الرباط: جددت الولايات المتحدة ، اليوم السبت ، التأكيد على أن مخطط الحكم الذاتي بالصحراءالذي قدمه المغرب عام2007"جدي وواقعي وذو مصداقية".
وقال سفير الولايات المتحدة بالرباط ، دوايت إل. بوش، في تصريح خص به وكالة الانباء المغربية على خلفية تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حول الصحراء خلال زيارته الأخيرة إلى المنطقة"نظل ملتزمين بموقفنا بأن مخطط الحكم الذاتي بالصحراء جدي وواقعي وذو مصداقية".
وأضاف السفير الاميركي" ما زلنا نأمل في إيجاد حل سلمي، دائم، ومتوافق عليه لقضية الصحراء".
وأعرب ، من جهة أخرى، عن انشغاله الشديد إزاء الاتجاه الذي أخذته الأحداث بين الأمين العام للامم المتحدة والمغرب، معربا عن استعداد الولايات المتحدة لتقديم المساعدة قدر الإمكان، من أجل التوصل إلى حل.
واعتبر السفير بوش أن مشروع الجهوية المتقدمة جزء من الجهود المتواصلة للملك محمد السادس لتوفير البنيات التحتية والفرص والنمو لسكان المنطقة في مناخ من الاستقرار وآفاق نحو مستقبل زاهر.
وكان بان كي مون قد تجاهل الحديث عن الحكم الذاتي خلال زيارته لمخيمات جبهة البوليساريو في الجزائر بداية الشهر الحالي ، وتحدث بحماس عن " تقرير المصير " ، الامر الذي زاد الطين بلة مع المغرب.
وتأتي تصريحات السفير الاميركي في الرباط المنوهة بالحكم الذاتي في الصحراء بعد انباء عن موقف غامض للولايات المتحدة خلال اجتماع مغلق لمجلس الامن الخميس ، الامر الذي دفع بكثير من المراقبين الى التساؤل هل كانت واشنطن وراء خرجة بان كي مون غير المسبوقة المتمثلة في تصريحاته التي اثارت غضب الرباط .
واستغرب المراقبون من موقف جيفري فيلتمان ووكيل الشؤون السياسية في الامم المتحدة( مساعد وزير الخارجية الاميركي الاسبق ) ،بشأن التوتر بين الرباط وبان كي مون . فحسب ما سرب من كواليس الاجتماع فان فيلتمان لم يبد أي لطفٍ تجاه المغرب. وعد طرده ل 84 من العناصر المدنية في بعثة "مينورسو" بانه عمل "لم يسبق له مثيل"،مشيرا الى انه إذا كانت "مينورسو"غير قادرة على العمل، فذلك قد يهدد السلام والأمن الإقليمي".
في سياق ذلك ، ذكرت انباء ان التوتر بين المغرب والامين العام للامم المتحدة تسببت في انقسام أعضاء مجلس الأمن"، وانه خلال النقاش الذي عرفه مجلس الامن وقفت فرنسا وإسبانيا ومصر واليابان والسنغال إلى جانب الرباط .
وكان أعضاء مجلس الأمن قد تدارسوا تداعيات الأزمة بين الرباط وبان كي مون؛من دون ان يصدروا اي بيان . في حين أعلن رئيس مجلس الأمن لشهر مارس ( اذار) ، سفير الكونغو إسماعيل غاسبير مارتينز للصحفيين أن كل عضو من المجلس سيتحاور مع المغرب على انفراد لمحاولة "تهدئة الوضع" والعمل على "السير به في منحى إيجابي"، مضيفا أن "المجلس عبر عن قلقه الشديد" من التوتر الحاصل بين المغرب وبان كي مون.
ولم يعلن السفير الأنغولي دعم مجلس الأمن للأمين العام للامم المتحدة ، كما لم يطالب المغرب بالتراجع عن قرار توقيف مساعداته لبعثة" مينورسو "،وتقليص عدد موظفيها المدنيين والسياسيين.
بيد ان الأمين العام للامم المتحدة لم يستسغ موقف مجلس الامن، وقال المتحدث باسمه الجمعة ان بان كي مون يريد من مجلس الامن المقسم ان يوضح موقفه بشان خلاف الامم المتحدة مع المغرب .
وقال المتحدث ستيفان دوجاريك للصحافيين "كان من الافضل لو اننا حصلنا على كلمات اوضح من رئيس مجلس الامن"، مشيرا الى ان بان كي مون سيثير هذه المسالة الشائكة خلال اجتماع غداء الاثنين مع سفراء مجلس الامن، مضيفا ان هذه المسالة ستكون "على راس اجندة" المحادثات.
واثار كي مون غضب الرباط عندما استخدم كلمة "احتلال" لوصف وضع الصحراء .وقال المتحدث ان بان لم يقصد بذلك "تعريفا قانونيا" للوضع، ولكنه سعى الى التعبير عن "تأثره" بعد زيارته لاجئين في مخيم تندوف في الجزائر.
وتصاعد الخلاف عقب قيام مسيرة احتجاجات الاحد في الرباط ، قال كي مون ان الحكومة المغربية نظمتها ضده.
التعليقات