الرباط: دعا نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية المغربي، ووزير الإسكان وسياسة المدينة، الحكومة إلى تسريع الورش الإصلاحية المفتوحة، والعودة إلى الحوار الإجتماعي مع الاتحادات العمالية وأصحاب العمل.

وقال بن عبد الله، الذي كان يتحدث اليوم السبت في مدينة سلا المجاورة للرباط لدى افتتاحه أشغال اللجنة المركزية للحزب: "لابد من إدراك أن الحوار الاجتماعي، باعتباره من مستلزمات العمل الحكومي الناجع، يبقى مسألة أساسية لتحقيق التقدم المنشود على الصعيد الاجتماعي. 

ولذلك ندعو مجددا، وبإلحاح أقوى، جميع الفرقاء، من حكومة واصحاب عمل ونقابات، إلى التحلي بما يلزم من فضيلة الانفتاح وروح المسؤولية، لإطلاق إشارات إيجابية ممهدة لتحقيق نتائج عملية".

وزاد بنعبد الله قائلا: "لقد سبق لحزبنا ان دعا هؤلاء الفرقاء إلى استئناف الحوار الاجتماعي، والعمل على توفير شروط إنجاحه، وفي مقدمتها إبداء الحكومة للقدر الكافي من الانفتاح على مختلف المطالب المشروعة للعمال، واعتماد الفرقاء الآخرين لمقاربات بناءة عبر تقديم بدائل ملموسة واقتراحات واقعية تحقق المطالب العادلة للفئات الاجتماعية المحرومة، وتراعي، في الوقت ذاته، الظرفيتين الوطنية والدولية، والإمكانات الفعلية التي يتيحها الاقتصاد الوطني، وضرورة الحفاظ على التوازنات الأساس، والدينامية التنموية، وتعزيز منحاها التصاعدي، وإنجاز الإصلاحات الكبرى المنتظرة والكفيلة بتحصين النموذج التنموي المغربي وتطويره.

وفي هذا الاطار نحن متفائلون بما يمكن أن يفضي إليه استئناف الحوار الاجتماعي، خلال الأيام القليلة المقبلة، من نتائج ايجابية، بما في ذلك في موضوع إصلاح أنظمة التقاعد".

وتحدث بنعبد الله باقتضاب عن حصيلة وزراء حزبه الخمسة، وقال إن الحكومة بصدد إعداد حصيلتها بالتفاصيل والأرقام، وستعلن عنها مع اقتراب نهاية ولايتها.ودعاالحكومة إلى "تكثيف الجهود لإتمام ما التزمت به في برنامجها"، مشيرا إلى بداية العد التنازلي لانتهاء ولايتها مع اقتراب انتخابات 7 أكتوبر( تشرين الاول) المقبل.

وقال ان على الحكومة أن تسرع بإخراج ما تبقى من القوانين التنظيمية المنصوص عليها في دستور 2011، والتي يقضي الدستور بوجوب عرضها على البرلمان في أجل لا يتعدى الولاية التشريعية الأولى الموالية لصدور الأمر بتنفيذه.

وشدد بنعبد الله على قوة التحالف الحكومي، معتبرا أنه حقق رصيدا جيدا في مجال التوازنات المالية،وتقدما في القضايا الاجتماعية، من خلال اتخاذ عدد من الإجراءات الحكومية للنهوض بهذا المجال.

في سياق ذلك، قال بنعبد الله في تصريح لـ "إيلاف" إن حزبه غير نادم على مشاركته في حكومة عبد الإله بن كيران، مشيرا الى ان حصيلة العمل الحكومي بينت صواب اختيار حزب التقدم والاشتراكية في الدخول إلى الحكومة.

وبشأن الاتصال مع حزب الأصالة والمعاصرة المعارض، قال بنعبد الله إنه تلقى اتصالا من الأمين العام للحزب إلياس العماري، وهو الاتصال الأول من نوعه منذ سنوات.

واوضح بنعبد الله أن تواصله مع حزبي الاصالة والمعاصرة والاتحاد الاشتراكي حول موضوع الأساتذة المتدربين كان "من أجل المساعدة على الخروج من أزمة الأساتذة المتدربين".

يذكر ان اجتماع اللجنة المركزية للحزب ناقش تحضيرات المؤتمر الاستثنائي للحزب، الذي عقد بعد انتهاء اجتماع اللجنة المركزية لمناقشة نقطة تتعلق بتعديل نظامه الأساسي.

وقال بنعبد الله ان التعديل يهم نقطتين أساسيتين، الأولى سياسية وتتعلق ب "إدخال البعد البيئي في المسعى الاشتراكي للحزب" من خلال إضافة فقرة في ديباجة القانون الأساسي تتعلق بالبيئة والتنمية المستدامة.

اما النقطة الثانية فتتعلق بالجانب التنظيمي ، وتهدف، كما قال بنعبد الله إلى "معالجة اشكالية تضخم عدد أعضاء اللجنة المركزية للحزب، وذلك من خلال حذف الانتداب التلقائي لهؤلاء الأعضاء إلى المؤتمر الوطني للحزب، وإحداث لجنة وطنية وظيفية لتدبير القضايا التنظيمية، بتنسيق مع المكتب السياسي، لكن من دون أن تعوض أو تحتل مكانة اللجنة المركزية"، إضافة إلى "تكريس الطابع الجهوي للهياكل الحزبية".