كركوك: مع أول خيوط الفجر، استيقظ حيدر عبد الحسين على صرخات وهتافات واطلاق نار قرب منزله في جنوب مدينة كركوك، وعندما نظر الى الخارج، شاهد عشرات الجهاديين المسلحين في الشارع.
وتحولت المدينة التي لم يسبق لتنظيم الدولة الاسلامية أن دخل إليها الى ميدان قتال بين الجهاديين وقوات الامن.
وقال حيدر عبد الحسين (35 عاما)، وهو مدرس، لوكالة فرانس برس "عند فجر اليوم، شاهدت عناصر داعش يقتحمون مسجد المحمدي في حي تسعين" في جنوب المدينة.
واضاف "قاموا ب+التكبير + واطلاق عبارات +دولة الاسلام باقية+ عبر مكبرات الصوت" في المسجد.
وشاهد مراسل فرانس برس في كركوك تسعة جهاديين بلحى طويلة ويرتدون لباسا على الطريقة الافغانية بألوان الصحراء ويضعون قبعة او وشاحا على رؤوسهم، ويحملون أسلحة رشاشة وقنابل يدوية، يمرون في شارع آخر. وكانوا يتقدمون كمجموعة واحدة على جانبي الطريق.
وتعرضت مناطق متفرقة من مدينة كركوك لهجمات متفرقة من عشرات عناصر تنظيم الدولة الاسلامية فجرا، بحسب ما اكدت مصادر امنية ومحلية وبيانات للتنظيم المتطرف ومراسل لوكالة فرانس برس.
واستهدفت الهجمات مقرات امنية وحواجز ودوريات لقوات الامن في المدينة، وفقا للمصادر الامنية.
ويثق الامنيون بامكان دحر الهجوم نظرا لعدم تمكن الجهاديين من الوصول بعجلات مفخخة او مدرعة الى المدينة، لكنهم لا يخفون قلقهم.
ــ السكان يحاولون الهرب ــ
ويقول الامنيون ان منفذي الهجوم هم من الذين يطلق عليهم اسم "الانغماسيين"، اي الذين ينفذون هجمات مسلحة ويرتدون احزمة ناسفة لتفجير أنفسهم كخاتمة للهجوم.
وبادرت القوات الامنية مع وقوع الهجوم الى فرض حظر تجوال في المدينة التي بدت شوارعها خالية تماما على الفور، فيما انتشرت فيها قوات الامن التي فرضت كذلك اجراءات مشددة حول المقار الحكومية والامنية، وفقا لمراسل فرانس برس.
ونقلت قنوات تلفزيونية محلية صورا من شوارع المدينة شوهد فيها انتشار لقوات الامن وحرائق وكانت تسمع في الخلفية اصوات اطلاق النار.
وذكر سكان ان اطلاق النار واصوات الانفجارات كانت متواصلة بعد 12 ساعة على بدء الهجوم.
وقالت ايثار خليل، الطالبة في جامعة كركوك (19 عاما)، في اتصال هاتفي مع فرانس برس "الشوارع خالية تماما ولا توجد اي حركة نقل ونحن في حيرة ونشعر بخوف ونريد الهرب".
واضافت ايثار "خرجنا مع صديق لوالدي ونحاول التوجه الى اربيل"، كبرى مدن اقليم كردستان الشمالي.
وقتل، بحسب الشرطة العراقية، ستة عناصر من الشرطة و12 جهاديا في الاشتباكات التي تلت الهجوم.
وقال ضابط في الشرطة ان عناصر تنظيم الدولة الاسلامية "يتحصنون" في ابنية في احياء في جنوب المدينة.
واوضح مصدر امني ان قوات امنية تحاصر منزلا في منطقة الدوميز يوجد فيه "ثلاثة الى خمسة من عناصر داعش".
وقال العقيد اركان حمد من شرطة كركوك ان "قواتنا حريصة على انهاء الجيوب التي تتواجد فيها عناصر داعش قبل مساء اليوم"، مشيرا الى ان "رصاص قناصة داعش يعرقل عملية حسم الاشتباكات".
وذكر المصدر الامني ان مجموعة اخرى من المسلحين اختبأت داخل فندق "الجهاد" في وسط المدينة في محاولة لمواصلة المواجهات اطول فترة ممكنة.
التعليقات