسبب "جرائم الحرب" التي يرتكبها النظام السوري في روسيا.
التعليقات