واشنطن: دعا الرئيس الاميركي باراك اوباما الاربعاء في اليونان الى "تصحيح مسار" العولمة للحد من انعدام المساواة، وهو ما اعتبره التحدي الاكبر للديموقراطيات الحديثة.

وقال اوباما في خطاب القاه خلال اليوم الاخير من زيارته الى اليونان ان انعدام المساواة "اكان بين الدول او داخل كل دولة" يعزز "شعورا عميقا بالظلم".

وفي خطابه الذي مرر فيه الكثير من الكلمات باليونانية، مشيرا مرارا الى ما قدمته اليونان "الى البشرية خلال العصور"، حرص اوباما على عدم ذكر الرئيس المنتخب دونالد ترامب بالاسم، الا انه وجه له انتقادات غير مباشرة.

وقال مبتسما "كما لاحظتم ربما، من الصعب ان يكون هناك شخصان مختلفان عن بعضهما البعض، اكثر مما اختلف انا عن الرئيس الاميركي المقبل".

وبعد ان تطرق الى الاحباط الذي يمكن ان ينتج عن رؤية "نخب تعيش حسب قواعد مختلفة ولا تدفع الضرائب وتجمع الثروات"، شدد على كيف يمكن ان تكون هذه الفروقات واضحة بمجرد امتلاك شخص لهاتف محمول.

واعتبر ان زيادة الفروقات الاجتماعية، مع زيادة الوعي لوجود هذه الفروقات، هو "خليط متفجر"، داعيا الى ان تكون فوائد العولمة "موزعة بشكل اوسع على ان يتقاسمها عدد اكبر من الناس".

 وبعد ان اكد ايمانه بالديموقراطية وبحقوق الانسان وباقتصاد السوق، اقر اوباما ان الممارسة الديموقراطية "مثل اي شأن انساني" تبقى غير كاملة واحيانا "بطيئة محبطة وغامضة".

اخر رئيس اميركي كبير

واضاف اوباما الذي سيغادر البيت الابيض في العشرين من كانون الثاني/يناير المقبل بعد ان يكون انجز ولايتين من ثماني سنوات، "الديموقراطية يمكن ان تكون معقدة. صدقوني انا اعرف ذلك تماما".

والمعروف ان اوباما واجه معارضة برلمانية شديدة لسياسته من قبل الجمهوريين.

وكان اوباما قال الثلاثاء في ختام لقائه رئيس الحكومة اليونانية الكسيس تسيبراس انه "فوجئ" بانتخاب ترامب، وشدد على ان هذا الاخير نجح في الاستفادة من "حذر البعض ازاء العولمة، ومن حذر اخرين ازاء النخب والمؤسسات".

وتشكل طابور طويل ظهر الاربعاء امام مركز ستافروس نياركوس الثقافي، بانتظار الدخول للاستماع الى خطاب اوباما.

وقالت التلميذة الثانوية اناييس كارايانيس البالغة ال17 من العمر "امر عظيم ان نكون هنا. لديه الكثير مما يمكن ان نتعلم منه. ولو كان ترامب هو الذي سيتكلم، لكنت حضرت ايضا ولكن على سبيل الحشرية فقط لانني لا ادعمه".

من جهتها لم تخف بيتي كازاكوبولوس التي تعمل في مجال العلاقات العامة سرورها للاستماع الى اوباما، الذي قالت عنه انه "قد يكون اخر الرؤساء الاميركيين العمالقة".

وغادر اوباما اثينا متوجها الى برلين في زيارته السادسة الى المانيا حيث سيلتقي المستشارة انغيلا ميركل "شريكته الاقرب طوال ولايتي رئاسته".

ويشارك اوباما في برلين في قمة مصغرة مع ميركل والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيسي حكومتي بريطانيا وايطاليا تيريزا ماي وماتيو رينزي.

وبينما تشهد اوروبا ازمة ثقة، ومع اقتراب سلسلسة من الاستحقاقات الانتخابية -- بما فيها الانتخابات الرئاسية الفرنسية التي يرجح ان تلعب فيها مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن دورا كبيرا --، ينوي اوباما الاشادة مجددا باهمية عملية البناء الاوروبي.

ومما قاله اوباما ايضا في خطابه في اثينا "اليوم اكثر من اي يوم مضى العالم بحاجة الى اوروبا ديموقراطية".

وتابع وسط تصفيق حاد "هنا قبل 25 قرنا ولدت فكرة جديدة اسمها : ديموقراطيا".