القدس: أصدرت محكمة في القدس الخميس حكما قضى بالسجن المؤبد على شاب اسرائيلي وبالسجن 21 عاما على اخر بتهمة قتل فتى فلسطيني احرق حيا عام 2014، في جريمة ساهمت في التصعيد الذي ادى الى حرب غزة.
وكان الحكم في هذه القضية التي اثارت صدمة كبيرة في الراي العام الفلسطيني ينتظر بترقب شديد وسط موجة العنف المتصاعدة التي تشهدها الاراضي الفلسطينية واسرائيل منذ اربعة اشهر.
&
واغلق الجيش الاسرائيلي الخميس بلدة قباطية في شمال الضفة الغربية من حيث قدم ثلاثة فلسطينيين هاجموا الشرطة الاسرائيلية في القدس الاربعاء، بينما تدرس الحكومة خياراتها المحدودة ازاء مخاطر تصعيد جديد في اعمال العنف.
وتواصلت الخميس موجة العنف المستمرة منذ مطلع تشرين الاول/اكتوبر، مع توقيف فتاتين من عرب اسرائيل بعد طعنهما حارسا في محطة للحافلات في مدينة الرملة بوسط اسرائيل، وفق ما اعلنت الشرطة الاسرائيلية.
&
وفي ظل هذه الظروف ادان القضاة الثلاثة في المحكمة الشابين الاسرائيليين بتهمة خطف وقتل محمد ابو خضير (16 عاما) في الثاني من تموز/يوليو 2014& في القدس الشرقية.
&
وساهمت الجريمة في تصعيد اعمال العنف التي ادت الى حرب غزة في تموز/يوليو واب/اغسطس 2014، كما اثار صدمة كبرى لدى الرأي العام الفلسطيني.
&
والسجن المؤبد هو اقصى عقوبة يمكن ان تصدرها المحكمة. والجرائم الوحيدة التي تعاقب عليها اسرائيل بالاعدام هي جرائم الحرب والخيانة منذ الغاء هذه العقوبة بتهم القتل عام 1954. وحكم على المتهم الثاني بالسجن 21 عاما لانه بقي بحسب القضاة في السيارة خلال اللحظات الاخيرة التي قضى فيها الفتى الفلسطيني.
&
ولم يكشف اسمي المحكوم عليهما اللذين يتحدران من عائلتين من اليهود المتطرفين، لانهما كانا قاصرين عند وقوع الجريمة.
&
لم يكن يستحق هذا المصير
&
وتبقى الانظار متجهة الان الى القرار الذي ستتخذه المحكمة بحق البالغ الوحيد في هذه القضية وهو المحرض على الجريمة& يوسف حاييم بن دافيد (31 عاما) ويفترض قبل ذلك ان تبت حول اهليته العقلية خلال جلسة تعقد في 11 شباط/فبراير.
&
وانهارت سهى والدة محمد ابو خضير بالبكاء عند اعلان الحكم في قاعة المحاكمة الصغيرة المكتظة بالحضور مطلقة صيحات احتجاج على عدم اصدار حكم بالاعدام.
&
وقالت "انهم يتكلمون عن حياة محمد. لم يكن يستحق هذا المصير. لم نعد نعرف طعم النوم. كيف تريدوننا ان نهنأ بنومنا بعد ذلك؟".
&
وعلى الصعيد الامني قطع الجيش الاسرائيلي منذ مساء الاربعاء جميع منافذ بلدة قباطية التي يتحدر منها ثلاثة فلسطينيين تتراوح اعمارهم بين 19 و20 عاما نفذوا الهجوم في القدس الاربعاء الذي ادى الى مقتل مجندة عمرها 19 عاما واصابة ثانية بجروح.
&
وقال رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو اثناء زيارته المجندة الجريحة في المستشفى بالقدس ان "قباطية مغلقة والجيش والشين بيت (الامن الداخلي) ينفذات حملة توقيفات".
&
واضاف "الغينا العديد من تراخيص (العمل الممنوحة لفلسطينيين) في اسرائيل والمدعي العام ابلغني امس انه اضاف عددا من منازل الارهابيين الى قائمة البيوت التي يتحتم اغلاقها وهدمها".
&
"اشارة انذار هامة"
&
واعتقل الجيش الاسرائيلي حوالى عشرة اشخاص من اقرباء ومقربين من المهاجمين الثلاثة، وفق ما افادت الشرطة الفلسطينية.
&
ودارت مواجهات بين الجنود الاسرائيلين وسكان من قباطية التي قتل العديد من سكانها في اعمال العنف التي تشهدها الاراضي الفلسطينية واسرائيل منذ اربعة اشهر.
&
ومنذ الاول من تشرين الاول/اكتوبر، قتل 164 فلسطينيا و26 اسرائيليا واميركي واريتري في اعمال عنف تخللتها عمليات طعن ومواجهات بين فلسطينيين واسرائيليين واطلاق نار، حسب حصيلة اعدتها وكالة فرانس برس.
وخلافا للغالبية الكبرى من الهجمات، فان هجوم الاربعاء لم يشنه فلسطيني معزول يحمل سكينا، بل ثلاثة فتيان يحملون فضلا عن السكاكين رشاشين وعبوات ناسفة لم تنفجر.
&
وقتلت المجندة هدار كوهين (19 عاما) برصاصة في الراس فيما اصيبت مجندة ثانية بجروح متوسطة بالسلاح الابيض وذكرت الصحف الاسرائيلية انهما لم يتم تجنيدهما سوى منذ شهرين ولم تتما فترة تدريبهما.
&
وحذرت صحيفة معاريف بان هذا الهجوم "يشكل اشارة انذار هامة. لم نعد في سياق عمل عفوي، ولم نعد نواجه مهاجمين غير محترفين" فيما تحدثت صحيفة يديعوت احرونوت عن "منعطف في موجة الارهاب الحالية".
&
وسبق ان ردت الحكومة على عمليات فلسطينيين خلال الاشهر الماضية بتعزيزات كثيفة في القدس وتسريع عمليات هدم منازل فلسطينيين واعلان تليين لقواعد اطلاق النار واللجوء المتزايد الى التوقيفات بدون توجيه التهمة ولا المحاكمة.
&
غير ان نتانياهو يبقى محدودا في تحركاته اذ يواجه تخفظات قسم كبير من جنرالاته وهم يتوقعون ان تستمر موجة العنف لمدة اشهر غير انهم يعارضون اي عقوبات جماعية ويدعون الى الحفاظ على حياة طبيعية نسبيا للفلسطينيين لمنع المزيد من التصعيد.

&