آثينا: وصل الرئيس الاميركي باراك اوباما الثلاثاء الى اثينا المحطة الاولى من آخر جولة رسمية له قبل ان يغادر البيت الابيض، سيحاول خلالها طمأنة محادثيه القلقين بعد الفوز المفاجئ للجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية.

وحطت الطائرة الرئاسية "اير فورس وان" بعيد الساعة 8,30 ت غ في اثينا حيث كان في استقبال اوباما وزير الدفاع اليوناني بانوس كامينوس الذي يتزعم ايضا حزب "اليونانيين المستقلين" (انيل) الذي يشارك في التحالف الحكومي.

وسيتوجه اوباما الى القصر الرئاسي للقاء رئيس الجمهورية بروكوبيس بافلوبولوس. ويعد ذلك سيجري محادثات مع رئيس الوزراء الكسيس تسيبراس قبل ان يعقدا مؤتمرا صحافيا مشتركا.

والرئيس الرابع والاربعون للولايات المتحدة كان يتوقع على الارجح طابعا مختلفا لجولته الوداعية لاوروبا بعدما امضى ثماني سنوات في السلطة.

لكن دونالد ترامب سيكون ماثلا في اذهان الجميع، ومعه سلسلة تساؤلات حول توجه الولايات المتحدة في عهده بشأن عدد من الملفات الدولية الكبرى من الاتفاق حول المناخ الى الاتفاق حول الملف النووي الايراني.

 وخلال مؤتمر صحافي الاثنين، سعى اوباما الى الطمأنة مشددا على ان الغاء او اضعاف هذه النصوص ليس بالامر السهل.

وفي يوم محمل بالرموز، سيزور اوباما الاربعاء موقع الاكروبول ثم سيلقي خطابا حول تحديات العولمة سيكون لها في مهد الديموقراطية، وقع خاصا مع صعود الحركات الشعبوية على ضفتي الاطلسي.

وهي اول زيارة لرئيس اميركي الى اليونان منذ 17 عاما. وكان بيل كلينتون زار اثينا في 1999.

وقال الناطق باسم الحكومة اليونانية ديمتريس تساناكوبولوس في مقابلة مع صحيفة "افغي" اليونانية ان زيارة اوباما "بناءة في عدة جوانب وستساهم في دفع حل دائم وعادل لمشكلة الدين الويناني قدما".

واكد ان "الزيارة تأتي في مرحلة حاسمة" في اوج قضية الهجرة وبينما ما زالت قبرص مقسمة.

وبعد اليونان، سيتوجه اوباما الى المانيا للقاء المستشارة انغيلا ميركل. وخلال هذا التوقف في برلين، سيلتقي ايضا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي وكذلك رئيس الحكومة الايطالي ماتيو رينزي.

ويفترض ان تختتم جولة اوباما في نهاية الاسبوع في البيرو حيث سيشارك في منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا المحيط الهادئ الذي ينوي ان يلتقي خلاله الرئيس الصيني شي جينبينغ.

"اميركي قبل كل شئ" 

بدا سكان العاصمة اليونانية منقسمين بشأن هذه الزيارة. وقال الموظف سبيروس م. (30 عاما) لوكالة فرانس برس "نعيش مع الامل بان يقدم ذلك امرا ايجابيا الى اليونان والمنطقة".

اما ايكاتيريني سارموسي الموظفة في القطاع الخاص، فبدت مشككة. وقالت "انه لطيف كشخص لكنه اميركي قبل كل شئ وعلى اليونانيين ان يتعلموا الاعتماد على قواهم الخاصة لحل مشاكلهم".

من جهتها، تساءلت كريستينا ارتينو عن سبب زيارة اوباما في نهاية ولايته ورأت انه "سيكون من الجيد ان يأتي الرئيس الجديد (دونالد ترامب) لزيارتنا".

 وتواجه اليونان التي تخضع لاجراءات تقشفية قاسية، صعوبة في الخروج من الانكماش على الرغم من تحسن قطاعها المالي.

وقال اوباما في مقابلة مع صحيفة "كاثيميريني" اليونانية ان "الناس يحتاجون الى الامل" ووعد بالاستمرار في دعوة دائني اليونان الى "اتخاذ الاجراءات اللازمة وخصوصا تخفيف عبء الدين، لتتمكن من العودة الى نمو اقتصادي متين".

يؤيد صندوق النقد الدولي موقف الادارة الاميركية لكن الملف يصطدم بتعنت المانيا، ويبدو ان تحقيق تقدم في الامد القريب مستبعد.

ويريد الرئيس الاميركي التشديد على "تعاطف وكرم" الشعب اليوناني حيال اللاجئين والمهاجرين.

ومنع تنظيم تظاهرات اعلنت عنها النقابات واحزاب اليسار المتطرف في وسط اثينا. واغلقت حوالى ثلاثين مدرسة "لاسباب امنية".

وتندرج هذه الاجراءات في اجواء امنية متوترة في الايام الاخيرة في اثينا بعد هجوم صغير استهدف الخميس الماضي سفارة فرنسا ونفذه مجهولان على دراجة نارية صغيرة. وقد ادى الى اصابة شرطي بجروح طفيفة.

وتبنت مجموعة تطلق على نفسها اسم "المنظمة الثورية للدفاع عن النفس" الهجوم، مؤكدة انها أرادت استهداف مصالح دولة تقف "في الصف الأول للحرب الرأسمالية".