كشفت الوثائق الدبلوماسية الأميركية السرية، التي نشرها موقع ويكيليكس، النقاب عن أن واحدة من أكبر المخاوف التي كانت تراود الدبلوماسيين الأميركيين، هي هوية الشخص الذي كان سيخلف الزعيم الليبي الراحل معمّر القذافي في قيادة البلاد.
&
طرابلس: بينما كان يُنظَر إلى القذافي، الذي يُقال إنه تعرّض لسكتة دماغية في العام 2007، على أنه زعيم للجماهيرية الليبية، فإنه ومن دون وجود دستور رسمي، لم تكن هناك آلية قانونية تضمن تمرير السلطة إلى زعيم جديد، وهو ما ألبس عملية الخلافة هناك حالة من الغموض، في وقت لم يكن فيه للقذافي أي لقب أو وظيفة عامة.
&
سيف الإصلاح!
كانت تصبّ الترشيحات لمصلحة أبنائه سيف الإسلام والمعتصم، ثم خميس، هنيبعل والسعدي، وكذلك ابنته عائشة. ولفتت الوثائق إلى أن الدعوات التي كان يطلقها نجله سيف للمطالبة ببعض الإصلاحات على الصعيدين السياسي والاقتصادي في ليبيا جعلته محببًا أيضًا لدى الحكومات الغربية، طبقًا لما أكدته اليوم صحيفة تلغراف البريطانية.
&
وبينما كان يُنظَر إلى سيف الإسلام، بالمنزل الذي يملكه في شمال لندن، بقيمة قدرها مليونا جنيه إسترليني، والهيئة غير الحكومية الموجودة في سويسرا، على أنه صاحب نفوذ حضري، فقد كان يُنظَر إلى المعتصم على أنه منافسه الرئيس، في ظل ما يتمتع به من صلاحيات كبيرة، باعتباره مستشار الأمن القومي للبلاد، فضلًا عن مرافقته لوالده في الزيارات التي كان يقوم بها لروسيا وإيطاليا في آخر سنوات حكمه.
&
صراعات عائلية
كما طلب من شركة النفط الحكومية عام 2008 منحه مبلغًا قدره 1.2 مليار دولار بغية العمل على تأسيس وحدة عسكرية - أمنية أقرب إلى الوحدة الخاصة بشقيقه الأصغر خميس.
&
الوثائق كشفت كذلك أن الأمور لا تسير بشكل جيد من الناحية التاريخية حين تكون لليبيين المتنافسين ميليشيات مسلحة تحت تصرفهم. وسبق لإحدى الوثائق أن لفتت في 2009 إلى تصاعد حدة الخلاف بين أبناء القذافي في ذلك الوقت، وأن سيف الإسلام والمعتصم كانا لا يتحدثان مع بعضهما البعض منذ أشهر عدة، وذلك في الوقت الذي لم يكن يُنظَر فيه إلى باقي أبناء القذافي على أنهم مرشحون جادون لخلافة والدهم.
&
&
&
&
&
&