استعادت قوات الحكومة السورية والمليشيات الموالية لها عدة مناطق من الجزء الشرقي من مدينة حلب. وأفاد متحدث باسم مسلحي المعارضة بأن منطقتي كرْم الجبل، والشعار، تعدان الآن تحت سيطرة قوات الحكومة. وقال المرصد السوري المعارض إن الجيش السوري سيطر أيضا على منطقة قاضي عسكر - الذي كان يستخدم كسجن من قبل جبهة النصرة - بعد سيطرته على كرْم الميسر، وكرم القاطرجي، وكرم الطحان. وأضاف مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، إن مئات الأفراد فروا من المناطق التي استعادتها القوات الحكومية. فرار وخوف ويقدر المرصد، ومقره بريطانيا، بأن ما لايقل عن 50 ألف شخص نزحوا عن المناطق الشرقية من مدينة حلب، إلى المناطق التي تقع تحت سيطرة قوات الحكومة، أو القوات الكردية في الغرب أو الشمال خلال الأيام الماضية. وفر آخرون جنوبا إلى الأراضي التي لا تزال تخضع لسيطرة المسلحين. وأفادت تقارير صحفية بأن السكان في حلب يعيشون في خوف ولا ينامون بسبب القصف والغارات المتواصلة، وإنهم يطفئون الأنوار خوفا من القصف، وإنهم يلجأون إلى الملاجئ في الأدوار السفلية وتسيطر وحدات الجيش السوري الآن على نحو 70 في المئة من مدينة حلب. وكانت قوات الحكومة السورية قد بدأت هجوما جديدا لاستعادة السيطرة على المناطق التي يسيطر عليها المسلحون في الجزء الشرقي من المدينة قبل ثلاثة أسابيع. وقد دكت غارات جوية وقصف مدفعي وقصف صاروخي الجزء الشرقي من المدينة. ويقول المرصد السوري المعارض إن أكثر من 300 مدني قتلوا في هذه الفترة من الحملة، بسبب قصف قوات الحكومة، من بينهم أطفال، وإن 69 شخصا قتلوا في المناطق الغربية بسبب قصف المسلحين لها. حرب استنزاف ويقول مراسلنا في دمشق، عساف عبود، إن كل الدلائل - في ظل المواقف المعلنة من أطراف الصراع - تشير إلى أن حرب الاستنزاف ستستمر على مدى أسابيع بين القوات الحكومية ومسلحي المعارضة مع اتباع القوات الحكومية أسلوب الاستيلاء التدريجي في تقدمها شرق حلب. وقالت المعارضة المسلحة إن الطيران الحكومي واصل غاراته على أحياء حلب الشرقية ما أوقع ثلاثة قتلى في حي المغاير. كما دمر مسلحو المعارضة دبابتيْن حكوميتين خلال تقدم للقوات الحكومية في حي الميسر. وقالت القوات الحكومية إنها حققت تقدما وسيطرت على أجزاء واسعة من المنطقة الواقعة بين مطار حلب شرقا وصولا إلى قلعة حلب غربا مما جعلها تؤمن الجزء الأكبر من الطريق الواصل بين وسط حلب ومطارها الدولي مما يسمح باستخدام المطار لإقامة جسر جوي لدعم القوات الحكومية في معاركها المقبلة. وتشير مصادر موالية للحكومة إلى أن قواتها تسعى إلى التقدم أكثر في حلب القديمة ومحيط القلعة في الوقت الذي ألقت فيه طائرات حكومية منشورات تطالب مقاتلي المعارضة بإلقاء سلاحهم وتسليم أنفسهم للقوات الحكومية. وأكدت قيادات معارضة أن المعارضة المسلحة لن تنسحب من شرقي حلب، بينما علق مصدر عسكري حكومي بالقول "إما أن ينسحبوا أو الانتحار في شرق حلب". ونقلت مصادر معارضة أن مقاتلي جبهة فتح الشام - النصرة - شنوا هجمات على مقار لفيلق الشام وجيش الإسلام في بستان القصر شرقي حلب حيث استولوا على أسلحة وذخائر ومواد غذائية.
- آخر تحديث :
التعليقات