إيلاف من بيروت: يستفيق اللبنانيون اليوم على أمل جديد في إنهاء الصراعات الداخلية مع انتخاب الجنرال ميشال عون رئيسًا للجمهورية، ويتوقع البعض مستقبلاً مشرقًا في كافة المعضلات الإقتصادية والحياتية، ولطالما شغل موضوع الشغور الرئاسي الإعلام اللبناني بكافة أطيافه، فإنطلقت افتتاحية صحيفة السفير اليوم&31 اوكتوبر&2016 للكاتب طلال سلمان بعنوان ميشال عون «الخامس».. الرئيس 13 للجمهورية&تحدث فيها عن بداية الجنرال عون، والذي سيصبح الرئيس الثالث عشر للجمهورية، قائلاً: "ولقد بدأ «الجنرال» قائداً للجيش، ثمّ رئيساً لحكومة بتراء شكّلها رئيس الجمهورية الذي ظل يأمل التمديد حتى اللحظة الأخيرة من الساعة الأخيرة من اليوم الأخير من ولايته في القصر الجمهوري... وقد استقال ثلاثة من أعضائها ـ وهم أعضاء المجلس العسكري ـ فور إذاعة المراسيم منتصف ليل 22&أيلول 1988.. لكن العماد عون استمر على رأسها".
&وعدد الكاتب الشخصيات التي عرفها اللبنانيون عن الجنرال عون على امتداد ثلاثين سنة، الأولى قائد الجيش الذي اختاره رئيس الجمهورية المنتهية ولايته أمين الجميل في عام 1988 رئيساً لحكومة عسكرية رفض نصف أعضائها أن يكونوا فيها، فعاش اللبنانيون مرحلة مختلفة من الحرب الأهلية في ظل حكومتين، والثانية: «بطل حرب التحرير» عندما قرر شــن «حــرب التحرير» لإجلاء القوات السورية من لبنان، والثالثة: شخصية «البطل» العائد الذي حظي في السابع من أيار 2005، باستقبال جماهيري كبير، وذلك غداة الانسحاب السوري من لبنان، إثر زلزال اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وولادة حركة «14 آذار» التي شكل جمهوره عمودها الفقري في ساحة الشهداء، والرابعة: مرحلة الإنجاز التاريخي بعقد اللقاء الاستثنائي بين العماد عون والأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله، في كنيسة مار مخايل، في السادس من شباط 2006.
الحريري...بطل التحول
&وطرح الكاتب العديد من التساؤلات وصفها بالخطيرة ستملأ الطريق من المجلس النيابي، الذي سيصوت بأكثريته للجنرال بعد افتقاد البديل، وربما سيعطي ثقته غداً للشريك الرئاسي سعد الدين رفيق الحريري الذي يمكن اعتباره «بطل التحول» والصوت المرجح لترئيس عون، وأضاف: "ما هي قواعد التعايش بين عون الحليف التاريخي لـ «حزب الله» وسعد الحريري، خصمه التاريخي وحتى اليوم؟ كيف ستشكل الحكومات.. بين الجنرال عون والرئيس نبيه بري، الذي أهملت استشارته من قبل في التفاهم المــستجد، أو خلاله؟
وكيف ستكون «حكومة الإبراء المستحيل» التي ستواجه من الصعوبات والعقبات ما يعطل تشكـيلها في انتظار إتـمام «الصفقة» بضــم أطـراف أساسيين إليها؟.. وهل يمكن أن تنشأ ـ مرة أخرى ـ عقبة التمثيل الشيعي، والبيان الوزاري للحكومة الجديدة وكيف يمــكن أن تحل، ولا وسيط نزيهاً يتولى تأمين التلاقي، ولو عن بعد! ومن هو هذا الوسيط النزيه وكلا الرئيسين مستعجل إلى أقصى حد في تسلّم الرئاسة ومباشرة المسؤوليات لأنه لا يتحمل الانتظار.. والذريعة جاهزة: البلاد بحاجة إلى استقرار وإلى حكم فاعل يواجه المسؤوليات الخطيرة التي لا تنتظر، بينما يتهدد البلاد الخراب..
