« إيلاف» من بيروت: وفقاً لتقديرات الاتحاد الدولي للسكري (IDF)، يتسبب داء السكري كل 6 ثوانٍ بوفاة شخص ما في العالم، وفي العام 2015، مات حوالى 5 ملايين، وهو عدد يتخطى المجموع الذي سجلته أمراض الإيدز والسل والملاريا معاً. وارتفعت هذه النسبة بشكل أسرع من المتوقع، مع الإشارة الى أنّ نصف الوفيات تقريباً تطال صفوف الأفراد الذين لم يبلغوا الستين من عمرهم بعد. وفي أجزاء من افريقيا، حيث نشهد إصابات أقل، تبلغ هذه النسبة أكثر من أربعة أخماس.

إرتفاع غير متوقع 

ومراراً لم تكن تقديرات إرتفاع إصابات السكري صحيحة، ففي العام 1995 قدرت منظمة الصحة العالمية أن 135 مليون شخص تتراوح أعمارهم بين 20 و79 عاما، مصابون بالسكري، وأن هذا الرقم سوف يتخطّى الضعف بعد ثلاثة عقود. لكنّ الواقع فاق هذا التوقع الصارخ بهامش كبير: فبعد 12 عاماً لا غير كان عدد الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري قد تضاعف تقريبا، ومنذ ذلك الحين، والسكري يزداد بحدّة ، لدرجة أنّ انتشاره يقترب من الأرقام المقدّرة بوقت قصير وسرعة غير متوقعة، وفي العام 2015، بلغت نسبة الانتشار العالمي المتوقعة 8.8٪، ما يوازي تقريباً ضعف النسبة المسجلة في العام 1995. وبحلول العام 2040، يفترض الاتحاد الدولي للسكري (IDF) أنّ عشر سكان العالم سيصابون بهذا الداء. وبالفعل، فمرض السكري يستولي أصلاً على 12٪ من الإنفاق على الرعاية الصحية على الصعيد العالمي؛ وفي بعض البلدان، تصل هذه النسبة إلى الخمس. 

السكري الأول والثاني

وتجدر الإشارة إلى أن نوعي السكري 1 و2 يتزايدان بسرعة. والعوامل المساهمة في النوع 2 معروفة: فالأنظمة الغذائية الفقيرة، والتمدّن، وانخفاض الحركة الجسدية تجعل الجسم قابلاً أكثر للإصابة. وليس من المستغرب أن تصل نسبة الإصابة بالسكري من نوع 2 إلى 90٪ في البلدان ذات الدخل المرتفع. لكن مرض السكري من نوع 1 الذي يسبب الوفاة إذا لم يتلق المريض علاج الانسولين يوميا، يزداد أيضاً بنسبة 3٪ سنويا. وما زالت أسبابه غير واضحة، لكنّ البيانات تؤكّد أن مرض السكري لم يعد محصوراً بالدول الغنية. 

 

أعدت «إيلاف» هذا التقرير بتصرف عن «الإكونومست»، المادة الأصل منشورة على الرابط أدناه:

http://www.economist.com/blogs/graphicdetail/2016/11/daily-chart-8