بدأت الشرطة البلجيكية عملية ملاحقة للعثور على شخص يشتبه بانه احد منفذي الاعتداءات المنسقة التي ضربت الثلاثاء مطار بروكسل الدولي ومحطة مترو وتبناها تنظيم الدولة الاسلامية مخلفة ما لا يقل عن 34 قتيلا واكثر من مئتي جريح.
بروكسل: نشرت السلطات البلجيكية صورة لثلاثة اشخاص يدفعون بعربات عليها حقائب ويشتبه بضلوعهم في الاعتداءات التي ضربت قرابة الساعة السابعة ت غ مطار بروكسل الدولي، وذلك بعدما التقطتها احدى كاميرات المراقبة.
واعلن المدعي الفدرالي البلجيكي فريديريك فان لو ان اثنين من هؤلاء "ارتكبا على الارجح اعتداء انتحاريا".
واضاف انه تجري "ملاحقة" الثالث الذي يبدو في الصورة مرتديا سترة وقميصا فاتحتين اضافة الى نظارتين وقبعة سوداء.
واوضح فان لو ان "عمليات دهم تتم في اماكن عدة في البلاد"، فيما افادت النيابة الفدرالية العثور على عبوة ناسفة وراية لتنظيم الدولة الاسلامية خلال عملية دهم في شايربيك في شمال شرق العاصمة.
من جهته، قال المسؤول المحلي فرانسيس فيرميرين ان المهاجمين "جاؤوا في سيارة اجرة بحقائب السفر الخاصة بهم وكانت القنابل داخلها (...) ووضعوا الحقائب على العربات وانفجرت اول قنبلتين. وقد وضع المهاجم الثالث حقيبته على عربة، ولكن يبدو انه اصيب بالذعر لانها لم تنفجر".
واعلن تنظيم الدولة الاسلامية مسؤوليته عن الهجمات، علما بانها الاكثر دموية التي تشهدها العاصمة البلجيكية وعاصمة الاتحاد الاوروبي. ويرى الخبراء انها تظهر ان الشبكات الجهادية لا تزال قادرة على تنفيذ عمليات دامية رغم الضغوط الامنية التي تتعرض لها.
وقال التنظيم في بيان "انطلق عدد من جنود الخلافة ملتحفين احزمة ناسفة وحاملين عبوات ناسفة وبنادق رشاشة مستهدفين مواقع مختارة بدقة في بروكسل (...) لينغمسوا داخل مطار بروكسل ومحطة لقطار الانفاق ويقتلوا عددا من الصليبيين قبل ان يفجروا احزمتهم الناسفة وسط تجمعاتهم".
واعتبرت بروكسل غالبا معقلا للاسلاميين المتطرفين. لكنها ظلت في مناى من الهجمات التي ضربت مدريد في 2004 ولندن في 2005 وباريس مرتين في 2015.
ونقل موقع "اعماق" الاخباري المرتبط بتنظيم الدولة الاسلامية باللغة الانكليزية ان "مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية شنوا الثلاثاء سلسلة هجمات باحزمة ناسفة وعبوات استهدفت مطارا ومحطة مترو في وسط العاصمة البلجيكية بروكسل، الدولة التي تشارك في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الاسلامية".
واضاف الموقع ان "مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية فتحوا النار داخل مطار زافنتم، قبل ان يفجر عدد منهم احزمتهم الناسفة، كما فجر استشهادي حزامه الناسف في محطة مالبيك للمترو".
وندد قادة الدول ال28 في الاتحاد الاوروبي بهجوم "على مجتمعنا المنفتح والديموقراطي". واعتبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ان "اوروبا برمتها استهدفت" فيما دعا الرئيس الاميركي باراك اوباما العالم الى "ان يكون موحدا" في مواجهة الارهاب.