وعن العلاقات العربية قال سلمان:" ثمّ إن العلاقات العربية لكل من الطرفين لا تتقاطع إلا نادراً: فالسعودية التي تصرفت وكأنها عراب الرئاسة لا تعرف الجنرال كفاية، ولا تكفي زيارة الوزير السعودي الذي عرفه لبنان رجل استخبارات لكي تبعث على الاطمئنان إلى «حرارة» هذه العلاقات مستقبلاً، وبالتالي تدفق المليارات على الخزينة الفارغة، وختم بالقول: "لننتظر ميشال عون «الخامس»، في الأشهر والسنوات المقبلة، فماذا بمقدور الرئيس الثالث عشر للجمهورية أن يصلّح في نظام أثبت أنه أقوى من أن يُقهر؟”
"عون راجع" الى بعبدا
وعنونت النهار “ "عون راجع" إلى بعبدا... وبرّي ينتظر "العرض" الحكومي، استهلت الصحيفة مقالها بالقول:" يعود العماد ميشال عون اليوم الى قصر بعبدا الذي كان يحلو له تسميته بيت الشعب، بعد خروجه القسري منه العام 1990 تحت وابل من قذائف الجيش السوري الذي اقتحم القصر ووزارة الدفاع وقتل من قتل وأسر آخرين، بعضهم لم يعرف مصيره بعد".
وتطرقت الى& نتائج "البوانتاجات" الاخيرة التي اجرتها شركة "ستاتيستكس ليبانون" ان عدد الاصوات التي سينالها العماد ميشال عون في جلسة الانتخاب سيلامس الـ91 صوتاً، بعدما أعلن حزب البعث والحزب الديموقراطي اللبناني تأييدهما له. وحضر ليلاً النائب عقاب صقر للمشاركة في جلسة الانتخاب بعد غياب تجاوز السنوات الخمس. في المقابل، سيراوح عدد الأوراق البيضاء حول 35 بعدما طلب النائب سليمان فرنجية من مؤيديه الاقتراع بورقة بيضاء، الامر الذي يخلط النتائج بين مؤيد له ومعترض على الترشيحين أو على الآلية المتبعة أو على الخط السياسي. وفيما تردّد أن موقف الورقة البيضاء جاء بعد لقاء جمع فرنجية والسيد حسن نصرالله، نفت مصادر في الحزب حصول هذا اللقاء".
وكشفت النهار في مقالها:" أن حزب الله أبلغ عون انه "سيكون محرجاً جداً في المضي بالموضوع الحكومي من دون بري"، وتمنى على الرئيس العتيد التفاوض مع رئيس المجلس على الحقائب "ولو على حساب الحزب كما حصل مراراً للمحافظة على التضامن الشيعي وعدم اثارة مشكلات في شارعه".
"الإثنين الأبيض"
من جهتها، عنونت الديار “الجمهوريّة تستعيد «رأسها»: عون رئيساً من الدورة الأولى”،&عرضت فيه الإحتفالات التي ستعم لبنان اليوم بإنتخاب رئيس الجمهورية، وسألت:” فهل يكون عهد العماد عون على قدر آمال اللبنانيين ام تكراراً للتجارب السابقة؟ وتطرقت الى كلام بري امس الذي قال: «لم ولن اعطل النصاب، وقد ابلغت العماد ميشال عون بذلك على عكس ما لجأ غيرنا»، واضاف: "سأقترع انا وكتلتي بورقة بيضاء بناء لرغبة النائب سليمان فرنجية، وحول مرحلة ما بعد الانتخاب، قال بري: بعد عملية الانتخاب سيكون هناك موضوع الحكومة وسأنتظر الاتصالات معي، وماذا سيعرض علينا وعندئذ نقرر المشاركة او لا، وتابع: «كما قلت سأعارض متى ارى أن هناك واجباً للمعارضة، ولن اعارض على طريقة «قوم لأقعد محلك".
ونشرت المستقبل خبرًا بعنوان: "الإثنين الأبيض": نهاية عهد الشغور، وأظهرت الصحيفة تفاؤلها بالمرحلة القادمة حين قالت:” يحلّ «الاثنين الأبيض» حاملاً معه بشائر أمل ورجاء بقيامة وطنية ترفع بلايا التعطيل عن الجمهورية وتعيد مؤسساتها إلى سكة العمل والانتاج”، وأضافت:” كاد يسقط النظام والانتظام العام لولا أن نجحت أخيراً مبادرات الرئيس سعد الحريري المتتالية في رسم خارطة طريق إنقاذية تحرّر رأس الجمهورية وتحفظ دستور الطائف وتحيّد لبنان الرسمي عن الحريق السوري”.
