قدم اتحاد القوى العراقية شكوى للأمم المتحدة ضد ممارسات ميليشيات بحق السُنة في ديالى وطالبوا بلجنة لتقصي الحقائق ومقرر لحقوق الانسان في العراق، فيما ناشدت النائبة الكردية فيان دخيل، القوات العراقية لانقاذ سبايا ايزيديات لدى تنظيم داعش في مدينة هيت في الانبار وذلك بعد ساعات من بيان أممي بارك قرار واشنطن باعتبار ممارسات داعش إبادة جماعية.

محمد الغزي: إشتكى وفد من اتحاد القوى العراقية الى المفوضية السامية لحقوق الانسان في جنيف، ضد ما وصفها "ممارسات الميلشيات في ديالى" وطالب بإرسال لجنة لتقصي الحقائق وتعيين مقرر لحقوق الانسان في العراق، وذلك في اول خطوة عملية لـ "تدويل" قضية ديالى.

وضم الوفد، بحسب النائب عن محافظة ديالى رعد الدهلكي وهو احد أعضائه، "النائب احمد المساري رئيسا للوفد والنائب ناهدة الدايني والناشطة في مجال حقوق الانسان نغم الجبوري إضافة الى رئيس منظمة سفراء السلام من اجل العراق جمال الضاري".

مفوض سامي ولجنة تقصي اممية

وقال الدهلكي في حديث لـ"إيلاف" إن "الوفد عرض قضية التطهير العرقي التي تشهدها محافظة ديالى على يد الميلشيات امام المسؤولين في الأمم الأمم المتحدة".

وأضاف "ذهبنا الى مقر الأمم المتحدة في جنيف للمطالبة بتعيين مفوض لحقوق الانسان في العراق وارسال لجنة تقصي حقائق لما يحدث في ديالى من قتل وترويع وفقدان أمن"، مبينا ان تلك المطالب سلمت برسالة قدمها عن الوفد الشيخ جمال الضاري.

وأشار إلى أن "الوفد طالب الأمم المتحدة بتوفير الحماية الدولية للسنة في المحافظة".

كما لفت الى ان المباحثات مع مكتب سمو الامير زيد بن رعد المفوض السامي لحقوق الانسان استعرضت جرائم التطهير العرقي والديمغرافي في العراق عموما وديالى على وجه الخصوص.

وفي غضون ذلك بحث رئيس الوزراء حيدر العبادي، السبت، مع وفد من منظمة هيومن رايتس ووتش، اوضاع حقوق الانسان في العراق وضرورة محاكمة الإرهابيين.

وقال المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء في بيان تلقت "إيلاف" نسخة منه إن "العبادي استقبل، في مكتبه، السبت، وفدا من منظمة هيومن رايتس ووتش، وجرى خلال اللقاء بحث اوضاع حقوق الانسان في العراق ومحاكمة المعتقلين وخطوات الحكومة بتقليل الفترة بين الاعتقال والمحاكمة وضرورة محاكمة الارهابيين باعتبارهم يقومون بجرائم ضد الانسانية وكذلك خطابات التحريض على العنف والارهاب والقتل".

واضاف أن "اللقاء شهد التأكيد على ان الدولة تقدمت خطوات كبيرة في احترام حقوق وكرامة الانسان العراقي"، مبيناً أن "وفد المنظمة اكد ان وضع حقوق الانسان في العراق افضل من الفترة السابقة من خلال تقليل المخالفات في هذا المجال".

ترحيب بقرار واشنطن&

الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق يان كوبيتش رحب بالقرار الذي اعتمده الكونغرس الأمريكي وبالبيان الذي أدلي به وزير الخارجية الامريكية جون كيري حيث جرى الاعتراف فيهما بمعاناة الشعب العراقي، لا سيما أبناء الطوائف العرقية والدينية المتنوعة نتيجة للجرائم التي يرتكبها ضدهم تنظيم داعش، والإقرار بأن هذه الفضائع قد تشكل جرائم دولية، بما في ذلك جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية.
&
وقال كوبيتش في بيان تسلمت "إيلاف" نسخة منه إن "اعتراف الكونغرس الاميركي ووزير الخارجية الأمريكي بأن جرائم داعش قد تشكل جرائم دولية، يعد خطوة هامة لضمان محاسبة أعضاء التنظيم على الجرائم الفظيعة التي ارتكبوها بحق الشعب العراقي، لا سيما ما ارتكب منها ضد شتى الطوائف العرقية والدينية في العراق، بما في ذلك الأيزيديين والمسيحيين والتركمان والشبك والصابئة المندائيين".