قنبلة ثالثة لم تنفجر
ووقعت الهجمات بعد أربعة أيام من القبض في حي مولنبيك في بروكسل على الفرنسي من اصل مغربي صلاح عبد السلام، الناجي الوحيد من المجموعة التي نفذت هجمات تبناها تنظيم الدولة الاسلامية في باريس في نوفمبر/تشرين الثاني واوقعت 130 قتيلا، وهو يقبع حاليا في سجن بلجيكي وسط حماية امنية مشددة قبل نقله إلى فرنسا.
لكن المدعي الفدرالي اكد ان "اقامة صلة (بين الاعتداءات) وهجمات باريس لا يزال امرا مبكرا جدا".
ووقع اول انفجارين قرابة الساعة 8,00 (7,00 ت غ) في المطار ما اوقع 14 قتيلا و96 جريحا وفق رجال الاطفاء.&
وبحسب حاكم مقاطعة برابان الفلامنكية لودفيك دو فيتي فان منفذي الاعتداءات "ادخلوا ثلاث قنابل" الى مطار بروكسل لكن احداها "لم تنفجر".
وبحسب رئيس بلدية بروكسل ايفان مايور نفذ اعتداء بعد ساعة في احدى محطات المترو في مالبيك تسبب ب"سقوط 20 قتيلا على الارجح" و106 جرحى.
واثر وقوع الهجمات رفع مستوى الانذار الارهابي الى اعلى درجة وسيظل مطار بروكسل الدولي مغلقا الاربعاء فيما عززت الاجراءات الامنية حول المؤسسات الاوروبية في بروكسل وستراسبورغ وكذلك حول المحطات النووية البلجيكية.
وعلقت حركة النقل المشترك لساعات عدة في بروكسل. ودعي السكان الى تجنب التنقل رغم ان الوضع عاد شبه طبيعي مساء.
واثارت الاعتداءات صدمة في انحاء اوروبا ودفعت الحكومتين الفرنسية والبريطانية الى عقد اجتماعين عاجلين. وسارعت السلطات الى تعزيز الامن في مطارات عدة.
واعلنت الخارجية الفرنسية في حصيلة غير نهائية ان ثمانية فرنسيين اصيبوا في الاعتداءات بينهم ثلاثة جروحهم بالغة.
ونصحت الخارجية البريطانية مواطنيها بعدم التوجه الى بروكسل، واعلنت مساء ان بريطانيين اثنين اصيبا في الاعتداءات.
وقال رئيس وزراء بلجيكا شارل ميشال "كنا نخشى وقوع اعتداء وهذا ما حصل" مشيرا الى "يوم اسود للبلاد".
ومساء الثلاثاء، توجه ميشال الى ساحة البورصة في قلب بروكسل وسط مئات من سكان العاصمة الذين وضعوا الورود واضاؤوا الشموع.
وقال ملك بلجيكا فيليب في كلمة متلفزة ان "يوم 22 اذار/مارس لن يكون ابدا كبقية الايام"، فيما اعلنت الحكومة الحداد ثلاثة ايام.
صيحات بالعربية
وافاد شهود ان اطلاق نار سمع اولا صباح الثلاثاء في قاعة المغادرة في المطار الدولي ثم اطلق رجل صيحات بالعربية وسمع دوي انفجارين.
وقال الفونس ليورا الموظف في امن الحقائب "صرخ رجل بالعربية ثم سمع دوي انفجار عنيف".
وبعد اقل من ساعة تم استهداف المترو في محطة تقع قرب مقر المفوضية الاوروبية.
واظهرت صورة بثتها القناة العامة محطة مترو لحقت بها اضرار كبيرة بعد استهدافها في ساعة ذروة.
وقال المتحدث باسم فرق الاطفاء في بروكسل ان قوة الانفجار ادت الى انهيار ثلاثة جدران في موقف سيارات تحت الارض قريب من المحطة.
وقال رئيس بلدية المدينة "هناك جنسيات عديدة" بين الجرحى مضيفا ان التعرف على هويات القتلى "سيستغرق وقتا" بسبب "الفوضى".
التعليقات