قررت وزارة التربية والتعليم حذف اسم وصورة الدكتور محمد البرادعي، نائب رئيس الجمهورية السابق، من كتاب اللغة العربية للصف الخامس الابتدائي بالفصل الدراسي الثاني، ضمن الحاصلين على جائزة نوبل للسلام عام 2005.

القاهرة: قالت وزارة التربية والتعليم في مصر، "إنه تم حذف اسم وصورة البرادعي من الكتاب في (نشاط 3) ضمن الفقرة التي ورد فيها أسماء الشخصيات العامة التي حصلت على جائزة نوبل ، وتضمنت الفقرة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، والدكتور أحمد زويل، بينما كانت تحتوي ذات الفقرة على اسم الدكتور محمد البرادعي في العام الدراسي الماضي وتم حذفه".

وأكدت أن الحذف جاء بسبب مواقفه العدائية وتصريحاته المحرضة ضد مصر، خاصة بعد ثورة 30 يونيو. فيما علق نائب الرئيس المصري السابق محمد البرادعي على إزالة صورته من المناهج المدرسية، كأحد المصريين الفائزين بجائزة نوبل، بصورة غير مباشرة، حيث أعاد البرادعي نشر تغريدة للإعلامية ليليان داود قالت فيها: "لا ينتقص من مقام عالم حذف اسمه من كراسة وورق، بل يعيبك أن يذكر التاريخ جهلك".&

اعتراف رسمي&

من جانبها، اعترفت وزارة التربية والتعليم بحذف اسم وصورة الدكتور محمد البرادعي، حيث أكد بشير حسن، المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم، أنه تم حذف اسم وصورة الدكتور محمد البرادعي، نائب رئيس الجمهورية السابق، من كتاب اللغة العربية للصف الخامس الابتدائي بالفصل الدراسي الثاني، ضمن الحاصلين على جائزة نوبل، وقال في تصريحات إعلامية له: "إننا ربما نختلف مع البرادعي سياسيًا أو ننتقده ويصل ذلك إلى حد الهجوم بسبب مواقفه الأخيرة، ولكن التاريخ لا يكتبه شخص بل تكتبه أمة"، مستطردًا: "نعم.. تم حذف الصورة، ولكن تم حذفها العام الماضي في عهد الوزير محب الرافعي استجابة لأولياء الأمور والطلبة بعيدًا عن المواقف السياسة"، وأوضح أن الموضوع المتعلق بنجيب محفوظ وصورة البرادعي كان لتدريب الطلبة عليها فقط.&

وأضاف: "اتصل بنا أكثر من ولي أمر وعدد كبير من المدرسين طالبوا بحذف الصورة وكل ما يتعلق بالبرادعي لأن الموضوع كبير على وعي الطالب في المرحلة الخامسة، ولذا تم حذف الصورة لأنها أكبر من وعي الطلبة في هذا التوقيت، ولم يقتصر الأمر على ذلك بل قمنا بتلقيح المناهج من أشياء كثيرة جدًا".&

تضارب التصريحات

في المقابل، فقد صدر العديد من التصريحات المتضاربة من قبل مسؤولي التربية والتعليم للخروج من مأزق حذف صورة واسم البرادعي، حيث قال الدكتور محب الرافعي، وزير التربية والتعليم السابق: "إن ما أثير بشأن تكليفه للجان المناهج بحذف اسم الدكتور محمد البرادعي وصورته من مناهج الابتدائية كأحد الحاصلين على جائزة نوبل غير صحيح".

مضيفًا، أن الأمر ليس مسؤوليته، موضحًا أنه وقت توليه الحقيبة الوزارية شكل لجانًا لمراجعة كتب ومناهج الفصل الدراسي الأول من العام الدراسي الحالي قبل طباعتها، مشيرًا إلى أنه كان يجب على الوزارة والمسؤولين فيها تشكيل لجان لمراجعة كتب الفصل الدراسي الثاني ومعرفة ما تم حذفه من عدمه، قائلاً: "قبل ترك الحقيبة الوزارية في سبتمبر الماضي لم أتدخل في مناهج الفصل الدراسي الثاني مطلقًا".

خطة واضحة

من جانبه، يرى الدكتور محسن يسري، أستاذ المناهج بكلية التربية جامعة عين شمس، أن وزارة التربية والتعليم ليست لديها خطة واضحة بشأن حذف أو إضافة المواد العلمية داخل المناهج، فالأمر يتم وفقًا للظروف السياسية وسعي الوزير لإرضاء السلطة الحاكمة، فالوزارة&حذفت اسم البرادعي على اعتبار أن ذلك سوف يرضي السلطة&والشعب.

مشيرًا إلى أن حذف اسم البرادعي ليست الواقعة الأولى في تاريخ وزارة التربية والتعليم، فقد حذفت الوزارة أجزاء من الدروس التي تتحدث عن سيرة "عقبة بن نافع" و"صلاح الدين الأيوبي" &من مناهج اللغة العربية.

واستنكر الدكتور محسن يسري حذف اسم الدكتور محمد البرادعي من المناهج التعليمية على الرغم من حصوله على جائزة نوبل قائلًا ﻠ"إيلاف":"هذا تزييف للتاريخ، فالخلاف السياسي لا يؤدي إلى إقصاء جذري لتاريخ شخص له إنجازات معترف بها دوليًا.

وطالب الخبير التربوي، الرئيس عبد الفتاح السيسي، بتشكيل لجنة علمية بعيدة عن وزارة التربية والتعليم تختص فقط بتطوير المناهج الدراسية &في مصر في إطار ممنهج وعلمي، على اعتبار أن &تطوير التعليم كان من أهم ركائز برنامج الرئيس الانتخابي في الانتخابات الرئاسية الماضية.


&مواقف عدائية

على الجانب الآخر، فقد لقى نبأ حذف اسم وصورة الدكتور محمد البرادعي ترحيبًا كبيرًا من بعض القوى السياسية ومؤيدي الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث أكد المستشار أحمد الفضالي، رئيس تيار الاستقلال، أن التاريخ سوف يذكر حقيقة ما فعله البرادعي في العراق، وكيف ساعد الولايات المتحدة الأميركية في تقسيم دول المنطقة العربية، ولن ينسى التاريخ أيضًا دوره في مساعدة دول أجنبية لتقسيم مصر إبان ثورة يناير.

وأشاروا إلى أن البرادعي حصل على جائزة نوبل &للسلام لدوره العظيم في مساعدة الولايات المتحدة &بالمنطقة، وليس على جهوده العلمية، وكان منطقيًا جدًا حذف اسمه وصورته من مناهج التعليم في مصر بعد مواقفه الواضحة من ثورة يونيو ومساندة جماعة الإخوان.