بعض الدمار الذي لحق بحلب

أدانت صحف عربية ما وصفته "بالمجازر" التي يتهم الجيش السوري بارتكابها في مدينة حلب، داعية إلى تحرك دولي سريع. لكن كُتّابا في صحف داعمة للحكومة السورية أشادوا بعمليات الجيش السوري في المدينة.

وكان قد تم التوصل لاتفاق على خروج مسلحي المعارضة من مدينة حلب.

وقد شن الجيش النظامي السوري هجوم واسع بإسناد من الطائرات الحربية الروسية. ويقول الجيش الروسي إن 98 في المئة من حلب عادت الآن إلى سيطرة الحكومة السورية.

"إنقاذ ما تبقى من حلب"

تتساءل الوطن القطرية في افتتاحيها "ماذا ينتظر العرب، كي يتحركوا لإنقاذ ما تبقى من سكان حلب؟ هذا السؤال الذي يبدو بلا إجابة، من الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية".

وتضيف الصحيفة "أن هناك مؤسسات ومنظمات جامعة للشأن العربي أو هكذا يفترض، لابد أن تتحرك لإنقاذ من تبقى في حلب من جحيم جرائم النظام وميليشياته، وأن تلك الجثث المتناثرة في شوارع المدينة جراء القصف الوحشي، هي لبشر في المقام الأول، وعرب ومسلمين ايضا... التحرك المطلوب فوراً ربما ينقذ مائة ألف مدني يحاصرهم النظام وحلفاؤه في مساحة لا تتجاوز خمسة كيلومترات".

على المنوال ذاته، يدين خلف الحربي في عكاظ السعودية " المجازر التي ترتكبها روسيا وبشار وأذناب إيران في حلب".

ويقول الكاتب إن "القتلة ينفذون عمليات الإعدام الجماعية والعشوائية بحق سكان المدينة المنكوبة من نساء وأطفال بارتياح شديد لثقتهم بعجز المجتمع الدولي عن تحريك أي ساكن، بفضل التواطؤ الأمريكي والحيرة الأوروبية والتخاذل العربي والإسلامي".

ويختتم الحربي مقاله قائلاً إنه "يوما ما ستدق ساعة الثأر وسيدفع العالم فاتورة باهظة جدا لصمته المريب على الفظائع التي حدثت وتحدث يومياً في سوريا".

وفي افتتاحية بعنوان "حلب وصمة عارنا"، تقول القبس الكويتية " قتلوا حلب وذبحوا أهلها والعالم يتفرج...يا للعار".

تضيف القبس أن "هذه المدينة الشهباء الشامخة في وعينا العربي وتاريخه التليد، شكلت ومدن سوريا الأخرى ماضياً نعتز به ونفخر بمآثره. ها هي اليوم تُمحى عن بكرة أبيها بإجرام قلَّ نظيره. إجرام نظام أبى إلا أن يقتل شعبه بدم بارد. نظام فاشي بيد طغمة من عصابات التسلط والقمع والاستبداد. يؤازره في هذا الارتكاب المشين طيران روسي يتغطرس متفنناً بصنوف التنكيل والابادة، إلى جانب ميليشيات طائفية أعماها البغض والكراهية، متسلحة بأجندات لا عروبة فيها ولا أخوة".

أما موناليزا فريحة فترى في النهار اللبنانية أنه "بمقاييس كثيرة، يبدد سقوط حلب الآمال في سوريا جديدة، ويتيح للأسد البقاء في السلطة متحدياً خصومه والعالم أجمع، لكن هذا التحول، على أهميته، لن يسدل الستار على المأساة ولن ينهي خصوصاً الحرب المحتدمة على سوريا، وإنما ينذر بجعل كل منهما أكثر دموية وعدوانية".

" جميع الغزاة سقطوا"

جنود موالون للأسد في حلب

على الجانب الآخر، يقول عمران محفوض في صحيفة تشرين الداعمة للحكومة السورية إنه بعد "انتشار الأخبار الأولى لدحر الإرهاب من الأحياء الشرقية لحلب... أعلن صناعيو حلب وحرفيوها وتجارها بعد هذه الأخبار المفرحة عزمهم العودة إلى منشآتهم الصناعية والحرفية ومحلاتهم وأسواقهم التجارية لمباشرة تأهيلها وإعادتها إلى سكة الإنتاج والتصدير بالكميات التي كانت قبل سنوات الحرب وربما أكثر".

يضيف الكاتب "جميع الغزاة سقطوا أمام عتبات حلب صاغرين مستسلمين مهزومين وآخرهم هذه التنظيمات الإرهابية التي ركعت الدول الداعمة لها قبلها أمام قلعة الشهباء معلنة خسارتها الحرب على حضارة هذه المدينة الشامخة، والتوبة لأهلها المنتظرين قدوم هذا اليوم الميمون بعد أن أدوا واجبهم الجهادي المقدس في مواجهة هذا الإرهاب".

في السياق نفسه، يقول أحمد حسن في صحيفة البعث الناطقة باسم الحزب الحاكم في سوريا إنه قد "ترسّخت القناعة لدى أطراف العدوان الغربي-التركي-الخليجي باستحالة عكس المسار الميداني الحلبي للجيش السوري الذي يستعد للخطوة الأخيرة في عملية استعادة كامل المدينة، وبانعدام أي إمكانية لعكس المسار السياسي الثابت لحلفاء سوريا".