ستسلط الانظار على دونالد ترامب يوم الإثنين، حيث من المتوقع ان يواجه صافرات الاستهجان اثناء إلقاء خطابه امام المؤتمر، الذي تنظمه لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية.

جواد الصايغ من نيويورك: يجتمع مرشحو الحزبين الجمهوري والديمقراطي للإنتخابات الرئاسية الأميركية في المؤتمر الذي تنظمه لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية المعروفة اختصار بإسم (ايباك).

وكما درجت العادة، فإن هذه اللجنة تقوم بتوجيه دعوات الى المرشحين الجمهوريين والديمقراطيين، لتقديم آرائهم ومناقشة أهدافهم السياسية بالنسبة لعلاقة الولايات المتحدة بإسرائيل.

ومن المتوقع أن يسرق دونالد ترامب، متصدر لائحة المتسابقين الجمهوريين، الأضواء بعد الكلام الذي اطلقه في وقت سابق خلال لقاء سابق مع المانحين اليهود في الحزب الجمهوري، وتضمن عدم اعترافه بالقدس كعاصمة لإسرائيل، وايضا قيامه بتحميل حكومة الدولة العبرية جزءًا من مسؤولية الصراع القائم مع الفلسطينيين.

قلق اليهود

وقالت صحيفة نيويورك تايمز،" انه من المتوقع أن يواجه ترامب حشودًا غاضبة في مؤتمر ايباك، علمًا بأنه آخر مرشح يمكن ان يقلق اليهود، فهو من المدينة (نيويورك) التي تضم اكبر تجمع لهم في البلاد، وقد صنع ثروته في حقل العقارات الذي يعتبر ملعبهم، كما ان ابنته متزوجة من يهودي ارثوذكسي، وقد غيّرت دينها، كما قام ببناء نادي "بالم بيتش" خصيصًا لليهود بعدما كان ممنوعًا عليهم الدخول الى الاندية، وايضا تصريحاته عن بنيامين نتنياهو، والتي وصفه فيها بأنه رجل وزعيم رائع".

التصريحات المخيفة

وتضيف الصحيفة،" التصريحات الصادرة عن ترامب، تثير قلق اليهود، فكلامه عن المسلمين تذكرهم بالمعاناة التي كانوا يواجهونها، وهذا ما دفع الحاخام جيسي اوليتزكي الى القول،": ما تعلمناه من تاريخنا هو أننا لا نستطيع أن نقف مكتوفي الأيدي عندما يطلق زعيم ما تلك التصريحات"، وايضًا عدم رده (ترامب) بشكل حاسم عن رأيه بديفيد دويك احد زعماء الحزب العنصري (كو كلوكس كلان)، وقوله انه لا يعرفه، وبالتالي لا يمكن الحكم عليه، اثار قلقًا مضاعفًا"، ولكن هوب هيكس المتحدثة بإسم حملته الإنتخابية قالت إن ترامب لا يدعم ولا يناصر ديوك، ويرفض بشدة التنظيمات العنصرية التي تنظر بشكل حاقد".

هل يقنعهم؟

نيويورك تايمز ترى ان ترامب تعثر عندما اعلن موقفه في واحدة من قضايا السياسة الخارجية الأميركية الأكثر حساسية (الصراع الفلسطيني-الاسرائيلي)، خصوصًا أنه اعطى وعدًا بالبقاء وسيطًا محايدًا بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
جوش بلوك المتحدث السابق باسم إيباك قال في معرض تعليقه حول خطاب ترامب المنتظر، "الخطاب هو فرصة مهمة لهذا الجمهور لسماع ما يفكر به ترامب حقًا في هذه القضايا التي تهم الحاضرين بشكل كبير."

المغالاة بدعم اسرائيل

الانتقادات اليهودية الموجهة الى ترامب، تجعله مضطرًا للمجاهرة بموالاته اللامحدودة لإسرائيل، وقد ظهر ذلك في تصريح لهوب هيكس المتحدثة بإسم حملته الإنتخابية التي قالت،" يتطلع السيد ترامب الى القاء خطاب امام مجموعة تمتع باحترام كبير"، متابعة،" ليس هناك أي رئيس بإمكانية تقوية وتعزيز العلاقات الأميركية - الإسرائيلية كما سيفعل ترامب إذا نجح، وهو يدعم اسرائيل بشكل كبير منذ سنوات، اضافة الى انه يتحدث وبشكل علني امام خطر الاسلام الراديكالي المتمثل في داعش وغيرها من الجماعات الإرهابية الإسلامية".

الفيلم العنصري

وتضيف الصحيفة،" في الماضي اطلق ترامب مزحة فحواها، الناس يفترضون أنني يهودي بسبب امتلاكي للكثير من المباني في نيويورك". مدعيًا أنه ضحية معاداة السامية، كما انتقد الاتفاق النووي مع ايران كما فعل نتنياهو، وفي عام 1990 اتهم السلطات في بالم بيتش بفلوريدا بعرقلة جهوده لإفتتاح نادٍ في لاغو سيشرع ابوابه امام اليهود، وقد ذهب ابعد من ذلك حين ارسل الى المجلس البلدي نسخة من فيلم سينمائي ويتناول قصة صحافي زعم انه شخص يهودي لفضح معاداة السامية، وقد تسببت خطوة ترامب بغضب كبير لدى جمعيات تدافع عن حقوق اليهود بعدما اتهمته باستغلال اوضاعهم لمآرب خاصة، ولم يعتذر الملياردير عن فعلته رغم استقباله احد مسؤولي الجمعية على مأدبة غداء في مانهاتن".

معاداة السامية

التفكير بأن ترامب معاد للسامية امر غير صحيح، تقول الصحيفة، وتضيف: "دعوة ايباك له لإلقاء كلمته في المؤتمر تؤكد أن اللجنة مستعدة لسماع ما سيقوله،" وقد تلقى جميع المرشحين دعوات لحضور المؤتمر غير ان المرشح الديمقراطي بيرني ساندرز رفض الحضور، كاشفًا بأنه سيذهب لمواصلة حملته الانتخابية غرب البلاد.

من هم اصدقاؤه؟

وتلفت نيويورك تايمز، "الى ان شيلدون أديلسون، قطب الكازينوهات وأحد المانحين الرئيسيين للجمهوريين ولمساعدة اسرائيل قال انه سيؤيد ترامب اذا كان هو المرشح كما أن صحيفته اسرائيل هايون، تكتب بشكل ايجابي عن قطب العقارات".

ويمتلك ترامب علاقات جيدة جدًا مع شخصيات يهودية، ويقول سيد دينرستين الرئيس السابق لمقاطعة بالم بيتش في فلوريدا بالحزب الجمهوري، والذي وضعت زوجته صورًا وملصقات لترامب على سيارتها، "العلاقة بين اليهود واسرائيل وترامب اكثر من رائعة،" واعرب عن ثقته بأن ترامب بامكانه تحقيق صفقات جيدة لاسرائيل، لأنه يتفاوض فقط من موقع قوة، ولا يعرف أي شيء آخر غير".