لحظة وقوع الكوارث الكبرى، يصبح من المحال التعرف إلى هوية الأعداد الهائلة من المفقودين والجثث، لا سيما في ظل حدوث تشوهات كبيرة تحول دون القدرة على التمييز أو إجراء الفحوصات اللازمة، الأمر الذي دفع ببعض الخبراء إلى تطوير تكنولوجيا جديدة تتيح التعرف إلى الهوية من باطن القدم.
&
طوكيو: تمكّن خبراء يابانيون متخصصون في الأدلة الجنائية من تطوير تكنولوجيا جديدة تتيح التعرف إلى هوية الجثة من باطن القدم، وتتضمن التكنولوجيا الجديدة استخدام بيانات من المسح الضوئي لباطن القدم، الذي يتسم بأخاديد وخطوط فريدة في الجلد كبصمات الأصابع. &
&
تُقدَّم التكنولوجيا الجديدة على انها بديل من بصمات الأصابع، لأن احتمالات بقاء باطن القدم سليمًا بعد وقوع كارثة طبيعية أكبر من بقاء أصابع اليد.&
&
ويمكن ان تُستخدم الطريقة الجديدة، التي ابتكرها ضباط كبار سابقون في شرطة طوكيو، للتعرف إلى هوية المصاب بالخرف حين يضيع ولا يعرف من هو، أو أين عنوان أهله، كما افادت وكالة انباء كيودو اليابانية. &&
&
&
سمات مميزة
&
بدأ العمل على تطوير التكنولوجيا الجديدة منذ خمس سنوات، حين ضم اكيرا ميتسوزاني الرئيس السابق لقسم جرائم القتل والسطو في شرطة طوكيو جهوده الى جهود هيديو كانيكو، المحقق الجنائي السابق في شرطة العاصمة اليابانية.&
&
ونشأت الفكرة بعد كارثة التسونامي التي ضربت اليابان عام 2011، وحينها شهد الاثنان حالات لا تحصى لتسليم ذوي الضحايا جثث اشخاص آخرين، واضطرار الشرطة الى الاعتماد على الملابس أو العلامات الفارقة في الجسم للتعرف إلى هوية الضحية. &
&
وقال كانيكو لوكالة كيودو: "إن تحليل الحمض النووي يكلف وقتا ومالا، وليس بالامكان دائما الحصول على بصمات اصابع، ولأغراض التعرف إلى هويات الضحايا فقط، فإن لباطن القدم سمات مميزة ومناسبة".&
&
تتضمن الطريقة الجديدة تسجيل ما يوفره المسح الضوئي من بيانات خاصة بسمات باطن القدم وحفظها، وجرى بالتعاون مع شركة لصناعة الأجهزة الكهربائية تطوير ماسح ضوئي محمول قادر على انتاج صور فورية لباطن القدم وخزنها. &
&
&
منطقة محمية
&
وتشتمل عملية المسح الضوئي على تصوير سمات القدم في المنطقة الواقعة تحت الأصابع، والتي غالبًا ما تبقى سالمة في الكوارث الطبيعية بسبب سمك الجلد وارتداء الحذاء، كما قال المسؤولان السابقان في شرطة طوكيو خلال شرح طريقتهما الجديدة.
&
وظلت نحو 75 جثة من كارثة آذار (مارس) 2011 مجهولة الهوية حتى شباط (فبراير) 2016، فيما تعاملت الشرطة مع أكثر من 10 آلاف حالة لمسنين مصابين بالخرف في عام 2014 وحده، بحسب وكالة انباء كيودو.&
&
وقال ميتسوزاني، احد مبتكري التكنولوجيا الجديدة، إن استخدام السمات المميزة لخطوط باطن القدم يمكن ان يصبح اجراء فاعلًا من اجراءات الاستعداد لكوراث طبيعية مقبلة، مشيرا الى توقعات بعض الخبراء بأن يؤدي زلزال ارضي قوي يضرب طوكيو الى مقتل 20 الف شخص، واضاف ان وجود العديد من المسنين المصابين بالخرف في عهدة الدولة من دون ان تتمكن السلطات من معرفة هويتهم "قضية كبيرة أخرى". &
&

&