ميزان الربح والخسارة
وجاء في مانشيت صحيفة الجمهورية:” إنتخاب عون رئيساً اليوم... وتكليف الحريري هذا الأسبوع”، وعرضت الصحيفة في مقالها جمله من الصفحات سيواجهها العهد الرئاسي الجديد ابرزها:” صفحة التأليف بما فيها من مطبّات وعقد وحواجز وتعقيدات قد تجعل من تشكيل الحكومة الجديدة أمراً شديد الصعوبة وبعيد المنال، وقد يستغرق أشهراً، والطامة الكبرى إن استهلك الوقت وانقضَت الفترة الممتدة من الآن وحتى ايار المقبل. معنى ذلك انّ المأزق الحكومي سيتعمّق اكثر ويتعرّض التكليف لضربة معنوية شديدة القساوة"،&
وتطرقت الصحيفة الى ميزان الربح والخسارة، حيث يستطيع عون ان يقول «أنا الرابح الاول بوصولي الى رئاسة الجمهورية». وفي الميزان نفسه يستطيع «حزب الله» ان يقول «أنا الرابح الاساس إذ أوصلت مرشحي الى الرئاسة وفرضتُ على الآخرين الانضمام الى ضفة ترشيح عون»، وفي الميزان نفسه، يستطيع الحريري ان يقول «أنا رابح ايضاً إذ عدت الى رئاسة الحكومة على صهوة تفاهم صلب (غير منظور لا من حيث الهوية ولا من حيث الشكل ولا من حيث الجهات الراعية له او الشريك فيه)، بعدما أُخرجت من هذه الرئاسة عنوة قبل نحو خمس سنوات»، ويستطيع رئيس حزب «القوات» سمير جعجع ان يقول ايضاً «أنا ربحت لأنني شكّلت ظهيراً قوياً وسنداً للرئيس عون».
وسألت: “كيف سيتم «تقريش» هذا الربح؟ هل بحكومة سريعة؟ ربما. إنما الشيطان ما زال كامناً في العناوين والتفاصيل والنيّات وهذا ما يطرح علامات استفهام وغموض حول مرحلة ما بعد الانتخاب التي تبدو مطروحة على احتمالات متساوية بين السلبية والايجابية”.
"عون راجع"
&ونشرت صحيفة الأخبار في الصفحة الأولى صورة للجنرال عون رافعًا علامة النصر كتب عليها” عون رجع”، وكتب إبراهيم الأمين في مقاله الطائف ـ ٣:” ميشال عون متمرداً، أو منفياً، أو معزولاً، أو منبوذاً، أو كل ما شاء الآخرون من صفات، لم تحل دون إعادة الوصف الذي ناضل لأجله، واستحقه، وهو ميشال عون رئيساً!”، وأضاف الأمين:” إذا كان الفرح قد استولى على قسم غير قليل من اللبنانيين، فإن الحزن والكدر يكاد ينال من الآخرين. وهو انقسام. كان قائماً، بذات الأرجل والأقوام، في 1990 و1995 و2001 و2008 و2014. ومن تخنه الذاكرة، فليُعد الشريط، فيجد أن اللاعبين هم أنفسهم، والملعب هو نفسه.
&وعرض الكاتب&أبرز المحطات السياسية في تاريخ لبنان قائلاً:” ومع اندلاع الأزمة السورية، تبين للجميع أن الطائف بنسخته الثانية لم يكن ليشكل حلاً لمعضلة التمثيل السياسي في لبنان. ولم يكن نسف العلاقات مع سوريا، إلا المدخل لاستخدام لبنان ممراً للتآمر على سوريا. يومها قرر مسلمو أميركا والسعودية استبدال العروبة البعثية والناصرية، بالعروبة الوهابية، ظناً أنهم في ذلك يحمون ظهر لبنانهم. ومنذ ذلك التاريخ، سقطت النسخة الثانية من اتفاق الطائف بعدما فقد عناصر الضمانة الخارجية له، قبل أن تندلع أكبر أزمة سياسية داخلية في لبنان. كان الثابت الوحيد فيها، رغبة الإسلام السياسي الذي قام مع «الطائف – 1» وتعزز مع «الطائف – 2» في الإبقاء على تركيبة السلطة وفق المبدأ الذي يجعل التمثيل المسيحي فيها على شاكلة ميشال سليمان... لكن على الأرض، كانت الصورة تتوضح أكثر لمصلحة مركز التمثيل الحقيقي للمسيحيين. حتى انسحاب سمير جعجع، ولو كان تكتيكياً، باتجاه العماد عون، كشف عمق أزمة النظام السياسي في لبنان. وصار البديل، إما ثورة كاملة تنتج نظاماً مختلفاً، وإما تسوية تفتح الباب أمام محاولة جديدة لإدارة الأزمة تحت عنوان «الطائف – 3».
&
&
&
التعليقات