وأضاف كوبيتش قائلاً إن "التحدي الماثل الآن هو أنه يتعين على بقية أعضاء المجتمع الدولي الاعتراف بجسامة جرائم &تنظيم داعش، والقيام بعمل ملموس لضمان إجراء تحقيق شامل في هذه الجرائم وتوثيقها، وأن تتم محاسبة مرتكبيها وفقاً للقانون حيثما أثبتت الأدلة وقوعها".&

وكرّر كوبيش أيضاً دعوته لحكومة العراق إلى اتخاذ خطوات عاجلة لمنح المحاكم العراقية الولاية القضائية الملائمة للبت في الجرائم الدولية المرتبطة بالصراع الدائر في العراق، وعلى وجه الخصوص الجرائم التي يرتكبها تنظيم داعش".

وطالب بـ"ضمان محاكمة الجناة في ظل الامتثال الكامل للإجراءات القانونية المرعية ومعايير المحاكمة العادلة المنصوص عليها في القانون الدولي ودستور العراق".

وكرّر كوبيتش أيضاً طلبه إلى حكومة العراق بالنظر في أن "تصبح طرفاً في النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية أو أن تحيل الصراع الدائر حالياً إلى اختصاص تلك المحكمة عملاً بنظامها الأساسي، لضمان محاسبة أي شخص قد يكون ارتكب جريمة فظيعة ضد الشعب العراقي".

ولا يعرف بعد موقف الحكومة العراقية من هذه الخطوة، وسط احتمالات في ان تستخدم ضد ما تمارسه الميلشيات المسلحة من انتهاكات.

وأفاد كوبيش أن "شعب العراق، وخاصة أفراد الطوائف العرقية والدينية المختلفة والذين عانوا الويلات جراء هذه الجرائم البشعة على أيدي تنظيم داعش، يطالبون بالعدالة ويستحقونها".

ومضى الى القول إنّ "اتخاذ جميع الدول لإجراءات مناسبة، كما أشارت الولايات المتحدة الآن عن طريق الاعتراف بالسمة الدولية للجرائم التي يرتكبها تنظيم داعش، والاعتراف بالمعاناة التي ألحقها بمئات الآلاف من أفراد الشعب العراقي، من شأنه أن يمثل برهاناً على عزيمة وإصرار المجتمع الدولي على ألأّ تمضي مثل هذه الجرائم دون عقاب".

ورأى ان ذلك يمكن ان يكون "أداة ردع حاسمة" ضد من يرتكب هذه الجرائم المروعة مستقبلا .

سبايا في هيت

إلى ذلك، ناشدت النائب الكردية فيان دخيل، القوات العراقية لانقاذ سبايا ايزيديات لدى تنظيم داعش في مدينة هيت في الانبار.

وقالت دخيل في حديث صحفي انه "مع بدء انطلاق عمليات تحرير قضاء هيت وناحية كبيسة وعدد من القرى المجاورة لهما، نناشد قيادة عمليات الأنبار وقيادات كافة التشكيلات المشاركة بهذه المعركة للحرص على تحرير عشرات السبايا الإيزيديات اللواتي كان تنظيم داعش الإرهابي قد سباهن ونقلهن إلى تلك المناطق وتم بيعهن إلى عناصره وأنصاره".

واضافت: "وفق مصادرنا الخاصة، فان مقربين من التنظيم الإرهابي كانوا قد أعلنوا في احد أيام الجمعة من العام الماضي وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، انه تم عرض نحو 100 فتاة إيزيدية من أهالي سنجار للبيع بأسواق مدينة القائم في الأنبار".

وتابعت: "أؤكد إننا على استعداد تام للتنسيق مع قيادة عمليات الأنباروقيادات التشكيلات العسكرية الأخرى، بهدف تامين نقل السبايا الإيزيديات بعد تحريرهن إلى إقليم كردستان بهدف تسليمهن لذويهن بأسرع وقت ممكن".

رئيس الجمهورية فؤاد معصوم وفيما هنأ، السبت، العراقيين بعيد نوروز، ودعا الى ترسيخ قيم التعاون بين جميع العراقيين بما يعزز وحدة المجتمع، فانه اعرب عن امله في العمل "بشكل حثيث من أجل تجاوز هذه الظروف الطارئة" ولفت بشكل خاص إلى"معاناة النازحين والمهجرين والمختطفين والمختطفات من الإيزيديين من قبل التنظيم الإرهابي داعش".

واكد اهمية "تكثيف الجهود للتخفيف من هذه المعاناة وانهائها بدحر المجرمين وبعودة المواطنين إلى مدنهم وقراهم بخير وأمن وسلام".